حينما استيقظت لصلاة الفجر لم أكن أتخيل أبداً أنني سأبدأ يومي بجلسة خاصة جداً وشاعرية جداً مع النيل، نهر النيل العظيم. ولأنني مجنونة و"مطرقعة" فما يخطر ببالي أفعله طالما ليس حراماًُ ولا عيباً، وعليه فما أن جاءت الساعة السابعة حتى قررت ترك عملي الذي ينتظرني أمام شاشة الكمبيوتر ومشروع الدكتوراه الذي أعمل به منذ أكثر من عام – ولم ينته بعد- تركت كل هذا اقرأ المزيد
صخورٌ تتهاوى على الفقراء في واحدةٍ من عشوائيات القاهرة -عشوائية الكيان أصلا- فيسقط القتلى والجرحى وتحول الصخور دون الناس وذويهم أموات وأحياء والكيان المصري عاجزٌ عن الإنجاز، وأخيرا.... حين نطق ممثل الحكومة أعطى أهل المتوفى 5000 خمسة آلاف جنيه مصري...... أرخص من ثمن عجل الجاموس ثمن الواحد من بني الإنسان في مصر..... صحيح أنه لا مجال لتشبيه التعويضات الممنوحة من الحكومة المتفضلة وبين أسعار البهائم في سوق المواشي في مصر وصحيحٌ أن هناك من بني الإنسان في مصر أيضًا من يدفع لقتله آلاف الدولارات.... اقرأ المزيد
كان ذلك منذ عشرين عاما تقريبا: كنت في بوسطن، أزور صديقا لم يتأمرك تماما، وحين اقتربنا من منزله حيّانا ابنه الشاب، بأنه: "هاي"، (لم أكن أعرف بعد لغة: "الهاي"- "ياللا باي"). انطلق الشاب يرطن بالإنجليزية الأمريكاني، مع أن أمه امرأة مصرية من شبرا، وحين طلب والده منه تصويرنا للذكرى، رحّب الشاب، وقال كلمتين بالإنجليزية لم ألتقطهما، فأفهمني والده أنه يطلب أن "نبتسم"، ونحن ننطق لفظ "شييز" Say Cheese ، اقرأ المزيد
كلما هممت بكلمة شكوى أو نقد أو تشريح لتخلف أراه تذكرتها بوجهها المستدير المبتسم، وصوتها الهادئ المعترض: كفاية تفكيك، وقل لنا نعمل إيه؟!...... بينما لا أجد مهرباً، فالغباء يحيطنا من كل جانب!!! نحن كقطع لعبة "البازل"... لوحة ضخمة ممزقة ومبعثرة، ومحدثتي تجلس أمامها تضع يدها على خدها وتنظر لي متسائلة ومتحسرة: تقدر تقولي نعمل إيه في الورطة دي!! عادي... زي أي "بازل"!!! اقرأ المزيد
لا زلت أتعجب من الصدقة... وأذكر لكم هذه القصة نقلاً عن الشيخ عبد الهادي بدلة إمام جامع الرضوان في حلب, وهو من العلماء القلائل الذين يخاطبون العقل والقلب معاً, قال: في بداية زواجي منّ الله علينا بطفلنا الأول.. اقرأ المزيد
سأل البروفيسور أديب العسالي أين تفضلون العشاء في جبل قاسيون المطل على دمشق أم هناك مكان معين تفضلون الذهاب إليه، ترك الجميع الخيار له، فاقترحت الذهاب إلى دمشق القديمة والعشاء في أحد بيوتها القديمة الذي تحول إلى مطعم، وهي فرصة ليتعرف الأصدقاء والزملاء على البيوت الدمشقية القديمة.. اقرأ المزيد
في 30 أغسطس 2006 كتبت في هذه الزاوية بعنوان "الحرب والجدية والاستسهال"، عثرت على هذه التعتعة أثناء بحثي عما سبق أن كتبته في هذا الموضوع، دهشت لأنني وجدت أنني كتبت كل ما كنت أود أن أكتبه اليوم، ما الحكاية بالضبط؟ شعرت بخيبة أمل بالغة، وقدرت أنني لو لم أعثر على هذه التعتعة لكتبت ما سبق كتابته بالحرف الواحد، هل أعتب على الزهايمر الزاحف في الخفاء؟ كيف نسيت ما كتبت هكذا؟ اقرأ المزيد
ساكتون عن حقوقنا إلى حد انهيار الجبال على رؤوسنا ولا نحرك ساكنا، لا نحن ولا المسئولون عن تطبيق القانون سواء بسواء.أقول ذلك وأنا أمسك في يدي بكل قرارات الإزالة التي لم تنفذ ضد المعلم مغتصب العمارة والمضحك المبكي أن كل كارثة تشهدها مصر في الأسابيع الأخيرة اعتبرها هو فرصة ينتهزها لأخذ خطوة إضافية. ففي اليوم التالي لحريق الشورى مباشرة حاول تبليط الحديقة وفي اليوم التالي لمجزرة المقطم ضاعف إشغالاته وتعدياته الخشبية والزجاجية مستغلا انشغال الأجهزة الأمنية ليبرطع "قال يعني كانوا قدروا يوقفوه قبل كده". اقرأ المزيد
الإنتاج الفكري للمفكرين والمثقفين والباحثين لا يمكن أن ُيقاس بالجانب الكمي، بل بنوعية الإسهام ودرجة العمق فيه ومستوى الابتكارية في نتائجه ومصطلحاته وأدواته التحليلية والمنهجية، وعلى الرغم من ذلك فإن كمية الإسهامات لها دلالات خاصة ولاسيما إن كانت مقرونة بالثراء والتنوع المشدودين لقضايا محورية معينة في بناء فكري تراكمي، اقرأ المزيد
رحلة إلى سوريا، ليست هي الأولى فتلك كانت في الستينيات أواخر أيام الوحدة، في دورة الجامعات الرياضية حيث شهدنا تحول العاطفة نحو المصريين في وجوه تجار سوق الحميدية الذين أنهكتهم قوانين اشتراكية في بلاد لا تعرف إلا العمل الخاص والتجارة الحرة، وكان ختام احتفالات أسبوع الشباب، معركة حامية بين الطلاب المصريين والسوريين، ولم تمض أسابيع حتى كان الانفصال، وتلك كانت مقدماته. المهم بدأت رحلتي الأخيرة إلى القطر الشقيق، تذكرة الطائرة، بالنسبة للكيلومترات التي تفصلنا عن دمشق هي ضعف ثمن التذكرة إلى أسوان مع أنها أبعد كثيرا لماذا؟ لو أردنا تسهيل الاندماج بين الدول العربية فلعل أول ما تقوم اقرأ المزيد