يوم جديد بدأ في الخامسة صباحاً بعد نوم استمر لثلاث ساعات... فقط!
وهذا ليس إلا امتداد للحالة التي أمر بها هذه الأيام والتي بدأت من أسبوعين تقريباً.
والحقيقة التي لم أعترف ولا أقوى أن أعترف بها لمخلوق "عدا طبيبي النفسي" هي أن سبب استيقاظي هو الشعور بالعطش... والجوع... الجنسي!
نعم لابد أن أكون صريحة وصادقة مع نفسي لا مجال للمراوغة التي لن أجنِ من ورائها إلا ضياع الوقت، فعدم الوضوح والصراحة يعني ردم المشكلة وليس حلها، فعلى الأقل التصريح والتعبير والتفصيل يؤدي إلى راحة نفسية، فإخراج ما يعتمل وما يجيش به صدري يخفف الحمل ويقلل المشقة ويساعد على عناء الطريق. فعلي أن أضع الكأس.
الرغبة الجنسية من جديد... أشتعل وأتوتر ويسخن جسدي ويستعر ناراً متقدة لا سبيل إلى إروائها وإطفائها إلا ممارسة الجنس، لا سبيل إلى تسكين وإشباع جسدي المتعطش إلا ممارسة الحب.
أشتاق إلى هذا وأحتاج صبراً فوق صبري للمقاومة والاستمرار والاحتمال... مع عمر تجاوز الحادية والثلاثين بأشهر. فالرغبة تزداد اشتعالاً والجسد يصرخ طالباً حقه في الارتواء، حقه الإنساني والطبيعي والمشروع، حقه في الحياة.
وأحتاج إلى إرادة عظيمة وهمة عالية تعينني على التصدي لشلال متدفق عنيف من الرغبة ومن الاحتياج.
أحتاج إلى سكب مشاعري نحو إنسان يحبني وأحبه أكتمل معه وأتوحد وأنتشي.
أحتاج إلى إخراج طاقتي الكبيرة في عمل إنساني عاطفي وجسدي وروحي، ليرتاح الجسد المتألم من طول الانتظار وعذابه.
لم أندم على عدم الزواج من أي ممن تقدموا للزواج مني فلم أجد في أي منهم بغيتي وحلم عمري وفارسي المنتظر، فإما هو أو لا... ولأحتمل العذاب وحدي، فهذا أهون من معاشرة من لا أريد، فلن أستطيع ممارسة الفعل الجنسي إلا مع رجلي... فقط.
وما يزيد من راحتي لهذا القرار هو أنني لا أضع مواصفات وهمية لا وجود لها على الأرض، ولكنني أبحث عمن يشبهني... وليس من يتطابق معي، يشبهني.... والفرق كبير... وهذا لا تنازل عنه، وإلا كنت زوجة –وربما أم- من ست سنوات على الأقل.
من يشبهني ليس حلماً بعيد المنال، ولكنه حقيقة واقعة وقعت منذ سنوات تزيد عن الثلاثين. وكلي يقين بهذا وكلي ثقة أنني سأجده... فقط مزيد من الصبر والتصبر والاندماج مع الحياة بكل تفاصيلها وكل جمالها الذي مهما أغشاه القبح فهو موجود حتى مع مشقة البحث عنه... وماذا في الحياة لا يحتاج إلى جهد وتعب للحصول عليه؟
ليس فقط الحاجة إلى الجنس ما أحتاجه، ولكن الرغبة في التواصل مع إنسان يشاركني حياتي وأحلامي وأفكاري، يشاركني أبسط تفاصيل حياتي التي ربما لا يحبها كلها ولكن تواجده معي في جانب من هذه التفاصيل يسعدني ويعوضني عن غيابه –لو حدث- عن تفاصيل أخرى.
لا أرغب إلا في رجل أستطيع أن أتحمل عيوبه ونواقصه ويتحمل هو حماقاتي ومساوئ شخصيتي، لا أرغب إلا في رجل يعطيني مثلما أعطيه، فلن أطلب أبداً إلا ما أستطيع تقديمه، فمن حقي أن أحصل على عطاء يساوي عطائي، من حقي أن أحصل على تضحية تعادل تضحيتي، من حقي أن أحصل على أسعد حياة ممكنة طالما أنني أستطيع توفيرها لرجلي... الذي أرغبه وأنتظره.
لا أستطيع أن أكون إلا له هو... وليس لأي شخص آخر... لا أتحمل أن أتزوج إلا منه... وحده، فلن يكون جوعي الجنسي مبرراً أبداً أن أترك كل حقوقي المشروعة وراء ظهري، لن يكون تعطشي العاطفي والجسدي مبرراً أبداً لتجاهل متطلباتي الإنسانية الأخرى.
ولمزيد من طمأنة نفسي أؤكد لها أن بغيتي مجموعة من سمات لا يمكن التنازل عنها، في الوقت الذي يمكنني فيه التنازل عن بعض الأمور الهامشية بالنسبة لي، إلا أنه لا تنازل أبداً عن ثوابت لا أستطيع العيش إلا مع من يحملها.
وجودي في العالم يعني حقيقة مؤكدة أن نظيري ومقابلي الذكوري موجود في مكان ما من العالم... يقيني يخبرني بهذا، وسعادتي لن تتحقق إلا معه... وحده...
وهذا ما يجعلني أبصر شمساً ما في الأفق... فحتى لو كان بعيداً.
فهذا ما يعينني على الاستمرار.
الثامنة إلا الثلث صباح السبت
11/4/2009
اقرأ أيضاً:
حينما نسرق الجنس!/ جاثوم الجنس والفتاة العربية.. خبرة ومحاولة.. (4)/ التلفزيون يطفيء الرغبة الجنسية