مرحباً بالجميع، أرجو الرد!
لا أستطيع الصلاة وأرغب بها بشدة. أريد الصلاة بشدة. لا أريد أن أموت هكذا. ماذا أفعل؟ أو كيف يمكنني إرسال استشارة؟ لذلك أرسلت عبر صفحتكم على الفيس بوك.
هل من حل؟ تراودني أفكار وسواسية حول الطهارة. على سبيل المثال، أنا أعاني من مشكلة في المثانة، فينتشر البول على ساقيّ، وأضطر لغسل جسدي من الأسفل إلى الأعلى.
ثانياً، تراودني أفكار وسواسية حول التردد. لا أفهم حقاً معنى التردد في النية. إنه تردد مرتبط بالتوقيت، ليس بشأن الصلاة التي سأصليها، بل بموعدها. أفكر: "سأرتاح أولاً، ثم سأصلي". أفكر: "سأتحدث مع شخص ما وأنا واقف، ثم سأهدأ وأصلي". لا أقرر أو أقول: "سأصلي عندما أشعر بالاستعداد"، أو "سأصلي بعد دقيقتين"، ثم أصلي قبل ذلك الوقت. هل هذا تردد؟ أرجو شرح معناه.
كذلك، لا أستطيع نطق الفاتحة بشكل صحيح. لا أستطيع نطقها بشكل صحيح، مثل "الصراط المستقيم"، ولا أستطيع فصل "سين" عن "صاد". عليّ أن أشدد على "التاء" لأشعر أنها خرجت بشكل صحيح. كما عليّ أن أزفر مع الحرف... حرفا "سين" و"صاد" يُنطقان مثل "ثاء" أو "سين"، وهو أمر غير صحيح تمامًا.
كيف أتعامل مع الأفكار الوسواسية المتعلقة بالنية؟ نعم، تُسقط النية عن المصاب بالوسواس القهري، ولكن إذا استطاع تصحيحها، مثلًا، وأحيانًا أشعر أنه يُفسد النية عمدًا بتردده عمدًا، كما حدث عندما توقفتُ وصمتتُ عمدًا ولم أقل "الله أكبر" مباشرةً، فعندئذٍ أطلتُ الوقت عمدًا. أم أن سقوط النية يعني عدم وجوبها عليّ إطلاقًا، أو حتى القيام بما أستطيع، حتى لو كنت قادرًا على تصحيحها دون أن أنوي ذلك، وحتى لو نويت وفعلت ما يُفسدها، فإنه يسقط لعدم وجوبها عليّ، أم أن سقوطها يعني عدم وجوبها عليّ؟
أيضًا، أعاني من انتفاخ غريب، كثير، وقولوني دائمًا ما يكون منتفخًا ورغويًا في الصباح، لذلك أضطر للانتظار طويلًا حتى تستقر معدتي قبل أن أبدأ الوضوء.
أحيانًا يخرج البراز لا إراديًا. كيف أتعامل مع هذا؟
أرجو عدم ذكر اسمي.
27/11/2025
رد المستشار
الابنة المتصفحة الفاضلة "حلا" أهلا وسهلا بك على صفحة مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك وإن شاء الله متابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
لا توجد إشارة إلى مدة معاناتك مع أعراض الوسواس القهري الديني والمتعلق بالعبادات، ولا إلى تلقيك العلاج من عدمه، لكن من الواضح أن معاناتك شديدة ونسأل الله أن يجعل في ردنا عليك ما يساعدك على الخلاص من فخاخ الوسواس القهري.
تقولين (أعاني من مشكلة في المثانة، فينتشر البول على ساقيّ، وأضطر لغسل جسدي من الأسفل إلى الأعلى) مبدئيا لا توجد مشكلة طبية في المثانة يمكن أن تسبب ذلك لا في الإناث ولا في الذكور، وربما في الذكور يمكن أن يصيب البول الساق من أعلاها لأسفلها حسب اتجاه فتحة المبال والتي تتحرك مع القضيب، لكن من المستحيل في الإناث أن يؤدي نزول البول إلى تنجيس أي شيء أسفل رجليك إلا في حالة استخدام الحمام التركي، أو التبول في حالة الوقوف أما الحمام الإفرنجي فلا يمكن أن يصيب البول النازل أي شيء من الجسد إلا إذا ضمت ساقيك بدلا من فتحهما ولم تحسني الجلسة على المرحاض.... باختصار لسنا بحالة لتشريح أعراضك لأنها بالتأكيد لا تلتزم المنطق وكل ما حكيته هو بالضبط ما يحكيه مرضى وسواس النجاسة والمطلوب منك فعله هو ما تجدينه مشروحا في الارتباطات التالية وكلها مشكلات من إناث مثلك لكن بكل منها ارتباطات داخلية تجب قرائتها جيدا وأعلم أنك من مجرد العناوين ستعرفين كم هي مهمة لك:
وسواس النجاسة: القاعدة هي التطنيش+عدم التفتيش!
وسواس الاستنجاء: ممنوع التفتيش مندوب التطنيش!
رشاش البول ومقدار ماء الوضوء م2
وسواس انتشار النجاسة ع.س.م.د RCBT علاج الوسواس الديني2
نأتي بعد ذلك إلى موضوع التردد في النية، وأضع لك هنا فقرة من مقال لي في علاج وسواس النية (بشكل عام فإن الشك في النية والتردد في النية وكذا قطع النية وتغيير النية وتعليق النية كلها أمور لا يحاسب بها مريض الوسواس القهري لأن شروط النية هي الإسلام، والتمييز، والعلم بالمنوي، ورغم كونها كلها أمورا يسهل تحققها واستدامتها للأصحاء بل يجدونها في غاية السهولة، إلا أنها ليست كذلك بالنسبة لمريض الوسواس القهري، فأحيانا تتحقق بسهولة ثم يعجز عن استدامتها لأنه يشك فيها، وأحيانا يعجز مريض الوسواس عن تحقيقها وسبب ذلك هو قابليته العالية للشك في دواخله إضافة إلى عجزه عن التواصل الواثق معها، فهو دون أي مبالغة قد يشك في إسلامه وفي علمه بالمنوي فضلا عن عجزه عن تمييز دواخله، وهو ما فصلناه في مقالنا: الوسواس القهري: الشك وعمه الدواخل(1-3). ومفيد هنا أن نتأمل ما قاله ابن قدامة المقدسي في الفصل الأول من رسالته في ذم الموسوسين عند حديثه عمن يوسوس في نيته (وإن شك في تحصيل نيته فهذا نوع جنون! فإن علم الإنسان بحال نفسه أمر نفسي، فكيف يشك فيه عاقل من نفسه؟)، والحقيقة أن مريض الوسواس القهري كما أصبحنا نفهمه اليوم هو بالفعل عاقل يشك في نفسه نتيجة لعمه الدواخل......) وإذا أردت معرفة أكثر بالأمر اقرئي المقال: وسواس النية ع.س.م.د RCBT علاج الوسواس الديني4
واقرئي أيضًا:
التردد في النية: لا نية للموسوس!
وساوس البدايات: التسمية وتكبيرة الإحرام وتردد النية
وأما مشكلتك مع تلاوة الفاتحة (لا أستطيع نطق الفاتحة بشكل صحيح) وما يطلب منك هنا هو أن تكفي تماما عن مراقبة نفسك أثناء الصلاة، وألا تعيدي ولا تكرري بغض النظر عن نطقت بشكل صحيح أم بشكل خاطئ هذه رخصتك ورخصة من هم في مثل حالتك، باختصار تخيلي أنك في الصلاة تستقلين قطارا أحادي الوقوف، يبدأ من محطة التكبير الله أكبر وينتهي في محطة التسليم السلام عليكم ورحمة الله، انتهى ونلت الأجرَ بالرخصة.
واقرئي على مجانين:
وسواس في قراءة الفاتحة والركوع في جماعة!!
وساوس الوضوء والصلاة ع.س.م.د RCBT علاج الوسواس الديني(7و8)
أما كيف أتعامل مع وسواس النية فالتعامل هو بالتجاهل النشط أي أن أتجاهل الوسواس فلا يؤثر عل فعلي وألا أخاف منه إذا حدث، ومريض الوسواس القهري غير مكلف في موضوع وسواسه فإذا وسوس في النسية سقطت عنه بكل شروطها وأحكامها، ومعها يسقط ما يسميه المريض "التعمد" لأن إرادة مريض الوسواس القهري ليست حرة ماما في موضوع وسواسه، وأنصحك بعدم الوقوع في فخ "أستطيع" (حتى القيام بما أستطيع، حتى لو كنت قادرةً على تصحيحها) فأنت غير مكلفة وإن حاولت فأنت للوسوسة معرضة بل شك، وسأضع لك هنا ارتباطات تشرح الموضوع بكل جوانبه:
وساوس البدايات: وسواس النية!
استحضار النية لا يجب على الموسوس!
وأما قولك عن معاناتك (من انتفاخ غريب، كثير، وقولوني دائمًا ما يكون منتفخًا ورغويًا في الصباح، لذلك أضطر للانتظار طويلًا حتى تستقر معدتي قبل أن أبدأ الوضوء)، فهذه بلا شك عبارة لا تصدر إلا عن مريض وسواس قهري خروج الريح وليست عصبية أو تهيج القولون إلا نتيجة لعصبية المريض نفسه وتخوفه الشديد واحتياطاته المستمرة لمنع خروج الريح في وقت الوضوء والصلاة، فلا تكون النتيجة إلا اضطرابا في وظيفة القولون يبدأ نفسيا حتى يصبح عضويا، لذلك فإن مريض الوسواس القهري في موضوع خروج الريح غير مكلف بتحري الريح ولا منعها ولا دفعها وهي لا تنقض وضوئه ولا تفسد صلاته!! إذن ما يجب عليك هو عدم الاهتمام بالانتفاخ وعدم الانتظار ولو لحظات قبل أن تبدئي الوضوء واعلمي أن ريحك لا تنقض الوضوء وأنه لا يوجد شيء اسمه تعمد إطلاق الريح واقرئي لفقيهتنا وفقيدتنا يرحمها الله د. رفيف الصباغ، ما قالته لابنتنا "جمانة" في استشارة: وسواس الريح وعذاب الوضوء: ريحك لا ينقض الوضوء!.
واقرئي أيضًا:
وسواس خروج الريح بين التفلت والتعمد!
سلس الإرجاز والبول والريح والتعمد وسواس قهري م
الموسوس أو مريض الوسواس القهري الديني غير مكلف في موضوع وسواسه أي أنه غير مكلف بما يكلف به صحيح العقل، وبالتالي فإن أدائه للعبادة كله مقبول وليس مطلوبا منه إلا أداء العبادة بأيسر الشروط أو بأحكامه الخاصة أي سقوط التكليف لأنه مريض وتجدين شرحا أكثر لهذه النقطة في إجابة: الوسواس القهري: معنى سقوط التكليف! فمريض الوسواس ليس كالمريض الذهاني الذي لا يكلف بشيء، وليس أيضًا كصحيح العقل كامل الإرادة والاستبطان إلى آخر ما يلزم الإنسان ليصبح مكلفا.
أما سؤالك الأخير (أحيانًا يخرج البراز لا إراديًا. كيف أتعامل مع هذا؟) فردنا عليه أنه إن صح ذلك أي كان بالفعل خروج لا إرادي للبراز فلا تعامل إلا سرعة الكشف لدى الطبيب الجراح لمعرفة السبب أما إن كانت وسوسة فعلاجها التجاهل وعدم التفتيش.
أخيرا وليس آخر ما وصفته سطورك هو اضطراب نفساني يحتاج إلى علاج وعلاجه ممكن ومفيد وكل ما قدمناه أعلاه إنما يهدف لمساعدتك على تغيير بعض المفاهيم المعرفية ومحاولة التصرف بشكل آخر، لكنك بلا شك تحتاجين ما هو أكثر من التواصل النصي مع المواقع الإليكترونية.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.