ما الذي يدعونا إلى أن نسلط الضوء على الحضور الإخواني في مليونية الإسلاميين، ونزعم أنه كان "شكليا" ولم يكن على قدر ما هو متوقع من الجماعة (كما أوردنا في مقال سابق).. هل نحن دعاة فرقة نسعى لتمزيق الصف (كما تساءل بعضهم)، خاصة في هذا التوقيت الذي تتوق القلوب فيه إلى الوحدة والعمل المشترك؟!. لا بالطبع لسنا دعاة فرقة، بل نحن أحرص ما يكون على الوحدة، لأنها خطاب إلهي في المقام الأول، ثم لعلمنا أن سر قوة هذه الأمة الإسلامية في وحدتها، التي ما إن تحققت فلن تقدر جهة كائنة من كانت على الوقوف أمامها، وهو السر الذي عرفه العدو ـ للأسف ـ قبل الصديق، فلم يألُ جهدا في التفريق متبعا سياسته "فرق تسد"، وهي بالمناسبة سياسة قديمة متجددة، لأن هؤلاء يستدعونها كلما دعت الحاجة، أي كلما لاح لهم بصيص من الوحدة. فماذا إذاً؟ اقرأ المزيد
يسألني مرضاي الطيبون كثيرا وأنا أكتب روشتة العلاج: هل للدواء الموصوف أعراض جانبية؟، فأجيب: بالطبع نعم, إذ لا يوجد دواء فعّال ونافع دون أن يكون له بعض الأعراض الجانبية والتي على المريض أن يتحملها حتى يشفى من علته, والأمر يقاس في الطب بنسبية النفع والضرر. وللأسف الشديد فإن كثير من الأدوية تظهر أعراضها الجانبية مبكرا في الأيام الأولى لتعاطيها بينما لا يظهر الأثر العلاجي إلا بعد أيام أو أسابيع, وهنا نرى كثير من المرضى "المستعجلين" يتوقفون عن تعاطي الدواء بمجرد شعورهم بأعراضه الجانبية وربما يتصلون بالطبيب في حالة غضب لأ اقرأ المزيد
يتكرر هذا السؤال في معظم، أو كل وسائل الإعلام مرئية ومسموعة ومطبوعة: ماذا حدث من تغير في الشخصية المصرية؟ ماذا حدث للشباب بعد الثورة، ماذا حدث في منظومة القيم بعد 25 يناير، فأكتشف أن إجاباتي –إذا لم ينجح الاعتذار- تتكرر هي هي حتى خجلت من نفسي، قلت أوجزها وأجمعها، ولينتق منها من شاء كما شاء، وها هى ذى: أولا: لا يوجد تغير في الشخصية عموما أو في القيم أو في المجتمع بين يوم وليلة، ولا خلال عدة أسابيع، أو شهور، وربما بضع سنين. اقرأ المزيد
بدأت الجولة الثانية للثورة بمليونية يوم الجمعة 8 يوليو 2011م حين خرج ملايين المصريين مرة أخرى إلى ميدان التحرير وبقية ميادين مصر حيث شعروا أنهم أخطأوا حين لم يكملوا المشوار ولم يستمروا في الإعتصام والإحتشاد الثوري بعد تنحي حسني مبارك وحين اعتقدوا –خطأ– أن إسقاط مبارك يعني إسقاط النظام. اكتشف المصريون أنهم –كعادتهم– تسرعوا في الإحتفال بالنجاح قبل أن يكتمل سقوط النظام ولهذا عليهم أن يدخلوا امتحان الملحق في ثورتهم, وعليهم أن يستعيدوا لياقتهم الثورية, وعليهم أن يستعدوا لجولات متتالية حتى تحقق الثورة أ اقرأ المزيد
يا ترى: لماذا مثل هذه الكتابة، وما جدواها؟ وإذا كنت قد سئمت منها كما أدعي، كما سئمت من الكلام سواء بالمشاركة فيما يسمى حوارا أو "توك شو" أو محاضرة أو أي كلام، فلماذا أواصل؟ أشعر هذه الأيام – مثل بعض مرضاي – أن هناك مؤامرة لا تمت إلى التفكير التآمري بصلة، ولا إلى مجموعة أمراض البارانويا، مؤامرة أغلب الظن أننا مشاركون في تدبيرها لأنفسنا، بصراحة: كنت أزهو طول عمري سرا، أنني أنتمي لهؤلاء الناس "المصريين"، ويتجسد لي هذا الشعور أكثر حين أكون وسط عينة من هؤلاء الذين يسمون "مرضى نفسيين"، في خبرة العلاج الجمعي مع شباب وشابات يتدربون معي ونحن نكتشف سويا بعض ما هو نحن مع مرضانا. هؤلاء هم الذين علموني أكثر فأكثر من هم المصريون: اقرأ المزيد
عجيب أمر "الإخوان المسلمين" أعلنوا في بيانات رسمية أنهم من بين فصائل التيار الإسلامي المشاركة في مليونية الإسلاميين 29 يوليو بميدان "التحرير" إلا أنهم لم يفعلوا، واكتفوا بحضور شكلي تمثل في المنصة التنسيقية التي أقاموها ليل الخميس وبعض اللافتات هنا وهناك، حتى بدا لمن يعرف الإخوان أن صاحب القرار السياسي في الجماعة قرر أن يرسل اللافتات وحدها ويستبقي الأفراد لحاجة في نفسه، لا تقل لي كيف وقد تحدث منهم فلان وفلان وفلان، لأنهم الأولى بالرد. شاءت الأقدار بأن أقتطع جزءا غير قليل من هذا اليوم الهام في تاريخ الحركة الإسلامية اقرأ المزيد
(363) جمعة شق الصف "يوم أعجبتكم كثرتكم" اجتمعت القوى السياسية في اجتماعات متوالية في مقر حزب الوسط وغيره من المقار لتصدر لنا بيانات واتفاقات حضرها ممثلون عن كل الأطياف بما فيها الإخوان والجماعة السلفية والجماعة الإسلامية، والكل شاهدهم وهم يلقون بياناتهم التي اتفقوا فيها على عدم رفع شعارات في التحرير اليوم مغايرة لما اتفقوا عليه. ثم خرج من يطلقون على أنفسهم إسلاميين لينقضوا ما اتفقوا عليه، فقد خرج علينا أحد مشايخ السلفية في لقاء على إحدى الفضائيات أمس ليتحدث أنها جمعة يعلن فيها الإسلاميون عن قوتهم فيقول "ح نوريكم إحنا أد إيه". اقرأ المزيد
وجهت الجامعة المركزية الأوروبية في بودابست بعض التوجيهات للثورات العربية تتلخص فيما يلي: أولاً: إن تسويق الديمقراطية أصبح صعبا الآن مقارنة بما حدث منذ عشرين عاماً في المجر، وبولندا، والتشيك، ففي تلك الآونة تحققت معادلة تواكب الرخاء والديمقراطية معاً، وقد نجحت الولايات المتحدة في تعميم هذه المعادلة. ولكننا لا نستطيع الجزم بصحتها الآن، خاصة بعد نجاح التقدم الاقتصادي في مناخ يسوده الاستبداد كما حدث في الصين، وعلى النقيض لذلك نرى أن التدهور الاقتصادي في الغرب وأمريكا قد أضعف العلاقة بين الديمقراطية والرخاء. اقرأ المزيد
(358) القاتل لا ينظر في عين الضحية عندما يقتل شخص بهدف الانتقام ولأسباب شخصية، فإن القاتل عادة ما ينظر في وجه الضحية، وقد ينظر أيضاً في عينيه حتى يرى نظرات الخوف والرعب والترجي ليشفي غليله وحقده الذي دفعه لارتكاب جريمة القتل، وقد لا يحتمل القاتل النظر إلى عين الضحية رغم كل الحقد الذي يحرق صدره. بينما على العكس من ذلك تماماً فإنه عندما يقوم قاتل محترف بقتل شخص ما، فإنه لا ينظر أبدا في وجهه أو عينيه، لأن القاتل المحترف لا يتعامل مع القتيل بصفته إنساناً وإنما بصفته هدف، فالقاتل المحترف ينجز عمله بإصابة "الهدف"، الذي يعني بالنسبة للمستفيد من عملية القتل "تصفية". اقرأ المزيد
أرض التاريخ تخط كل يوم سطر جديد في أطهر كتب التاريخ – كتاب تنير سطوره دماء شهدائنا وجرحانا. إن خروج الجماهير كل يوم ومنذ الخامس والعشرين من يناير، هو الدليل على إصرار الثورة على أنها حية لم ولن تموت ولن تروض لصالح بقاء النظام البائد وأذنابه المنتشرون على أرض الكنانة وخارجها يحاكون فلسفة شمشون في هدم المعبد على رؤوس شعب مصر أعدائهم الطبيعيين. إلا أن ذلك لن يكون لأن التاريخ لا يعود للوراء وعجلة الزمن تسير دائما للأمام. إلا أنه وجب علينا أن ندرك أن هناك فارقا كبيرا بين إشعال الثورة وإدارتها، فالثورة اشتعلت والنظام قد سقط ولن يعود مهما اقرأ المزيد