مشكلات اختيار شريك الحياة
السلام عليكم. أرجو فضلا أن تجيبني الأستاذة حنان طقش والتي أكن لها كل التقدير و الاحترام الذي يتجلى بشكل واضح في إجاباتها الرصينة والمتزنة مثلما كانت متزنة في الاستشارة المعنونة : بنفسي اخترت المعاق! والآن أريد الطلاق! وحتى تكون إجابتها أكثر رصانة فإنني سأحاول أن أرتب أفكاري قدر المستطاع، خاصة وأن مشكلتي غريبة نوعا ما.
سيدتي الفاضلة أنا رجل طيب أو أحاول أن أكون كذلك ولا أزكي نفسي على الله، فأنا أبذل جهدا لأكون ممن رضي الله عز وجل عنهم ورضو عنه، وحتى أستجلب هذا الرضا قررت أن أتزوج وأعف نفسي، فكانت البداية من الدعاء والاستخارة، وبذلت في ذلك جهدا حتى أفوز بزوجة صالحة متفهمة ومتدينة لأكمل معها الدرب في هناء واستقرار،
وهنا كانت المشكلة، فبعد أن كنت مقيما في أيرلندا مدة من الزمن قررت أن أستقر في بلادي العربية خاصة وأنني وجدت منصبا راقيا جدا جدا وذلك من كل النواحي خاصة من ناحية الوجاهة والراتب، وهنا قررت أن أبحث عن شريكة الحياة المناسبة من كل النواحي وفعلا بحثت ولكن المشكلة كانت في عدم التوفيق إما لسبب أو لآخر، أو بعبارة أخرى بسبب عدم القبول نتيجة للمواصفات التي لا تناسبني إما من ناحية الشكل أو من ناحية المستوى الثقافي (خاصة بسبب هذا المطلب بالذات)، أو بسبب عدم موافقة الفتاة التي أجدها مناسبة، ولكن هي من ترفض بسبب أو لأسباب، قد يكون من بينها شكلي العادي، أو لنقل عادي وعادي جدا أو حتى أقل من العادي
إضافة إلى سمار اللون والذي لم يشكل لي أي عقدة سوى رفض من كنت أتقدم إليهن، وأنتم تعلمون العقلية العربية كيف تفكر وهذه النقطة بالذات سأعود إليها وستلاحظون كيف كان لها أثر في مشكلة أخرى سأتطرق إليها في حينها. إلى جانب أسباب أخرى تكمن مثلا في بعد المسافة فبعضهن رفضن وكانت حجتهن في ذلك بعد المسافة بعدما اقترح علي بعض الوسطاء فتيات يسكن بعيدا عن بلدتي.
المهم ظللت على هذه الحال سنوات مع ملاحظة أن الرفض كان يأتي من المقصودة بطلب الزواج أكثر مني أنا، فأنا لم أكن متطلبا وحتى ولو كنت كذلك فهذا من حقي وهذا من توصيات الشرع وتوصياتكم أنتم في هذا الموقع، وذلك حتى يحصل التوافق وينجح الزواج، ولكن هنا كانت الطامة الكبرى، ولكن قبل الحديث عن الطامة أشير إلى أنني أصبحت مسبقا أعلم من تقبل ومن لا تقبل، فأنا حينما أرفع سقف المواصفات وأعرض على من تملك هذه المواصفات فأعلم أنها سترفض، وفي المقابل حينما تكون المواصفات أقل بكثير مما كنت أتمنى فإنها تقبل،
المهم ظللت على هذه الحال حتى سئمت ووجدتني أتنازل عما كنت أتمنى فقبلت بفتاة ليست جميلة ومستواها الثقافي متواضع وهنا أعود إلى مشكلة السمار التي حدثتكم عنها بداية ففي فترة التعارف كانت تقولي لي كيف سيكون شكل ابننا أو بالأحرى كيف سيكون لونه مع الإفصاح عن تمنياتها بأن يكون لونه على الأقل بين البياض والسمار على اعتبار أنها بيضاء اللون، (مع ملاحظة أن لون سماري لا يصل إلى درجة الغمقان) وهنا لم آخذ كلامها على محمل الجد إلى أن فوجئت بعد الزواج وبعد الحمل أنها تفصح لصديقتها أنها ترى أو تمعن النظر في أحد صور زملائها في العمل من أجل أن تدخل في مرحلة وحم لعلها تظفر بابن جميل على هيئة صديقها الجميل، ناههيك عن الكلام النابي والتهكم على عائلتي بأكملها، هنا ثارت ثائرتي وغضبت غضبا شديدا بعدما صارحتها بما سمعته صدفة، لأصل إلى قرار الطلاق على الرغم من توسلها وطلب السماح مني ومن العائلة، وعلى الرغم من ميلاد ابنة بهية وجميلة أحببتها كثيرا.
المشكلة الآن أصبحت أكثر تعقيدا فأنا بعد الطلاق وجدتني محتاجا إلى الزواج ولكن معضلة الرفض أصبحت أكثر من السابق، فكيف لي أن أجد الآن الفتاة المناسبة وأنا لم أجدها حتى وأنا عازب أي ليس مطلق وبابنة عمرها الآن 6 سنوات فضلا عن سن 44 عاما والذي أصبح عاملا إضافيا لعدم القبول..
أستاذتي الكريمة ربما أصبح عدد من رفضن ممن تقدمت إليهن أكثر من 15 بنتا بعد الطلاق منهن من تقدمت إليهن مباشرة ومنهن من رفضن عن طريق الوسطاء من العائلة والأصدقاء، وبالمناسبة أصبحت أتحرج من تكليف أحد للبحث عن زوجة بسبب هذه المشكلة، وحتى تلك الفئة التي كانت تقبل وهي أقل من المطالب التي كنت أنشذها أصبحت ترفض كذلك بسبب العوامل المستجدة والمتمثلة في الطلاق والابنة والسن..
من المضحكات المبكيات أنه في أحد الأيام اتصل بي صديقي يبشرني بأنه وجد بنتا تقبل بكل الظروف التي أمر بها وهي على استعداد لتتزوجني هنا علمت مباشرة بأنها أقل من المستوى المطلوب الذي أتمناه وفعلا كانت كذلك ومع ذلك قلت لا يهم المهم أن تكون على خلق ودين ولكن هذه العلاقة لم تستمر طويلا فقد وجدت مستواها الثقافي والتعليمي محدود جدا وهنا علمت بأنني سأظلمها وأظلم نفسي بزواج سيفشل لا محالة، فالحد الأدنى من التواصل كان معدوما، بل ومعدوم جدا،
ظللت على هذا الحال إلى أن جاءت المفاجأة من عمة والدي التي هاتفتني فرحة متلهفة وهي تبشرني بعرض بنت فيها جميع المواصفات التي يتمناها أي شاب بعدما حدثتها العمة عن ظروفي وهي مستعدة للزواج شريطة أن تتحدث معي في الهاتف قبل اللقاء مع العلم بأنها مطلقة، وفعلا حدثتها وفعلا وجدتها كما وصفتها العمة، فهي على قدر من الأخلاق وهي تعمل مهندسة كومبيوتر في منصب حكومي، ففرحت كثيرا بأخلاقها وثقافتها، ولكن كما يقول المثل المصري يا فرحة ما تمت، فبينما ونحن نتحدث في أحد الأيام عن ما يهمنا في زواجنا المستقبلي حتى فوجئت بحديثها عن زوجها السابق والمشاكل التي حدثت لها بنوع من الصراخ والانفعال الشديد، وبنبرة قوية تنبهني فيها من تعدي حدودي أو التدخل في شؤونها الخاصة إذا ما جمعنا بيت الزوجية وظلت على هذه الحال من الانفعال إلى أن اعترفت لي بتناولها لأدوية الاكتئاب بسبب هذه الصدمة العاطفية وهي ليست مستعدة لتحمل مسؤولية الزواج إلا بقدر محدود وقد خيرتني بين القبول والرفض،
هنا كانت الصدمة التي جعلتني أتردد كثيرا خشية فشل زواج آخر أنا في غنى عنه، ولكن في ظل الوضعية التي كنت أعيشها كنت أميل إلى القبول فهي على الرغم من ذلك على قدر من الأخلاق وشكلها مقبول وخاصة مستواها الثقافي وهو الشرط الذي يهمني أكثر من بين كل الشروط ولكن في كل مرة أقبل فيها على هذه الخطوة حتى أتردد، خاصة وأن والدي نبهاني من مثل هذه العلاقة التي سأدفع فيها ثمن زوجة مكتئبة سأكون ضحية زواجها الفاشل.
أستاذة حنان ضاقت بي الأرض ولم يعد لي من بارقة أمل سوى الدعاء واللجوء إلى الله. فهل أتزوج بمن قبلت بي زوجا لها حتى ولو لم تكن مناسبة، وأضرب بتوصياتكم عرض الحائط التي توصي بعدم التسرع وضرورة حسن الاختيار والتوافق والتي هي من عوامل نجاح أي زيجة؟؟؟. هل أعود إلى زوجتي السابقة فأنا أشتاق إلى بنتي والتي أتمنى من الله عز وجل أن تعيش في كنفي لأربيها على رضا الله وطاعته، وعلى أمل أن تكون طليقتي قد استفادت من الدرس وهنا أكون كذلك قد ظلمت نفسي مرة أخرى من العودة إلى زوجة طعنت في كرامتي ولا أجد فيها لا جمالا ولا ثقافة، ولا....
وفي هذه الحالة أكون قد تزوجت من أجل الزواج فقط، على الرغم من أن والدي يشجعاني كثيرا على الرجوع إلى طليقتي بحكم الابنة التي تجمعنا.....، أم هل أقبل بالمثقفة والمقبولة شكلا ووجاهة اجتماعية في مقابل نفسية مريضة لا أضمن ما ستكون عليه بعد الزواج، ويا خشيتاه لو أن حتى هاته النسوة سيرفضن بعدما تكون طليقتي قد تعودت على استقلالها خاصة وأنني علمت بأنها تعمل إضافة إلى النفقة التي أبعث لها كل شهر، والثانية تكون قد حسمت رأيها بعدم القبول بعدما لم أرد على اقتراحها مدة طويلة؟؟
وهنا أتساءل ما الذي يعيبني فأنا أعمل في منصب جد محترم وهو مغري لأي بنت خاصة وأن بنات اليوم يحببن المناصب المحترمة في الزوج، فضلا على أخلاقي التي يشهد لها الجميع. وحتى شكلي فهو مقبول أو على الأقل عادي؟. هل اللون مهم في تفكير بنات اليوم؟ حتى وإن كنت أعترف بأن بعضا ممن رفضن كان رفضهن قبل أن يرونني، أو يتواصلن معي لمجرد معرفتهن بطلاقي وسني وبنتي. هل من الطبيعي أن لا يجد رجل زوجة مناسبة لمدة يتجاوز مداها أكثر من 7سنوات؟؟ هل وضعيتي استثنائية؟ أم هم كثيرون الذين بحثوا وما زالوا يبحثون ولم يجدوا ضالتهم مثلي تماماً؟
والأهم من ذلك ما هو الحل خاصة وأنني لست متطلبا لدرجة أن طلباتي مستحيلة، ولماذا لم تجد هاته النسوة في كرجل الحد الأدنى من القبول مثلما أنا تنازلت وبحثت عن الحد الأدنى في الزوجة المستقبلية خاصة في ظل العنوسة المنتشرة؟ لماذا البعض يجد نفسه أمام خيارات عديدة فيقبل بهذه ويرفض تلك ويذهب إلى من يقنع بها قلبه وعقله وفؤاده، وربما حتى بعد هذا الاقتناع يفشل زواجه فما بالك بمن يتزوج في ظل قلة الخيارات..
أنا لا أريد ملكة جمال، فأنا أصلا لست على قدر من الجمال حتى أكون متطلبا ولكن ما أطلبه أن تكون مقبولة فقط مصداقا لقول النبي صل الله عليه وسلم: إذا نظرت إليها سرتك، كما أتمنى أن تكون على قدر من الثقافة التي تخول لنا التواصل السليم، والأهم من ذلك أن تكون ذات خلق ودين (فاظفر بذات الدين تربت يداك). فهل هذه الشروط صعبة بل وعويصة إلى الدرجة التي أظل فيها من دون زواج سنوات طوال؟ قد تكون نصيحتكم بضرورة توسيع دائرة البحث بتكليف أفراد العائلة والمعارف والأصدقاء.. وحينئذ سيكون الجواب بأنني فعلت ولكن بدون فائدة، بل أصبح هذا التكليف مشكلة أخرى، إذ غدوت في نظرهم المرفوض الذي رفضته النسوة وهذا ما لم أكن أتمناه أبدا، خاصة الأصدقاء الذين لم أشأ أن أصدر لهم هذه الصورة.
أين هو محل العنوسة المتفشية في أوساط البنات؟ وهنا أتذكر موقفا محرجا لا ألوم فيه البنت التي تقدمت إليها وسنها لا يتعدى 24 سنة، بعدما رأيتها وكلفت والدتي بالحديث معها بغية الزواج، فرفضت رفضا قاطعا وبينت لوالدتي بما يشبه التلميح بأنه من العيب أن يتقدم من هو في مثل سني ببنت في سن بناته، وهنا أتصور الأستاذة حنان ستنصحها بعدم القبول لو كانت في مقام الاستشارية إذا ما طلبت منها هذه الفتاة اليافعة إفادة... و هذا فعلا ما أطالعه في إفاداتكم والتي كانت تصل إلى حد اتهام الرجال ممن هم في مثل وضعيتي بالتلاعب وهذا ما كان يؤلمني مثلما آلمتني إفادة أخصائي في هذا الموقع سائلة وهي تطلب النصح بصفتها طالبة كان قد اختارها أستاذ هو في نفس وضعيتي زوجة له، فكانت إجابة المستشار قمة في تجريح الأستاذ والنصح بعدم الاقتراب منه بأي صفة من الصفات وكأنه مجرم طلب حراما.
وبالمناسبة ما هو رأي الأستاذة حنان في مثل هذه القضايا وهل ستكون قاسية مثل قساوة زميلها أم سيكون رأيها مختلفا. مع العلم بأن هذا لا يعني بأنني أبحث عن بنت صغيرة في السن بل إنني أحاول أن أتحاشاه إلا حينما أجد في صغيرة السن المواصفات الملائمة والمناسبة فقط وعلى كل هما اثنتين فقط ثم لم أعاود الكرة. ومن المواقف التي كانت صعبة والتي لا أنساها أبدا قبل سنة من الآن وهي حينما تقدمت لبنت رأيت فيها الخلق والدين والثقافة والشكل المقبول فرفضت بلباقة، ولم تكن هنا المشكلة أبدا فأنا تعودت على ذلك، ولكن المشكلة كانت في من تقدم إليها بعدي مباشرة وهو في سني أي قريني مما علمته من بعض الأصدقاء وهو أقل مني في كل شيء سوى وسامة الشكل، فعمله بسيط جدا ومستواه الثقافي محدود، فآلمني ذلك كثيرا ولم أتجاوزه إلا بعد مدة طويلة.
قد تستشفين من أنه يعتريني شيء من عقدة النفس اتجاه الشكل، وإجابتي ستكون: ربما قد يكون الأمر كذلك، ولكن هذا الأمر مستجد، فأنا لم أكن أعاني من هذه المشكلة إلا بعد كثرة الرفض، وبعدما سمعته من طليقتي في مرحلة الزواج، وبعد ما حدث مما قصصته عليكم مع البنت التي رفضتني وقبلت بالآخر. الآن توقفت عن البحث خشية أن يشار إلي بالبنان ومنصبي لا يسمح لي بذلك، فضلا على أنني قطعت الأمل في أن أجد زوجة صالحة.
وربما كنت ستشعرين أستاذة حنان بابنك لو مرَّ بما مررت به، فرفض كثير من النسوة فيه من الألم ما فيه، ويجعل الشخص المرفوض أكثر من مرة يشعر بفقدان الثقة، وقد يتضاعف هذا الألم حينما يعرف أفراد العائلة والأصدقاء وزملاء العمل بحالتك الميؤوسة.
أصبحت أستاذتي الكريمة أتوقع من أنك ستنصحينني بالهدوء والتفكير مليا في الأنسب لي، فهذا القرار لا يمكن أن يفصل فيه أحد إلا صاحب القرار، ولكن المشكلة تكمن هنا في أنني لم أصل إلى قرار بعدما أعياني كثرة التفكير..
وعلى هذا الأساس أرجو منك نصحا فمن يكون خارج الصندوق أفضل ممن هو داخله خاصة ولو كانت في رجاحة ورصانة الأستاذة حنان طقش.
فما خاب من استخار ولا ندم من استشار. وفقكم الله وأعتذر على الإطالة
13/1/2025
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بك أستاذنا الفاضل وشكرا على ثقتك التي أرجو أن أكون أهلا لها. تعليقا على رد أحد المستشارين بنصح الفتاة بالابتعاد عن مدرسها فلكل حالة أحكام خاصة، ربما كان من ضمن التفاصيل ما دفعه لهذا الرد ربما خوفا من سوء استخدام السلطة، بصفة عامة أعتقد أن الانسجام غير مرتبط بالأعمار فأمنا خديجة كانت تكبر سيدنا محمد ومع ذلك كانت حياته معها سعيدة وحولنا أمثلة أكثر بساطة بالانسجام بغض النظر عن فارق العمر جورج كلوني أكبر من زوجته بسبعة عشر عاما.
أعرف أن التعرض للرفض مؤلم ولكنه متبادل كما ذكرت، نتعرض جميعا للتقييم في تعاملنا فنرفض كما نرفض ويبقى الموقف نفسه بغض النظر من رفض أكثر من غيره، كل شخص يبحث عن حاجته وأعتقد أن حاجتك هي للتقدير أكثر منها للزواج.
إجابة على سؤالك عما هي مشكلتك أجيبك بأنها شخصيتك لا شكلك العادي ولا لونك، فمحمد منير وأحمد زكي لم يحول لونهم دون نجوميتهم. هناك فارق بين النجاح المهني والنجاح الاجتماعي ونجاحك المهني لا يعني بالضرورة نجاحك الاجتماعي وهو الفارق بينك وبين الزميل الذي تراه أقل منك في كل شيء، هل تتوقع معاملة متميزة لنجاحك المهني متجاهلا الجوانب الاجتماعية، سأنبهك بأن نجاحك المهني يعود بالنفع عليك بينما يعني من حولك التعامل الاجتماعي.
إجابة على سؤالك إن كانت النساء تهتم بأشكال الرجال فنعم ولكن بدرجة أقل بكثير من الرجال، ولو كان الشكل هو معيار الاختيار لانقرض الناس العاديين والسمر والسمان، وعلى رأي المثل كل فولة ولها كيال والجمال في عين الناظر.
أعتقد أن المشكلة في حاجتك للتقدير فقد أشرت عدة مرات إلى مكانتك ومهنتك ومميزاتك، فهل تنعكس هذه النظرة في تعاملك مع النساء ولو في البداية، أمر يستحق منك المراجعة والمصارحة مع نفسك. أنصحك بأن تبحث بنفسك عن زوجة من بين من تتعامل معهن من النساء لتجنب إحراجك مع عائلتك ولأن لك متطلبات لا تصرح عنها ولكنها موجودة وحدك تعرفها فتول هذا الأمر، طالما تعمل في مجال مميز ستجد مميزات حولك ستقدر تميزك المهني وتتجاوز عن عيوب الشخصية التي لا تدركها أنت في نفسك.
تعرضك للرفض لا ينقص من قيمتك بل ببساطة يعني أنك لست الشخص المناسب للفتاة أو السيدة. بصراحة لا أعتقد أن شخصيتك مناسبة للسيدة المطلقة التي أشرت إليها كلاكما مجروح وينتظر من يداويه وأنت غير قادر في حالتك الحالية على هذا، اعذرني على أسلوبي المباشر معك فأنت قد طلبته وأعتقد أنه يناسبك. كذلك لا أنصحك بالعودة إلى زوجتك فشخصيتك غير متسامحة ولن تتجاوز ما اعتبرته استهانة بك، والحقيقة أن سلوكها كان يمكن أن يمر نظرا لسنها وقلة ثقافتها التي ما زالت تعتقد بقضايا الوحم وأهمية الشكل إلى هذه الدرجة متناسية أن قدرتها على إنجاب أي طفل مهما كان نوعه وشكله هبة من الله، ولكن حدث ما كان فهل تستطيع تجاوز هذا الأمر منها.
مشكلتك ليس شكلك ولا وضعك كمطلق ولا حتى عمرك ولكنها شخصيتك الحساسة. دع عنك التفكير في العوانس فلو أرادت أي سيدة الزواج لما عدمت وسيلة وأنت أيضا ولكن هناك من يبحث عن اختيارات معينة ولكل قرار تبعات. تخلص من حساسيتك الزائدة وانظر حولك وسيقضي الله حوائجك إن شاء الله.
واقرأ أيضا:
رجل وامرأتان.. حيرة الاختيار
غياب الخبرة.. والبحث عن حورية البحر المفقودة
عند الاختيار.. فتش عن التكافؤ وتجاهل الانبهار
أبحث عن شريك يشبهني.. نحن لا نتزوج أنفسنا