وسواس الكفر ووساوس الألعاب الإلكترونية
السلام عليكم، أود أن أسرد مشكلة تؤرقني جدا فيما يخص الوساوس القهرية
أنا أعاني من الوساوس منذ سنوات وكانت البداية الفعلية منذ ما يقارب 9 سنوات. وكانت البداية مع الوساوس في الألعاب الإلكترونية وتطور الأمر بشكل كبير جدا مع مرور السنين وقد مس عدة جوانب من حياتي، خاصة عندما قرأت عن الكفر والمفكرات فبدأ الوسواس يتطور بشكل كبير في كل شيء حتى أصبحت أشك يوميا في وقوعي فيه والعياذ باللّه.
فأصبحت أجد الوسواس في الكلام والأقوال والأفعال والعديد من الأشياء الحسية والقلبية أنها كفر والعياذ باللّه؛ وقد كنت أجدد إسلامي باستمرار. وقد تطورت معي بعد وساوس الكفر، وساوس في الصلاة والصيام والوضوء والنجاسات وغيرها. وتشتد هاته الوساوس في شهر رمضان المبارك كثيرا حيث أنه تعود أغلب الوساوس التي تكون قد تراجعت في وسط السنة. وأنا لا أدري ما الحل حيث أنني أصبحت أعيد صلاة العشاء منفردا بعد أن أصليها جماعة وذلك بصفة شبه يومية، وذلك لشكّي أنه الإمام قد سبقني بركن أو لم ينطق الراء في تكبيرة الإحرام جيدا أو لا أذكر إن كنت اطمأننت في الجلسة بين السجدتين أم لا وغير ذلك.
والآن كذلك قد رجع الوسواس إلى الألعاب الإلكترونية بحيث أخاف أن تكفرني والعياذ باللّه، خاصة بعد أن وجدت غير واحد من العلماء من عدّ الكفر في الألعاب الإلكترونية كالسجود لصنم في لعبة هو كفر حقيقي وذلك في الفتاوي التي أصدرها العلماء في ما يخص لعبة "بابجي" وكذلك وجدت أحدا يسأل في أحد المواقع عن هذا الأمر وقال إنه وجد أحد العلماء من يكفر اللاعب بمثل هاته الألعاب وذلك بسبب أنه اللاعب عندما يلعب لعبة ما فهو ينسب أفعال بطل اللعبة الذي يتحكم فيه إلى نفسه، حيث يقول قتلت الجندي الفلاني أو أخذت سلاحا وهو ما أخذه في الحقيقة بل أخذه في اللعبة، وهكذا لو فعل كفرا داخل اللعبة فالفعل ينسب إلى نفسه. هذا ما أذكره سردته على حسب فهمي لما قرأته من سؤال السائل وبتصرف على حسب ما فهمته.
وهناك مسألة أخرى كذلك لم أفهمها جيدا. هناك الكثير من الأسماء أصلها عبري، وعند البحث في معناها في اللغة العبرية عند البحث في بعض المواقع الإنترنت، وجدت أن الكثير منها لها معنى معظم شرعا كمثلا اسم "جايمس" او "James” الذي يعني "الذي يحارب مع الله" واسم "جو" او “Joe” الذي يعني بالعبرية "الله يزيدني من ذريتي"… وغيرها، هذا غير الأسماء التي أصلها في العبرية مكونة من كلمتين أحدهما "اللّه"، مثلا: إسماعيل، صموئيل،… حيث وجدت بعد البحث أن "يل" في مثل هته الأسماء التي أصلها عبري تعني الله بالعبرية. وتعلمون أن هذه الأسماء توجد بصفة منتشرة في الملابس وعلب الطعام وربما الأفرشة وهي تكون ممتهنة غالبا.
الأسئلة:
1- ما هو الحل للخروج من هاته الوساوس وهل يلزمني أخذ مضادات الاكتئاب؟
2- كيف يمكنني أن أتخلص من الوساوس الملحة في قطع وتكرار الصلاة؟ وكيف أتوضأ بلا تنطع؟
3- هل الأسماء التي لها معنى معظم شرعا كمثلا إسم "جايمس" أو "James” الذي يعني "الذي يحارب مع الله" واسم "جو" أو “Joe” الذي يعني بالعبرية "الله يزيدني من ذريتي" وغيرها… وهناك أسماء معناها لم أفهمه في الصراحة، مثلا اسم “mc” معناه "من هو مثل الله “ وأنا أعلم أن الله ليس له مثيل، هل هاته الأسماء وأمثالها معظمة شرعا ولا يجوز امتهانها؟ وعندما تكون هاته الأسماء مختصرة كمثلا ميكائيل تختصر بـ Mike هل هكذا تزول الحرمة ولا تبقى معظمة؟ وهل هاته المواقع تعطي معنى صحيح لهذه الاسماء أم لا؟
4-في الكثير من الألعاب الإلكترونية يكون هنالك حوار يدور بين الشخصيات التي داخل اللعبة وفي هذا الحوار قد يكون فيه كلمات كفرية كالاستغاثة بعيسى عليه السلام أو ذكر لعقيدة التثليث التي يعتقدها الكفار أو ربما سب لله والعياذ الله وغير ذلك، وهذا الحوار وما تقوله الشخصيات هو خارج عن إرادتي ولكنه في اللعبة قد يكون هذا الحوار الذي فيه كلام كفر يبدأ عندما أذهب للمهمة الفلانية مثلا، فهل إذا ذهبت إلى هاته المهمة وأنا أكون أعلم أنّ هاته الشخصيات ستقول كلام كفر، هل أكفر والعياذ باللّه كوني أنا الذي تسببت في قولهم لذاك الكلام؟ أو كذلك أكون أعلم أنه لو ذهبت للمهمة الفلانية في اللعبة فيركع أو يسجد أحد الشخصيات لصنم داخل اللعبة، وربما بطل اللعبة الذي أقوم بتحريكه ومع ذلك أذهب، هل أكفر؟
مع العلم أنه يمكن اطفاء صوت كلام الشخصيات في اللعبة ولكنني لا أفعلها عادة وذلك لأفهم قصة اللعبة أو أستمتع بجو اللعبة بصفة أحسن مع وجود صوت الكلام؛ وحتى لو قطعت صوت الشخصيات فستبقى حركة شفاه الشخصيات أثناء الكلام موجودة. ومع العلم كذلك أنني عندما أذهب للمهمة ليس ليسجد اللاعب الذي أحركه للصنم وإنما للعب فقط ومواصلة المهام المطلوبة منّي، وهو يقوم بالسجود بلا اختيار منّي، هل أكفر والعياذ باللّه أو أعدّ أنا الذي جعلته يسجد للصنم والعياذ باللّه؟
ردّوا عليّ من فضلكم مع الإجابة على جميع الأسئلة التي ذكرتها، وذلك بالاستعانة بأحد من طلبة العلم الشرعي أو عالم في الشريعة الإسلامية إن أمكنكم ذلك، خاصة فيما يخص السؤال الثالث والرابع لان مسألة الكفر تؤرقني بشدة. وأطلب منكم كذلك أن تخبروني في الرد إن كان هذا الموقع، موقع مجانين هو موقع سنّيّ؟
أعتذر على الإطالة وأنا أنتظر ردكم.
جزاكم الله خيرا
11/9/2024
وفي اليوم التالي أضاف يقول:
وسواس الألعاب الإلكترونية
السلام عليكم، أنا أرسلت البارحة استشارة فيما يخص وساوس الكفر وتواجد هذه الوساوس في الألعاب الإلكترونية ونسيت في الصراحة أن أذكر لكم أمورا أخرى مهمة تؤرقني، وهو أنني أحيانا أجد في الألعاب الإلكترونية أوراقا مرمية على الأرض أو قصاصات ورق أو جرائد كاملة أو جزء منها أو أحيانا كتب لا أعرف محتواها، وتكون كتب عادية ملونة بالأحمر أو الأخضر وتكون مزخرفة أحيانا وأحيانا تكون على غلافها كتابة وأحيانا لا تكون، وأحيانا تكون هيأتها على شكل كتب الأدب، ومكتوب على أغلفتها أحد أسماء كتب الأدب والفلسفة القديمة الموجودة في الحقيقة.
ومعلوم أنه لو مسكنا هاته الكتب وقرأناها صفحة بصفحة فسنجد غالبا كلمة معظمة شرعا، كالله مثلا ونحو ذلك، لكن في الألعاب لما يرسمون هاته الكتب ويجسدونها بـ3d فهم غالبا يأخذون فقط صورة الغلاف الخارجي دون صور الأوراق التي بداخله، أي أنه الكتاب فارغ من الداخل، وذلك لأن الكتاب في اللعبة يكون مغلقا فلا فائدة في نظري أن يضعوا كتابات في الكتاب من الداخل وهي لا تظهر أصلا. هل هذا صحيح ؟
وهل إذا كان الكتاب الحقيقي يحتوي على كلمات معظمة شرعا ولكن في اللعبة وضعوا مجسما لهذا الكتاب مع وضع صورته الخارجية دون الصور الداخلية أي أنه فارغ من الداخل في نظري، فهل هكذا يبقى كذلك معظما شرعا؟ أم اأنه تنتفي حرمته كونه لا يحتوي على ما هو معظم شرعا في اللعبة؟ علما أنه لست على يقين أن الكتاب في اللعبة لا يحتوي على كتابة داخله وإنما هو تخمين منّي فقط لأنني لا أظن أن يتعبوا أنفسهم في شيء لا معنى له ولا يظهر في اللعبة.
وإذا كانت كتبا عادية مثلا أغلفتها عبارة عن مجرد غلاف ملون وعليها زخارف وتكون مرمية داخل كنيسة، هل تصبح معظمة شرعا كونها قد تمثل التوراة أو الإنجيل والعياذ باللّه، بسبب أنها داخل كنيسة؟ ولكنها لا تحتوي على صليب ولكن قد يكون من وضعها على الأرض داخل الكنيسة فهو وضعها على أساس أنها كتب عادية لكنه وضعها بنية أنها تمثل التوراة أو الإنجيل والعياذ باللّه، لأنه معلوم أن الكنائس فيها الإنجيل مثلا، فهل تصبح معظمة شرعا بسبب هاته النية؟
وفيما يخص الأوراق المرمية في الألعاب التي ذكرتها وقصاصات الأوراق والجرائد الكاملة وقطع الجرائد وعلما أنها مكتوبة بلغة أجنبية، فهل هي في الأصل معظمة شرعا؟ هل الأصل أن الجرائد المكتوبة بالإنجليزية مثلا تحتوي على ما هو معظم شرعا؟ وهل يجب تفقدها ورؤية ما هو مكتوب عليها قبل الدوس عليها؟ علما أن الأمر بالنسبة للجرائد هو تقريبا نفسه بالنسبة للكتب أي أنها غالبا (على حسب ظني فقط) أنها عبارة عن أغلفة خارجية فقط وهي غالبا فارغة من الداخل؟ وإذا وطأتها داخل اللعبة وكانت معظمة شرعا أو تحتوي على ما هو معظم شرعا لكنني لم أنظر إليها عمدا ووطأتها مع اعتبارها أنها غير معظمة شرعا، هل أكفر عند الله لهذا السبب؟ أنا في الصراحة لا أريد تتبع الأوراق وما هو مكتوب فيها لأن أحيانا الكتابة التي تكون عليها تكون غير واضحة مما يزيد من شكوكي والوساوس عندي.
وأخيرا، لو أنني لعبت لعبة وأنا أعلم أنها حرام وكنت شاكا أنها فيها ما يكفّر اللاعب والعياذ باللّه أي أنني ألعبها وأنا شاك اأنها قد تكفّرني وأكون خائفا من ذلك، هل لو كانت فعلا هاته الألعاب تكفّر اللاعب وأنا قلت في نفسي: لا هاته اللعبة لا تكفّرني بل هذا وسواس وهذا ذنب وليس كفرا، وقد تكون عند الله كفرا فعلا ويكفر عند الله من يلعب بها، فهل أكون كافرا عند الله وأنا أظن نفسي مسلما؟
الرجاء الرد عليّ في أقرب وقت ممكن بالإجابة على تساؤلاتي.
جزاكم الله خيرا.
12/9/2024
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "رحو" وأهلًا وسهلًا بك في موقعك
أفكر دائمًا ما شعور السائل الموسوس المعاني وهو "ينتظر ردنا" بعد أن وقعت استشارته بين يدي؟! الله أعلم!
1-كل هذه المعاناة، والاطلاع على المواقع، ومعرفتك بمرض الوسواس، ألم تفكر يومًا بالذهاب إلى الطبيب يا بني؟ طبعًا الحل هو الذهاب إلى الطبيب وتناول الدواء مع الانتظام في برنامج علاج سلوكي معرفي....
2-التخلص من التكرار وقطع الصلاة وغير ذلك من الوساوس يكون بتجاهل الوسواس، أي ألا تقطع الصلاة، ولا تعيدها مهما ألحت عليك فكرة أن صلاتك باطلة، كذلك ألا تتعمق في الوضوء مهما ألحت عليك فكرة أن الماء لم يصل إلى كامل العضو، وهكذا.... لكن عليك بالذهاب إلى الطبيب أولًا، وتناول الدواء حتى تستطيع تحمل ضغط القلق وتجاهله
3-لا طبعًا، هذه الأسماء الأجنبية ليست معظمة شرعًا، فأين اسم الله في العبارة؟ هذه كما نقول: إن المنقطع لعبادة الله عند النصارى يقال له: راهب. فهل اسم "راهب" اسم مقدس لأنه يدل على المنقطع لعبادة الله؟ بالطبع لا!!
4-قصة الألعاب، ذلك البلاء الأعظم، والتي هي في أقل أحوالها مكروهة حتى إن لم تحو الكفر، لإضاعتها الوقت، فإن أدمنها الإنسان أصبحت حرامًا، أضف إليها الضرر النفسي والذهني الذي كثرت الأبحاث فيه،.... ننسى كل ذلك وأمرنا لله، ويأتي السؤال عن الطامة الكبرى التي هي مظاهر الشرك والكفر! اللعب هنا محرم شديد التحريم، لكنه لا يصل إلى الكفر.... وقول ذلك الشيخ الذي عده كفرًا فيه تشدد، فمن قال إنك عندما تلعب تنسب الكفر لنفسك؟ إنك تشمئز منه بالتأكيد! ولكنه المداومة على اللعب –قطعًا- سيجعلك مع الزمن لا ترتكس لسماع هذه الكلمات لتعودك عليها...
ثم يا أستاذ، تترك الصوت مفتوحًا من أجل "الاستمتاع" ثم توسوس ثم تسأل: هل أكفر؟ هلّا أرحت نفسك من هذا العناء وأغلقت الصوت!!
على أنه كما قلت لك: هذه الألعاب كلها من أولها لآخرها، إن لم تكن تحوي المحرمات، تصبح حرامًا عند إمضاء الساعات وأنت تلعب، وإن حوت الحرام، فاللعب بها حرام قطعًا.... فدعك من هذا كله وسد عليك باب الشيطان....
لا تنس الذهاب إلى الطبيب
أعانك الله وعافاك
واقرأ أيضًا:
وساوس إهانة القرآن أو الكتاب المقدس
وسواس الكفرية: الأوراق والأسماء المقدسة م13
وسواس الكفرية: جرائد وأوراق وأسماء مقدسة!
وسواس الصلاة: القطار أحادي الوقوف!
وساوس الوضوء والصلاة ع.س.م.د RCBT الوسواس القهري الديني7