مساء الخير
شكرا أولا على الموقع والاستفادة الكبيرة منه، مشكلتي هي إيه أنا هأتكلم عامي عارفين وإحنا صغيرين لما حد يسألنا "تحبوا تطلعوا إيه لما تكبروا" أهو دي مشكلتي دلوقتي، أنا مش عارفة أنا أحب أبقى إيه في الحياة.
بحب أكتر من حاجة منهم الكيمياء مثلا واللغات واتخرجت بليسانس لغة واشتغلت زي بقية البشر في كول سنتر باللغة دي. بس مش ذا الذي أنا عايزاه طبعا ولا كنت أتمنى مثلا إني أبقى كل يوم بحل مشاكل عملاء مقرفين. أنا جربت أعمل حاجات كتير زي مثلا إني أذاكر برمجة وذاكرت جزء لا بأس به بس برده مش ده اللي أنا مشدودة ليه إطلاقا.
كان حلمي أصلا أدخل صيدلة ومحصلش نصيب بسبب المجموع بس من ستر ربنا دخلت لغة واشتغلت كول سنتر بمرتب أكثر من هايل، أعتقد لو كنت دخلت صيدلة مكنتش هلاقي ربع المرتب ده، هو طبعا الحمد لله على نعمة أنا مش عايزة أبقى ناقمة، بس لحد إمتى هفضل في شغلانة أنا مش حباها بس مُجزية من ناحية تانية ومش لاقية نفسي فيها.
نفسي حد يساعدني أعرف أنا شغفي إيه أو "نفسي أطلع إيه لما أكبر". أنا بأعجب بالناس اللي عارفة هي عايزة إيه وإيه هدفها بالحياة وإيه الشغلانة اللي نفسهم فيها، ونفسي أبقى زيهم وأعرف أنا نفسي في إيه. جربت حاجات كتير أذاكرها بس كلهم باجي بعد شوية وألاقي نفسي زهقت واكتشف إنه لأ مش ده اللي أنا عايزاه خالص ولا عايزة أشتغل ده.
انصحوني ألاقي شغفي إزاي وأعرف عن نفسي أكتر إزاي
لأني واضح إني مشتتة ولكم ألف شكر
11/1/2025
رد المستشار
أسعد الله عمرك كله
لا يستطيع أحد غيرك الوصول إلى شغفك الحقيقي، والحياة والخبرة فلا تتعجلي الوصول، ويمكنك إجراء أي من اختبارات الميول المهنية على الإنترنت فقد تساعدك في معرفة ما يناسبك... نعم بعضنا يعرف ما يريد مبكرا وبعضنا يستغرق بعض الوقت وهذه واحدة من مشكلات الموهوبين بالمناسبة، وبعضنا يبقى ناقما نكدا طوال حياته.
لا تقوم الحياة فقط على ما نحب بل ما هو ضروري، فما مدى حاجتك للمال الذي تحصلين عليه من عملك، إن كانت حاجتك إليه عالية انسِ موضوع الشغف من أساسه وعلمي نفسك حب عملك، وانظري إلى دورك في إسعاد من يتصلون بك للمساعدة في حل مشاكلهم فهي تزعجهم مهما بدت لك تافهة أو مكررة ولكنها مهمة بالنسبة لهم، غيري نظرتك لعملك، وادخري من راتبك لدعمك في قادم أيامك.
تخلصي من ملل عملك بتنمية أو ممارسة هواياتك، وتجاهلي جميع ما يقال عن ضرورة اتباع الشغف فهذا ترف لا نملكه في أوطاننا، مالك الزائد عن حاجتك يمكنك به إسعاد غيرك من الفقراء ودعم القضايا التي تؤمنين بها وهذا هدف سامي للحياة.
عليك بالقراءة في أمهات الكتب ففيها من العمق ما يؤنسك والقيم ما قد يساعدك في فهم أعمق لنفسك، ومارسي بعض الرياضة فلعل ما يزيد من شعورك بالضيق قلة الحركة خلال ساعات عملك.