بعد أكثر من عام شاء الله أن أكتب الجزء الثاني من هذا المقال!! وهذا طريف للغاية، لكن كل شيء بقدر، وكنت أتعجب من عرقلة الكتابة في هذا، وأخيرًا أذن الله.. ورغم أن مشكلة المقال التي أعالجها تتكرر كثيرًا جدًا، إلا أن استشارة جديدة نشرت، حركتني للكتابة رغم عدم اختلافها عن غيرها، وأيًا كان السبب فالحمد لله أن رفيفا تحركت وكتبت! اقرأ المزيد
منذ أقدم العصور التي وعت تاريخ العلم والعلماء، لم نعثر لكلمة ((العلم)) إلا على معنى واحد معروف ومتداول في سائر الأوساط، هو ((إدراك الشيء على ما هو عليه بدليل)). ومن ثم فقد كان داخلاً في موضوعات العلم كل ما يمكن للعقل أن يدركه، مما يتعلق بالماضي أو الحاضر أو المستقبل، مادياً كان أو غيره. فلما بدأ عصر النهضة الأوربية، وأخذت العلوم الطبيعية في الازدهار، فوجئ المجتمع الحضاري كله بتعريف جديد لكلمة ((العلم)) .. تعريف يقلّص صلاحية العلم بحيث يصبح حِكْراً للمكونات الطبيعية، الخاضعة للحواس الإنسانية. إذ أصبح عبارة عن التجربة الحسية لأشياء الطبيعة، ثم عن رصد للنتائج وافتراض قاعدة على أساسها. وتتجلى في هذا المعنى الجديد للعلم ظاهرتان اثنتان: الأولى: أن العلم بهذا المصطلح الجديد أصبح تجربة مادية أكثر من أن يكون نشاطاً عقلياً، ومن ثم فهو لا يملك قرار الديمومة والثبات. الثانية: أن العلم أصبح مقطوع الصلة عن كل من الماضي والمستقبل والحاضر الغائب عن الحواس، ومن ثم فقد أصبح مقطوع الصلة بالدين من حيث هو. اقرأ المزيد
جلس مرة سميح القاسم مع صديقيه، الأديبين الإسرائيليين يورام كانيوك وعاموس كينان، على مقهى "كسيت" في تل أبيب. سألهما فجأة: "أخبراني، كم عربيًا قتلتما؟"، تلعثم الأديبان قليلًا حتى قال عاموس كينان: "أطلقنا النار، ولكني لا أعرف إن كنا أصبنا أناسًا"، فقال له القاسم: "طيب. أنا لم أطلق النار، وبالتأكيد لم أصب أناسًا، ولكن مع كل هذا، هيا بنا نتحدث عن السلام" اقرأ المزيد
من المفارقات الكاشفة التي لابد من وضعها فى الحسبان عند التصدي لما اعتبره البعض "ظاهرة هشام الجخ " أنه حقق ما حقق من شهرة وانتشار عبر وسائل الإعلام الجماهيرية وخاصة التليفزيون، وبين الجماهير في مدرجات الجامعة وبرامج المسابقات والحفلات التي تقيمها له "بتذاكر دخول" بعض الأماكن المعن اقرأ المزيد
لا أشك في أن شيخنا قد اختار الموت راضيا حين شاء الله تعالى أن يختاره إلى جواره بعد أن هيأ ربنا الظروف لذلك، كما أنني لم أشك أنه اختار الحياة طول الوقت، حتى لحظة اختياره الموت، اختار الحياة ليس بمعنى الاستمرار على ظهر هذه الأرض كائنا بشريا جسديا متحركا حاضرا .. فحسب، ولكنه اختارها أكثر: كيانا فاعلا اقرأ المزيد
لو سألت أيا ممن يتمسكون بالتزام اليأس شعارا وموقفا، لو سألته بعد أن يطلق أحكامه أو تنهداته أو مصمصته أو نار سمومه، وهو يتجشأ يأسا معلنا بيقين شائك: أن الحركة خابت، والثورة فشلت، والأمل اختفى، والبلد أفلست، والتعليم منهار أصلا، والفقر زاحف، وداعش تنتشر، والكهرباء لا صلاح لها، والطاقة ستنفذ، والنيل سوف يجف، اقرأ المزيد
لم أفهم لماذا كل هذا الاهتمام بكلمات الوفود المختلفة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، فصاحب الليلة الوحيد كان هو الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما، فهو الذي حدد الموضوع وجدول الأعمال وخطط العمل ثم قام بتوزيع الأدوار مثل مايسترو الاوركسترا الذي ما إن يرفع عصاه، إلا ويتبارى الجميع في العزف على سيمفونيته. أو على رأي من قال بأن أوباما كان يغرد والجميع يعمل ريتويت، لقد كانت الجلسة رقم 69 جلسة أمريكية بامتياز، دارت كل الكلمات في فلك الأجندة الأمريكية، لا صوت يعلو فوق صوت الإرهاب في الشرق الأوسط الذي ابتلي بالتطرف الإسلامي، فظهر المشهد وكأننا بصدد طابور طويل من قادة المنطقة، يحلفون اليمين أمام رئيس العالم، ليؤكدوا جميعا وبلا استثناء على دعمهم للحملة الأمريكية الحالية اقرأ المزيد
يعتقد المتطرف دينياً أنه ينتسب للسماء، ومن ثم يتحدث باسمها بيقين مطلق. هو لا يعرف الوسطية، ولذلك يأخذ حياة الآخرين معه إلى الحافة، مع أن الحياة نفسها حالة وسطية .. جملة اعتراضية بين طرفين هما النوم والموت. هو شخص عجز عن التكيف فلجأ إلى التطرف ويريد من الآخرين أن يتبعوه، فإذا لم يجد من يرافقه أطلق عليه رصاصاته أو أفكاره المدببة. اقرأ المزيد
يوجد مثل عربي جميل، هو دعوة مهذبة لنوع تآمري طيب من التفكير، هذا المثل يقول: "لأمرٍ ما باعتْ المرأةُ سِمْسِمًا مقشورًا بسِمْسِمٍ غيرِ مقشورْ" سألت والدي عن أصله وفصله فحكى لي ما يلي: "..مرّ رجل على امرأة في السوق، وقد فرشت أمامها فرشة عليها سمسم مقشور، فمر كلبٌ فلعق في السمسم، فانزعجت اقرأ المزيد
كنت –ومازلت –أخجل من إبداء رأيي المضاد للسائد، وأنا أدافع عن الأمّية باعتبار أن الأميين قد تكون لهم فرصة أكبر في التفكير التلقائي والتساؤل بعيدا عن قهر الكلمة الجاهزة المطبوعة، ثم عايشت مؤخرا تمادي إغارة وسائل الإعلام المسموعة والمرئية على وعْي الملايين الأميين فزاد فزعي حين تصورت عجز الأمية السليمة عن صد هذه الإغارة الجديدة على الفطرة البشرية السوية. اقرأ المزيد