هذه جدلية صعبة أمضت البشرية مسيرتها في تصارعات وتجاذبات ما بين طرفيها, فالبشر في الدنيا, والبشر في الدين الذي يأخذه إلى ما بعد الدنيا, إلى حيث الغيب والتصورات المدوّنة في المخطوطات والكتب السماوية, والتي تشترك جميعها بأوصاف جنات النعيم. وفي معظمها هناك ثنائية الجنة والنار والخير والشر, والكفر والإيمان, والصدق والكذب, والعدل والظلم, والرحمة والقسوة, وغيرها من الثنائيات التي لا تحصى ولا تُعد. والمعضلة الكبرى أن البشر في الدنيا والدين في الدنيا, والبشر يريد الدنيا ويطمع بها ويحبها حبا جما, اقرأ المزيد
الدنيا نهر يجري باندفاقية عارمة, والعرب كالبرك الساكنة المستنقعة, والتي تتكاثر فيها العظايا وتأكل موجوداتها بعضها البعض. الدنيا تتحرك والعرب يتجمدون في ذات المكان والزمان, ولا يمكنهم الخطو إلى أمام أو إدراك أن الزمان يتغير وأنه غير ذاك الزمان, وأن هناك البارحة واليوم وغد, قد يقولونها لكنهم لا يدركون أبعاد الزمن الثلاثة, ويحسبون كل شيء في نقطة اندحسوا فيها إلى حد الفناء. اقرأ المزيد
أمامي رسالة تحث على تركيز الطاقات والاستثمار الأمثل لها لتقديم الأفضل والأحسن والأرقى من الخدمات للمواطنين, وعلينا أن ننأى عمّا يبدد طاقاتنا الخدمية والإبداعية والإصلاحية الهادفة لتعزيز المصالح المشتركة, وتدعو إلى التفاعل الإيجابي بروحية الفريق الواحد, وتوفير البيئة الصالحة للعطاء الإنساني الأمثل, ولا مكان لعدم التحمل وعدم قبول الآخر, أو للسلوكيات السلبية المستنزفة للجهود والطاقات, ولا يمكن السماح لأي سلوك يضر بالآخرين, وبالعمل الذي يحتم علينا العناية الإنسانية ببعضنا, لكي نكون أقوى وأقدر. اقرأ المزيد
العقلية التي تسببت بالمشاكل هي ذات العقلية التي تدّعي أنها تريد حلا للمشاكل الناجمة عن آليات تفكيرها ومناهج اقترابها السلبية, فكيف يمكنها أن تصل إلى حل, وواقع حالها يشير إلى أنها مبرمجة لتطوير المشاكل وتعقيدها, والاستفادة منها واتخاذها وسيلة للحكم والتحكم بالبلاد والعباد. العقلية الفئوية ذات المواصفات التبعية والتوهمية والحُكمية المسبقة, والانفعالية المدججة بالعواطف السيئة, والمحشوة بالكراهية والبغضاء والعدوانية, أوجدت المشاكل وكاثرتها وطورتها, وهذا هو ديدنها, ولا يمكنها بأي حال من الأحوال, اقرأ المزيد
الفضائح الجنسية في الكراسي القوية تزكم الأنوف وتطغى على نشرات الأخبار, وتثير تساؤلات عن السلوك البشري وما تمليه الكراسي وتعطيه. فالعلاقة ما بين الكراسي والجنس ليست جديدة, فالكرسي يرمز للقوة ومطلق الصلاحيات, ومنذ الأزل والذين يتسلطون تنطلق شراهتهم الجنسية وتنفلت لدرجات عجيبة, والتأريخ يزدحم بهذه السلوكيات المنفلتة المتمادية في جشعها الجنسي وسلوكها ا اقرأ المزيد
الأخذ شيمة الأقوياء والعطاء شيمة الضعفاء, فالأقوياء يأخذون ويأخذون بشراهة وافتراسية مطلقة فالأخذ يزيد الأقوياء قوة والعطاء يزيد الضعفاء ضعفا. وهذا ما يحصل في الواقع التصارعي ما بين القوى الأرضية والأمثلة متكررة عديدة لا تحصى, والأدلة واضحة, فالمجتمعات المتأخرة يستنزفها العطاء, فهي لا تملك القدرة على إيقاف نزيفها ومنع تدفق رحيق الحياة من عروقها, والأقوياء يمتصونها مصا قاسيا. اقرأ المزيد
السلوك الذي يتغافله العرب أو يتجاهلونه ويغمضون العيون ويعطلون البصائر أمامه, هو أن القوى الكبرى ومنذ الأزل لا تريد حلا للمشاكل من حولها وإنما تجتهد بالاستثمار فيها لصالحها, فحل المشاكل يضعفها وتطوير المشاكل وتعقيدها يقويها ويمدها بقدرات الهيمنة والسيطرة. ولهذا فإن اعتماد العرب على القوى الكبرى لحل مشاكلهم يصبح نوعا من التعبير الجاهل عن السياسة, ولهذا فإن العرب يتفوقون على غيرهم بالأمية السياسية. فلو نظرنا إلى أية مشكلة عربية اقرأ المزيد
قول تأملي إدراكي عميق يُنسب للعديد من المفكرين والفلاسفة وغيرهم, وفيه دلالة تعبيرية عن حقيقة الواقع العقلي البشري, وهو يشير إلى أن العقول البشرية مبرمجة أو مؤطرة أو مخندقة ومصندقة أو مقولبة أي موضوعة في قوالب, ووفقا لما هي فيه ترى ما حولها وتبصر الأشياء وتعبر عن ذاتها المشكّلة أو المأسورة في قالب ما. والتقولب أي الانصباب في قالب معضلة سلوكية بشرية أزلية, ذلك أن الدماغ مطواع ولديه القدرة على التشكل والتصلد والتصمل, أو التبدل إذا تمكن من الخروج من قالبه المسبوق و اقرأ المزيد
العلاقة ما بين المخلوقات والحياة معقدة وذات مشارب وغايات وتصورات ومنحدرات وتداخلات متشابكة لحد الغثيان والضلال والبهتان, وقد حاولت الشرائع والتقاليد والأعراف والقوانين والأديان أن تنظمها وتمنحها آليات الانسياب السلس, لكنها وبلا استثناء باءت بدرجات متفاوتة من الخسران. وفي واقع السلوك الذي يشمل جميع الأحياء أنها بمسعاها تحرص على الحياة وتجاهد من أجل البقاء, فكل مخلوق له آليات بقاء تساهم في ديمومة وجوده ورعاية مصيره, والمخلوقات بأسرها تراعي اقرأ المزيد
هل رأيتم حوتا يُطعم سمكةً, أم أنكم اعتدتم على مشاهد لقف الحيتان للأسماك؟!! فالواقع التفاعلي ما بين القوى الأرضية يمكن تلخيصه بعلاقة الحيتان والأسماك, وما دامت الحيتان الكبيرة بعافية وسلامة وشراهة فإنها ستأكل كل سمكة تواجهها أو تعترض مسيرها, وتعرقل رحلتها ما بين الرغبة والطموح والهدف المقصود. وفي الدنيا حيتان متنوعة الأحجام وهي أقل عددا اقرأ المزيد