الأقلام ألسنة الضمائر، وأصوات الحقائق، وأسلحة الحق بوجه الباطل، وسيوف العدل أمام الظلم، وإرادات الناس في ميادين الكفاح، وهي التي تعبّد دروب النجاح، وتنير أروقة الصلاح والفلاح. الأقلام رايات إفهام وأعلام أفهام!! الأقلام تكتب وبما تكتبه يتوجب عليها أن تصدق ولا تكذب، وأن تستحضر ما هو نافع وطيب، ولابد لها أن تؤمن برسالتها الإنسانية السامية وبمبادئها النبيلة العالية، وبأن الكتابة اقرأ المزيد
نعيش واقعا عجيبا فيه كل مَن وضع على رأسه عمامة مهما كان لونها توهم بأنه يعلم، وتحدث مع الناس على أنه العارف بأمور الدين وإن عليهم اتباعه والاسترشاد بأقواله وهذياناته. وهذا انحراف مروع في الواقع الديني العربي وفي مجتمعات المسلمين كافة، في زمن ما عاد الفرد الواحد بقادر على وعي المعارف القائمة وإدراك حقائق الأمور العامة بسهولة، فهول جريان تيار الاختراعات والاكتشافات وضخ المعلومات المتجددة المتحركة بسرعة تفوق سرعة الضوء والصوت، يجعل الفرد قاصرا على الإحاطة والاستيعاب. وحتى في زمن البشرية البطيئ الخطوات، فإن الذين تكلموا بالدين كانوا يختمون قولهم ورؤاهم بعبارة "الله أعلم"، اقرأ المزيد
أقر أنا المدعوة .... .... أنني اعتزلت الحياة! ما أقسى أن تعيش في عالم ليس من نسيجك! عالم يصنعك ولا تصنعه أنت بوعيك أو حتى بخيالك! لذا قررت اعتزال الحياة إلى عالم من صنعي أنا حتى ولو كان عالما مجنونا غير معقولا! ولكنه عالمي الخاص الذي أعيش واقعه وخياله. لذا سأعتزل الحياة التي سئمت منها ومن أسبابها وتعبت من ممارستها إلى عالم أكون فيه ذاتي! أرتدي وجهي ولا أتقنع بأقنعة غريبة عني! أبتسم حينما أريد أن أبتسم وأبكي حينما أشعر بالبكاء.. اقرأ المزيد
البارحة: الأمس و"ما أشبه اليوم بالبارحة" مَثل يُضرب في جريان الأمور على وتيرة واحدة. والمقصود بالمصطلح الميل للذي مضى وكأنه ما انقضى, وإنما عليه أن يتنامى ويتفاعل ويؤثر في مسيرة الحياة في حاضرها ومستقبلها, وذلك لفقدان قدرات المُبارحة أي المغادرة أو الزوال. فالإقامة في أقبية البارحة سلوك سائد في الواقع العربي ومدمر للوجود المعاصر ومتسبب بمتواليات من التداعيات الخسرانية المريرة القاسية, ويبدو كمعضلة حضارية مزمنة وعاهة تفاعلية مستوطنة في أرجاء المجتمعات العربية. ترى لماذا نغطس في مستنقعات مضت ونعجز عن مبارحتها؟ اقرأ المزيد
عندما يخرس الكلام بداخلك، وتظل عاجزا عن نطق الآه، رغم الوجع الرابض فيك، حينما تشعر بالقهر، بالذل، بالحرمان، بالخسة، حينما تستطيع تمثيل الفرح في خضم معاناتك، وتحاول رسم ابتسامة مجهدة على شفاهك، عندما تشعر بالحزن أصبح يغلف روحك حتى تصير أنت وحزنك نسيجا واحدا، حينما يتسع فمك بضحكة البلياتشو البلهاء بينما تعتصر ألما في داخلك، فقط من أجل تحاشي نظرات الرثاء والعطف، حينما تنظر إلى نفسك في المرآة فلا تعرفها، لا ترى إلا ملامحا ضبابية أعياها الزمن بعواصفه العاتية... هنا فقط ستسرق، نعم ستسرق من نفسك وستتغير! ستسرق من نفسك بفعل عوامل الصدمات والكبوات التي مررت بها، اقرأ المزيد
أرض الله الواسعة لم يكن فيها دول ولا أوطان، وإنما مجتمعات بشرية تكاثرت وتوزعت في ربوعها، وأسست لوجودها الكياني الاجتماعي، وتوطنت بقعة ما والتزمتها أو وضعت يدها عليها باللزمة، كما تفعل الأسود والقرود وباقي الحيوانات، التي تتخذ لها أذوادا ومواضع للعيش والبقاء. اقرأ المزيد
في أواخر القرن الماضي دعيت لإلقاء محاضرة عن المسيح في القرآن، فأعددتها وفقا للآيات القرآنية، وجعلتها على شرائح أعرضها أمام الحاضرين باللغتين العربية والإنكليزية. وفي القسم الذي أعمل فيه، جاء طبيب باكستاني للتدريب وتحت إشرافي، فلربما يكون مؤهلا للعمل كمقيم دوري، وكان متدينا، وكثيرا ما يذكر العاملون في القسم بأنه ملتزم بأوقات الصلاة ويصوم، ويحدثني عن الإسلام. وفي يوم المحاضرة اسطصحبته معي، قائلا: ربما تساعدني في الإجابة على بعض الأسئلة، ويهمني أيضا تقييمك للمحاضرة. اقرأ المزيد
من عجائبنا السلوكية المدمرة أننا نبدوا وكأننا بلا إرادة ورأي، فالرأي رأيهم وعقولنا عاطلة عن العمل، ولا تجيد غير الاستنساخ ومناهج الببغاء. والمقصود بهُمْ المجتمعات المتقدمة وخصوصا في أوربا وأمريكا. فما يُكتب ويُنطق ويُنشر في وسائل الإعلام كافة، ما هو إلا ترديد لآرائهم، وصدى لكلماتهم وطروحاتهم بأنواعها. اقرأ المزيد
لكل مخلوق رأس يتدبر شئون حياته ويقوده في مسيرة التفاعل مع نفسه ومحيطه, وهو البوصلة التي تحسم نوعية واتجاه السلوك وتقرر آليات التفاعل مع التحديات المناهضة لبقاء المخلوق. والكثير من المخلوقات تجدها قد خلعت رأسها أو انخلع عنها رأسها لأسباب وتداخلات جراحية نفسية متنوعة, والذي يفقد رأسه يعرّض وجوده للهلاك. والبشر مؤهل لأن ينخلع عنه رأسه, وخلع الرؤوس البشرية لا يتحقق بالسكين والسيف فقط, وإنما هناك آلة أخطر منهما جميعا, إنه آلة البتر النفسي, فالآلات النفسية الحادة المسلطة على رقاب الناس أشد فتكا من السيوف والسكاكين, ذلك أنها ذات قدرة على خلع الرؤوس بالجملة, وتحويل البشر إلى أبدان متحركة أو روبوتات تؤدي ما يمليه عليها اقرأ المزيد
عاشت الأمة عقودا انكسارية انهزامية انتكاسية إحباطية تيئيسية, وما أنجزت فيها ما يشير إلى جوهر حقيقتها ولكنه إرادتها, وتدور الأعوام وهي غارقة في أوحال التعجيز والشعور بالتجمد والاندراس, وتواردت أجيال إلى حياض وجودها وانزلقت في ذات الدوامة الإهلاكية الناعورية المواصفات. وفي العام الجديد الذي يحمل على أكتافه مسيرة ما يقرب من عقدين من القرن الحادي والعشرين, علينا أن نتوقف ونشحذ الهمم ونؤجج الإرادات ونضخ الأمل لكي نكون ونتحقق. اقرأ المزيد




