بفارغ الصبر وشديد القلق ينتظر سكان قطاع غزة، المحاصرون والعالقون، والغائبون والمقيمون، والمراقبون والمتابعون، وربما الإسرائيليون والأوروبيون والمراقبون الدوليون، يوم غدٍ السبت الموعود، الذي يفتح فيه معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة لأولِ مرةٍ بعد اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، الذي أبرم برعاية مصر وبضغطٍ وإصرارٍ منها، ورعايةٍ ومراقبةٍ كبيرة من أجهزتها، خشية انهياره وفشله، أو تعطيله وتجميده، ليحكموا من خلاله على المصالحة بالنجاح أو الفشل، وبالانطلاق أو التعثر. إذ أن فتح المعبر وتسهيل حركة المسافرين منه وإليه بات هو المعيار الذي يحكم من خلاله الشعب على المصالحة، فقد غابت الحجة وسقطت الذريعة، وحققت السلطة ما تريد، والتزمت الأطراف كلها بالشروط المصرية، وتعهدت بتقديم الضمانات المطلوبة، وعادت لجان الرقابة الأوروبية، ورجع الجميع إلى اتفاق المعابر عام 2005، بما لا يبقي لأحدٍ عذراً، ولا لطرفٍ سبباً في المماطلة والتأخير، أو في الانكفاء والانقلاب. اقرأ المزيد
تحت عنوان الأزمات العالمية ... العالم الإسلامي والغرب، عقد حزب السعادة التركي مؤتمره السادس والعشرين، الذي عقد دورته الأولى وأسس له البروفيسور نجم الدين أربكان، رئيس الحكومة التركية الأسبق، وزعيم ومؤسس العديد من الأحزاب التركية ذات الهوية الإسلامية، والتي كان آخرها حزب السعادة الذي أشرف على المؤتمر من خلال مركز البحوث الاقتصادية والاجتماعية، ليكون منصةً إسلاميةً عالمية، ومنبراً دولياً يخاطب المسلمين عامةً ويستمع إليهم كلهم، ويناقش قضاياهم وهمومهم، ويلمس جراحهم وألامهم، ويتطلع معهم إلى طموحاتهم وآمالهم، ولا يتردد في أن يكون صريحاً في المكاشفة، وجريئاً في المعاينة، وشجاعاً في وصف الداء ومباشراً في تحديد الدواء. اقرأ المزيد
بات من الواضح أن مبعوثي السلام الأمريكيين إلى منطقة الشرق الأوسط، المكلفين بالتسوية الفلسطينية الإسرائيلية، وبإعادة تنشيط مفاوضات السلام وملفات التسوية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بعد طول انقطاعٍ وتعثرٍ، أنهما يقومان بمهمةٍ خطيرةٍ، وينفذان خطةً شيطانية، تستهدف القضاء على القضية الفلسطينية، وتفتيت الأمل الفلسطيني، ووضع نهايةٍ مأساويةٍ لحلم الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة، وسيادته الوطنية الكاملة على أرضه ومقدراته ومقدساته، وتنهي أملهم في استعادة الحقوق والعودة إلى الديار. في الوقت نفسه يشرع المبعوثان دولة الكيان الصهيوني، ويفرضان على الدول العربية الاعتراف بها، والقبول بها عضواً في الإقليم، اقرأ المزيد
بات من شبه المؤكد أن قطاع غزة سيشهد في الأيام القليلة القادمة مظاهراتٍ عامةً واحتجاجاتٍ شعبيةً واسعةً ضد السلطة الفلسطينية، وضد سياساتها العقابية المتبعة في قطاع غزة، وإجراءاتها القاسية ضد سكانه ومؤسساته، وتأخرها عن محاولة التخفيف من معاناته، وقد تتنوع أشكال الاحتجاج وتتعدد، وتختلف درجتها وتتباين حدتها وفقاً للظروف والأحوال، وتبعاً للمستجدات والتطورات، وقد تشترك فيها قطاعاتٌ شعبيةٌ عامةٌ وقوى سياسية ونقابات مهنية واتحاداتٌ طلابية وعمالية، وقد تتطور الاحتجاجات إلى ما هو أشد وأخطر، وإلى مالا تحمد عقباه وما لا يمكن لأحدٍ ضبطه أو السيطرة عليه، إذا ما ترك المواطنون وحدهم، وبقوا في الشارع تحركهم حاجتُهم، وتدفعهم ضائقتُهم، وتوجههم همومُهم وأحزانهم، ومعاناتُهم وألمُهم. اقرأ المزيد
يخطئ من يظن أن مرور مائة عامٍ على وعد بلفور المشؤوم، الذي صدر في ظل ضعف العرب وفقدانهم لاستقلالهم، وانشغال المسلمين وغياب سيادتهم، وخضوعهم للاستعمار الأوروبي والانتداب الدولي، وخديعتهم والتضليل بهم، بعد سقوط دولة خلافتهم وانهيار امبراطوريتهم، وتناوش الغرب لها وتكالبهم على أملاكها، سينسي العرب والمسلمين حقهم الخالد في فلسطين، وسيدفعهم إلى اليأس والقنوط، والاستسلام والخضوع، والقبول بالواقع والاعتراف بالعجز والضعف والخور وقلة الحيلة، والإقرار للعدو بما سرق والاعتراف بشرعية ما نهب، والبناء على هذا الواقع إلى الأبد، وكأنه قدرٌ لن يتغير، وحقائقٌ لن تتبدل. الحقيقة التي يجب أن يعلمها العدو والصديق، والشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، أن حالة الضعف التي كانت قد ولت وانتهت، وأن ظاهرة الاستخفاف بالعرب والمسلمين لن تتكرر، وأن خداعهم من جديد والتفرد بهم مرةً أخرى لن يكون، اقرأ المزيد
يُعتبر وعد بلفور "آرثر بلفور" - وزير خارجية بريطانيا 1916/1919- الذي أعطى الحق بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، من أكبر الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني والأمة العربية بشكلٍ عام، فعلى مدار قرن كامل- وليس في المناسبة فقط- لم تذهب لحظة واحدة دون أي إنكار لـ"الوعد" وتنديد لصاحبه، وما يزيد الأمر سوءاُ هو أنه ما يزال في بريطانيا، من لا يؤيد الوعد وحسب، بل ويحتفل بذكراه. "تيريزا ماي" رئيسة الوزراء وزعيمة المحافظين البريطانيين، بدل أن تقوم بإلقاء الاعتذار عنه أمام الفلسطينيين، إلاّ أنها أصرّت على الاحتفال به، وفي حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" حتى بدت أمامه، وكأنها الأكثر إسرائيلية، حيث استمد لنفسه الحق بالاستمرار في تنفيذ سياسته القاضية بإدامة الاستيلاء على كل فلسطين، اقرأ المزيد
من النادر جدّاً، أن تقوم الولايات المتحدة بالاعتراف صراحةً، بأنها تراجعت عن تنفيذ أو تأييد سياسة ما، أو اضطرّت إلى اتخاذ قرار أو موقفٍ ما، نتيجة ضغوطات خارجية، فهي لم تعترف - على سبيل المثال- بأن تراجع الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" عن وعده بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، كان نتيجةً للضغوطات العربية وخاصة الآتية من المملكة الأردنية. لكنها وفي هذه الأثناء تعترف صراحةً بأن المملكة السعودية، كانت سبباً في قيام الولايات المتحدة بعرقلة مشروع (القدس الكبرى)، وهو المشروع الذي تم التخطيط له من قبل مسؤولين في حزب الليكود الإسرائيلي الحاكم، والذي تم وصفه بأنه الأخطر منذ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية عام 1967، كونه ينص - حسب مراقبين إسرائيليين وفلسطينيين- على أن الهدف الحقيقي منه، هو ضمان أغلبية يهودية في مدينة القدس، خاصةً وأنه سيضم 5 مستوطنات يهودية كبرى إلى المدينة من جهة، وسيفصل أحياء فلسطينية عنها من جهةٍ أخرى، بما يترتب على ذلك، الحيلولة دون إقامة عاصمة للدولة الفلسطينية في القدس الشرقية. اقرأ المزيد
بدعوةٍ من الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، وتحت عنوان "الوعد الحق"، "فلسطين بين وعد بلفور والوعد الإلهي"، وتحت شعار "معاً نقاوم ... معاً ننتصر"، التقى في العاصمة اللبنانية بيروت، عاصمة المقاومة العربية، وقلعة الصمود التاريخية، التي هزمت مقاومتها الكيان الصهيوني وطردته، وأخرجته من أرضها ودحرته، وأدبته بعزم رجالها وأوجعته بقوة سلاحها، وأفشلت مخططاته بوعيها، وأسقطت مشاريعه بيقينها، وصمدت أمام تحالفاته وبقيت، وقاتلت جيشه وما وهنت، وأثبتت للعالم هشاشة جيشه وضعف كيانه، وأن بيته وإن بدا قوياً وظهر منيعاً فهو بالنسبة لها أوهى من بيت العنكبوت وأضعف. ازدانت بيروت بثوبٍ قشيبٍ ولا أزهى، وازينت بصورةٍ بهيةٍ ولا أروع، وتزنرت بقلادةٍ مزخرفةٍ ولا أبدع، إذ التقت فيها ثلةٌ من علماء الأمة الإسلامية، وجمعٌ كريمٌ من أئمتها، يمثلون أكثر من سبعين دولةً عربيةً وإسلاميةً، ويشكلون طيف الأمة الإسلامية العظيمة ومذاهبها السمحة، وأفكارها المعتدلة، ومفاهيمها المتزنة، واجتهاداتها الواعية، اقرأ المزيد
يبدو أنها مصلحةٌ مشتركة ومنافعٌ متبادلة، هي تلك التي أدت إلى الهدوء السائد على جبهات القطاع وحدوده مع الكيان الصهيوني، فلا قتال ولا مناوشات، ولا مواجهاتٍ ولا اشتباكات، ولا اجتياحاتٍ ولا اعتداءاتٍ، ولا صواريخ تصيب المستوطنات ولا غيرها تهدد سلامة المستوطنين، وكأنها تفاهمات بينية واتفاقياتٌ رسمية بين خصمين وندين، وعدوين متحاربين، رغم أنها ليست بهذا المعنى أبداً، إلا أنها تقود إلى نفس النتيجة، وتؤدي ذات الغرض، إذ لا عملياتٍ عسكرية إسرائيلية موجعة أو مستفزة، ولا عملياتٍ عسكرية انتقامية ثأرية أو ردعية تقوم بها المقاومة الفلسطينية، إذ يلتزم الطرفان الصمت، ويحافظان على الهدوء، ويحرصان على تبريد الجبهة وعدم تسخينها، بل ونزع فتائل التفجير وتخفيف أسباب التوتر ومعالجة عوامل الانفجار. لكن هذا الهدوء السائد على مختلف الجبهات بين قطاع غزة والكيان الصهيوني، لا يعني أن الطرفين قد اتفقا رسمياً وتعاهدا عملياً على عدم القيام بأي أعمالٍ حربيةٍ من شأنها توتير الأجواء، ودفع الطرفين إلى مواجهةٍ عسكريةٍ وحربٍ دمويةٍ رابعةٍ جديدةٍ، قد لا يقويان معاً على تحمل نتائجها، أو ضبط خواتمها والتعامل مع تداعياتها ومضاعفاتها، اقرأ المزيد
هل آن أوان رحيل بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية، وتخليه عن منصبه طوعاً أو كرهاً، وهو الذي كان يحلم بأن يكون ملك بني إسرائيل الخالد، وطالوتهم المنتظر، وزعيمهم الأوحد، ورئيس حكومتهم الأطول حكماً والأكثر تكليفاً، والأشد ثباتاً في مواجهة التحديات والأزمات، والخطوب السياسية والمحن الأمنية، ورئيس الحكومة الأكثر استقراراً في مواجهة الطعون ومحاولات حجب الثقة، ومساعي تفكيك التحالف وإضعاف الائتلاف، والأكثر عناداً في مواجهة الضغوط الدولية ومحاولات فرض حلولٍ عليه أو وصايةٍ على حكومته، لإجباره على القبول بالعروض وتقديم تنازلاتٍ مؤلمةٍ، بل إنه تحدى الإدارة الأمريكية السابقة، وتصدى للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وتحداه في بيته الأبيض، وتحت قبتي مجلس الشيوخ والنواب الأمريكيين. اقرأ المزيد