الأمة مؤلفة من 22 دولة، وطن، ولاية، بلد، قُطر، أو ما شئت من التسميات والتوصيفات، ولا يعني أن أربعة أقطار منها تعاني ما تعانيه من الصراعات أن الأمة ليست بخير. أقلام الضلال والبهتان تسعى لإشاعة ما هو سلبي وانكساري ونكسوي في وعي الأجيال المتواكبة، وتعمل على إقناعها بأن كبوة العراق وليبيا واليمن وسوريا مؤشر على أن الأمة تنحدر إلى قيعان أسفل سافلين. فالأمة قوية ثرية مضيئة راسخة باقية وتكون!! انظروا إلى دول الأمة في مشرقها ومغربها ستجدون أمثلة إيجابية على قدراتها في التعبير عن إرادتها، فدول المغرب تتوثب وتعاصر، اقرأ المزيد
التحوّل إلى هدف سهل للآخرين آلية سلوكية تعصف بواقعنا منذ أكثر من قرن، ولا تزال في ذروتها التعبيرية للتحوّل إلى هدف!! أنظمة حكمنا، أحزابنا، فئاتنا، طوائفنا، مسمياتنا بأنواعها تسعى لتكون هدفاً للآخرين في الداخل أو الخارج. أهداف لقِوى محلية أو إقليمية أو عالمية، فنحن نجيد مهارات التحول إلى هدف، ووضعنا أنفسنا اجيالاً بعد أجيال في هذه الدائرة المفرغة التي ندور فيها ولا نتعب. لنتأمل أي بلد من بلداننا وسيبدو لنا واضحاً كيف سعى إلى أن يكون هدفاً للآخرين، وأقربها إلينا العراق وليبيا وسوريا واليمن وغيرها من بلداننا التي تسير وفقاً لآليات التحوّل إلى هدف!! اقرأ المزيد
سكرة الموت: غمرته وشدته. سكرة الكرسي كسكرة الموت ولا فرق بينهما في مجتمعاتنا, فالجالس على الكرسي لا يفصله عنه غير الموت, فما إن يجلس الشخص على الكرسي حتى يلتصق به ويُحوِّله إلى تابوت ينتهي فيه. وسكرة الكرسي تتمثل بما يأتي به من مغريات ومراسيم واهيات تجعل الشخص يتوهم بأنه ليس من البشر, وهذه تساهم بإطلاق نوازع النفس الأمّارة بالسوء والبغضاء, وتُبَلِّد الرأس وتعمي البصيرة وتجعل الشخص مأسوراً بالتصورات الهذيانية والتفاعلات العدوانية مع الآخرين من حوله فيتعفن في مكانه وتأكله آفات الأيام وهو كالمنوّم المخمور بالبهتان. اقرأ المزيد
السبب الجوهري لذهاب الأندلس وسقوطها هو التناحر الدامي بين أهلها في ممالك ودويلات محقت بعضها البعض، فجاءها المفترس الذي يتربص بها فأنهى وجودها بالكامل. وقد استمر ذلك التفاعل التآكلي لبضعة قرون، ولم يتحقق الانهيار في ليلة وضحاها، وإنما تواصل حتى بلغ ذروته بسقوط غرناطة في 1492. وما يحصل في بلاد العرب والمسلمين يجري على ذات المنوال الأندلسي، مما يعني أن الأحوال ستنتهي بهم إلى لقمة سائغة بأفواه المفترسين وهم كُثرُ. اقرأ المزيد
الحسين بن علي (ع) وفاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين وبنت الرسول الكريم (ص), أخوه الحسن (ع) ريحانة جده وثاني أئمة المسلمين الذي آثر حقنَ دمائهم ووحدة الدين على غيره من الرغبات والطموحات. الحسين الوضَّاء الطلعة، الزكي النفس والقلب, الطهور العريق النسب والأصول, تربى في كنف الرسول لمدة تسعة أعوام, وتوفت أمه وهو في العاشرة أو أقل من ذلك بقليل. وتوفى أبوه وهو في السادسة والثلاثين. وتوفى أخوه الحسن (ع) وهو في السادسة والأربعين. واستشهد وعمره يناهز السابعة والخمسين. وتولى الإمامة ما يقرب من أحد عشر عام. اقرأ المزيد
لكل زمان مبوقون ومعوقون، وتلك سنة الحياة وموازينها الفاعلة فيها منذ الأزل. فالضد يُظهِر حسنه أو قبحه الضد!! ولكل كرسيٍ مبوّق ومعوّق، فهناك جنود خير وجنود شرّ، ولهذه الجحافل ينتمي أصناف البشر بمسمياتهم وعناوينهم ودرجاتهم المعرفية. والتاريخ يحدثنا أن للكراسي فقهاء مبوّقون ومعوّقون، وينتصر المبوّقون على المعوّقين مادام الكرسي يتمتع بالقوة والسلطان، لكن المبوّقين يذهبون هباءً مع الكراسي التي تغيب وتغرق في بحار المظالم والمآثم والخطايا. ولا جديد في أمر تجاذب وتنافر بعض أقطاب الحياة مع الكراسي، فالمست اقرأ المزيد
التدمير الأفظع الذي يتعرض له الوجود العربي هو استهداف البنية العقلية التحتية للأجيال، وتحريرها من معين القوة والاقتدار والقابلية على الوقوف بوجه الأخطار. ولهذا تتعرض اللغة لهجمة عدوانية فتاكة، وكذلك التاريخ والدين، وبموجب هذا التواصل العداني الاقتلاعي لأسس الصيرورة العزيزة تتهاوى قلاع العرب ومعالم وجودهم الأصيل. والأفدح من ذلك أن أبناء الأمة هم الذين يقومون بدور الانقضاض على البُنى التحتية الفكرية والثقافية والقيمية والأخلاقية للأمة. اقرأ المزيد
ما أن زال غبار ما جرى في حرب الأيام الستة قبل نصف قرنٍ وثلاثة أعوام حتى طغت على الأسماع كلمة "نكسة" وصار المفكرون والمثقفون والإعلاميون والكتاب والشعراء وأصحاب الثقافة والقلم يتحدثون عن "النكسة"!! وكأن الأمم لم تخسر معارك ولم تنهزم في حروب إلا العرب، فهل قالت ألمانيا أنها أصيبت بنكسة بعد الحرب العالمية الثانية؟ وهل ذكرت ذلك فرنسا أو بريطانيا؟ لا توجد مثل هذه المسميات في مجتمعات الدنيا، لكنها منتشرة في مجتمعاتنا ويُهلِّل لها الكتاب والمثقفون والمفكرون ويأنسون بها، ولا تزال عقولنا وإبداعاتنا تتحدث عن "النكسة" بل اقرأ المزيد
الوجود العربي مستهدف برمته، وهذا ليس بالأمر الجديد، وإنما هو قائمٌ قبل سقوط الدولة العثمانية بعدة قرون، فالعرب هم الأمة الوحيدة في تاريخ البشرية التي تمكنت بدينها أن تبني حضارة متواصلة بدولة قوية حتى نهاية الحرب العالمية الأولى. ومن يتتبع التاريخ يكتشف أن التوجهات التنويرية التحديثية النهضوية في زمن محمد علي والخديوي إسماعيل في مصر تم الإجهاز عليها، وكذلك المشروع الذي انطلقت به ثورة مصر بعد سقوط الملكية، وتواصل الانقضاض على إرادة الأمة وبكثافة غير مسبوقة في العقود الأخيرة من القرن العشرين وتفاقمت في القرن الحادي والعشرين. اقرأ المزيد
"وما نيل المطالب بالتمني......ولكن تؤخذ الدنيا غِلابا" التمني عاهة أسطورية فتاكة مقيمة في وعينا الجمعي، وتوهمنا بأننا نحقق ما نريده بموجبها ووفقاً لمقتضيات وطاقات التمني القابعة في دياجير رؤانا. فديدننا التمزق والتناحر والتصارع والتبعية وتجاهل المصالح الوطنية بأنوعها، لأن الوطن حالة لا وجود لها في أذهاننا. فالمقسم يُقسم، والضعيف يزداد ضعفاً، والنيران تتأجج، والتناحر يتنامى، والوجيع في ذروته القصوى، فالعربي يقتل العربي، والمسلم يقتل المسلم، وأبناء الوطن الواحد يتذابحون وينكل بعضهم ببعض. اقرأ المزيد






