من الصعب أحيانا تعريف ما هو الطبيعي والغير طبيعي في حياة الإنسان ومسيرته منذ الطفولة وإلى ما بعد البلوغ. خلال هذه المسيرة والظروف الطبيعية يكتشف الإنسان ذاته ويتوقع الجميع منه مواجهة التحديات وتطوير نفسه العقد بعد والآخر وأحيانا وفي يومنا هذا العام بعد الآخر. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه دوماً: ما هو الطبيعي؟ ما هي الظروف الطبيعية؟ ما هي الطفولة الطبيعية؟ يجيب البعض بأن ما هو طبيعي هو توفر اقرأ المزيد
الأرض كائن حي، وأوطانها حَيَّة خالدة فيها، وتُمَثِّل علامتها الفارقة وهَوِيَّتها المتميزة. فالأرض لا تُضَحِّي بأوطنها كما يَتَوَهَّمُ خَلْقُها. الأرض تصنع أوطانها جغرافيًّا وتاريخيًّا وخلقيًّا. وقد يقول قائل أنها حالات تم تقسيمها من قبل إرادات بشرية، لكن هذا التقسيم ناجم عن مؤثرات جغرافية وتاريخية وديمُغْرَافِيَّة تفرض على المُقَسِّم وجودها وشكلها الذي يميزها عن غيرها. فأشكال الأوطان غير متشابهة، ومحكومَة بعوامل متنوعة أَوْجَبَت شكلها. وبموجب ذلك فَلِلْأوطان إرادات لا نُبْصِرُها، وتَوَاصُلات مع خَلْقِها الذين يتفاعلون مع تُرَابِها، اقرأ المزيد
التَّمَتْرُس في الماضي نِقْمَة لأنَّه يَدُلُّ على أن الحاضر فاقِد لِمُقَوِّمات الحياة، وتَنَامَت فيه الشرور والآفات، مِمَّا دَعَى الناس إلى الانْدِحار في ماضيها والرُّكُون إلى المُسَلَّمَات. أيَّ أن الحاضر يُعَطِّل عقلها، ويَنْهَرُ فِكْرَها، ويَعْتَقِلُها في سجون الوَيْلَات والتَّدَاعِيَات. وهذا ما يَسُود المجتمعات التي تَكْتَظُّ وسائل تواصلها بِصِوَرِ الماضي المُتَقَدِّم على حاضرها، وتَضُع مُقارَنَات بينهما. الماضي أجمل وأَرْوَع وفيه إنجازات، والحاضر اقرأ المزيد
وَصَلَتني رسالتان تُمَثِّلًان نَمَطِيَّة التفكير السائدة في واقعنا، والمساهمة في صناعة وتَثْمِير الوَيْلات والتَّدَاعِيَات. أُولَهُما تتَحَدَّث عن أنَّ الدِوَل الأوربية في بَدِايَة القرن العشرين اجتمع قادتها بقيادة بريطانيا العُظْمَى آنذاك، وهدف الاجتماع هو الإجابة على سؤال كيف نبقى في القمة والقوة، وكان الجواب أن نُهَيْمِن على المنطقة العربية لِمَا فيها من ثروات وخصائص استراتيجية بواسِطَتِها نَتَحَكَّم بالعالم. وتَمَخَّض الاجتماع عن خطة كان أَوَّلُها تَحْرِير المنطقة اقرأ المزيد
تلا تُوجَد قُوَّة عادَت أُمَّة العرب إلَّا وأَصَابَتْها الهَزَائِم النَّكْرَاء. وتلك حقيقة تُؤَكِّدها مَسِيرَات التاريخ وأحداثه وما حصل فيه من صَوَلَات وهَجَمَات هَمَجِيَّة على حِيَاضِها ومُدُنِها ذَاتَ الأَنْوَار المَعْرِفِيَّة والعلمية الباهرة. أُمُّتْنَا حَيَّة مُتَحَدِّيَة صَامِدَة صَابِرَة مؤمنة بِكَيْنُونَتِها الخَالِدَة ورسالتها الظَّافِرَة الوَاعِدَة. الأمة تُنْتَصِر دَوْمًا، ولن تنهزم أبدًا، فهذا دَيْدَنُها منذ الأزل، ومَسَارُها مستقيم مُؤيَّد بإرادة السماء وطاقات الأرض ورُوحِها الدَّفَّاقَة بالخيرات. إنَّها أمة الفضائل والأنوار والمُعْطَيَات الإبداعية الأصيلة التي اقرأ المزيد
أُمَّتُنا تَكْون، وإرادة "أَكُون" عندما تَتَجَلَّى في رُبُوعها، فإنَّها كائِنَة لا مَحَالة. والأمم التي تكوَّنت أقَلَّ من قدراتها وطاقاتها، لكنها صمَّمَت على أن تكون وتتأَكَّد في عصر الكينونة الإبداعية الابتكارية المُتَجَدِّدَة. ومن الغريب أن يستَمِرَّ مُفَكِّرُو الأُمَّة على ذات النَّهْج الذي سَلَكُوه منذ منتصف القرن التاسع عشر، وخُلاصَتُه التَّقْلِيل من شأن الأمة وتأكيد قُعُودْها وعجزها وتأخرها ودُونِيِّتَها، وما قدَّمُوا مِنْهَاجَ نهوض حضاري يتَوَافَق وعناصرها الجوهرية المُتَوَقِّدَة. وتَجَدُنا اليَوْمَ أَمَام طابور من المُفَكِّرِين والأكادِيمِيِّين الذين يَحُطُّون من قيمة الأمة ويَنْفُون دورها وقدرتها على التواصل مع عصرها وبناء وجودها الإنساني القويم. اقرأ المزيد
في العادة، نُسلم لك أيها الطبيب أجسادَنا، لكي تتفحصها، فتُشخِّص عللَها وتنفحنا بالعلاج الناجع، فهل لك أن تُسلِمنا هذه المرة عقلَك وروحَك، فتسمع منَّا ما عساه يشخِّص عللَك، وربما ظفرت ببعض العلاج الناجع أيضاً؟. في هذا النص الصغير، سأرص جملة من الملاحظات التراكمية حيالك أنت أيها الطبيب، من جهة تكوينك النفسي والعلمي والمجتمعي، ومن جهة أنماط تفكيرك ومشاعرك وسلوكك. هذه الملاحظات هي خليط، فبعضها ينتمي لذخائري التراكمية الخاصة، وبعضها الآخر استقيتها من جملة من الأصدقاء الذين راكموا ملاحظات جديرة، و اقرأ المزيد
المِصْر: الحَدُّ في كل شيء، أو الحد في الأرض خاصةً، وتأتي بمعنى الحاجز بين الشيئين... ومصر: المدينة التي تتميَّز عَمَّا حولها من البوادي، وهي الوطن الذي يعيش فيه المِصْرِيُّون... ومَصَّروا المكان تمصيرًا: جعلوه مِصْرًا فتَمَصَّر... ويُفْهَمُ من ذلك أنها تعني المدينة المعاصرة ذات الملامح الحضارية المتميزة، والتَّمَدُّن والقوة والثقافة الواسعة... ووفقًا لهذا أنشأ الخليفة عمر بن الخطاب المِصران (البصرة والكوفة)، وهما الأَمْصَار، أي المدن الحضارية المعاصرة لزمانها. اقرأ المزيد
الواقع السُلُوكِيِّ البشري لا يُسانِد ما يُسَمَّى "حوار الأديان"، فالأديان وُجِدَت على أن كلًّا منها يرى أنه الدين الأَقْوَم، ولا يُوجَد دين يَعْتَرِفُ بدين آخر غيره، ويَشُذُّ عن ذلك الإسلام الذي يعترف بديانات كِتَابِيًّة أخرى غيره (وهي لا تعترف به). الأديان تتقاتل ولا تتحاور، وتاريخها يُؤَكِّد ذلك ويَدْعَمُه بحوادث مَرِيرَة وقاسية، بل في الدين الواحد يتقاتل فيما بينهم المُنْتَمُون إليه، فأينما ذُكِرَ الدِّين حَضَر سفك الدماء!. فهل وجدتم دينًا يعترف بدينٍ غيره؟! وهل يمكنكم أن تأتوا بِمَثَل لعقيدة ما تعترف بغيرها وتتحاور معها اقرأ المزيد
عاشت أجيال الأمة أكثر من قرن من التَّضْليل والإمعان بالقول بأن تراث الأمة هو ذلك الصِّراع الدَّامِي المُتَوَاصِل حول الكراسي، والذي تم الاستثمار فيه وإلصاق الدين به حتى أَوْهَمُوا الأجيال بأن الأمة ذات تراث مَشِين. ولَعِب المُفَكِّرون دورهم في التركيز على الصراعات، وانطلقوا بصياغة مفاهيم مُؤَدْلَجَة: كالتراث والمُعاصَرَة والدين والتراث وغيرها من الطُّروحات التي تُعادِي الأمة في جوهرها. وعندما نتأمَّل ما كُتِب عن تراث الأمة سيَتَبَيَّن أن الوجه المشرق للتراث مُغَيَّب ولم يُكتبْ عنه إلا القليل النادر، وبنشاطات فردية لبعض أبنائها الغَيَارَى، أمَّا معظم اقرأ المزيد





