مساء الخير عليكم
أنا مخطوبة عن حب. بعد الخطوبة، حصل على وظيفة في قطاع النفط، وهو أمر رائع بالطبع، لكنني لم أتخيل أبدًا أن حياته ستكون هكذا، مع سفر مستمر. قد يبقى هناك شهرًا ولا يعود إلا ليوم واحد، وأحيانًا لا يعود أبدًا.
إضافةً إلى ذلك، حتى التواصل عبر الهاتف صعبٌ لانقطاع الإشارة في معظم الأوقات. لا أشعر بالخطوبة أو أي شيء على الإطلاق، وهذا بالتأكيد أثر على مشاعري وعلاقتنا. نتحدث أقل بكثير، وللأسف، تسللت برودةٌ ما رغمًا عنا.
لا أعرف ماذا أفعل. أشعر وكأن هذا الوضع فُرض عليّ، وهو يُعطيني شيئًا مقابل شيء آخر، ربما لتوفير المال. لكن بصراحة، هذا التبادل صعبٌ للغاية، ولأنني أحبه، لا أستطيع اتخاذ قرار. عقلي يُخبرني أن هذه ليست حياة، ولن أكون سعيدة بعد الزواج لأنه لا توجد حياة على الإطلاق. لكن مشاعري تُصعّب الأمر على..." أنا أتخذ قرارًا، وكل شيء... شيء ما.
المشكلة هي أنني متعلقة جدًا بأمي، وبقدر سعادتي بالعيش معها في غيابه، إلا أن عقلي يُخبرني، لا قدر الله، ماذا كنت سأفعل لو لم تكن في حياتي؟ سأكون وحيدة في كل شيء.
أخشى أنني أكون غير واقعية لأني لم أجربه، وأخشى أن أضيع فرصة عظيمة لأن جميع صديقاتي المتزوجات يقولون لي
إنها مسؤولية وكلهم نفسهم الزوج يسافر لأجل الحصول على دخل أكبر.
23/11/2025
رد المستشار
أهلا وسهلا بك "رنين" ونرجوا أن نكون عونا لك، تعالي نحاول نناقش مشكلتك من خلال الأسلوب العلمي لحل المشكلات من خلال وصف المشكلة أولا وهي أنك تحبين شخصاً مخطوبة له يعمل ببلد آخر ويعود إجازات والتواصل بينكما شبة مقطوع وتخشين من الوحدة وخاصة بعد الزواج.
ولو انتقلنا إلى العوامل التي أدت لهذا سنجد هناك عوامل لا يمكن على الأقل خلال هذه الفترة التدخل فيها وهو طبيعة عمل خطيبك وأنه مجبر على الالتزام بهذا وعوامل أخرى يمكن التعامل معها منها:
عوامل شخصية Personality Factors
قد يكون لديك حساسية انفعالية عالية مع شعور قوي بالأمان مع الأسرة، خصوصًا الأم، هذا يجعل العلاقات العاطفية ذات تواصل مستمر مهمة جدًا لك والبعد أو الانقطاع في التواصل يهدد إحساسك بالاستقرار العاطفي. فالعلاقة الحقيقية عندك هي (وجود / حضور / مشاركة) وليس مجرد ارتباط اسمي.
- رسالتك قد تعكس ميول اعتمادية خفيفة Dependency traits تمثلت في الخوف من الوحدة والشعور بأن الحياة أصعب بدون وجود شخص قريب والحاجة لشريك حاضر وليس شريك غائب مع صعوبة اتخاذ قرار عندما يختلط الحب بالخوف من المستقبل. كما تشير رسالتك إلى تفكير عقلاني بدون إندفاع وهذا واضح من: مراجعة قرارك والتفكير في سيناريو الزواج الطويل ووعيك بأن المشاعر وحدها لا تكفي.
- ولو تطرقنا إلى العوامل النفسية سنرى أن لديك صراع بين الاحتياج العاطفي والواقع:
بين احتياجك لشريك حاضرمتاح، يشاركك اليوميات وواقع يعكس شريك غائب، تواصل محدود، قلة مشاركة. وهذا يؤدي إلى: فتور وغياب الإحساس بأنك مخطوبة وخوف من أن يصبح الزواج نسخة مستمرة مما تعيشينه الآن.
لديك خوف من الندم واتخاذ القرار: لو تركته، هل أكون قد أضعت فرصة؟ لو أكملت، هل سأعيش وحدي 90% من الوقت؟ وهذا ليس ترددًا بل حوار داخلي صادق بين العقل والقلب.
التعلق بالأم :فالخوف من فقدانها والاعتماد عليها كبديل عن وجود الشريك مع القلق من الوحدة المستقبلية وهذا يجعل الارتباط بشخص دائم السفر أكثر تهديدًا لك من الطبيعي.
- ولو تطرقنا إلى العوامل الاجتماعية فقد ترين نفسك في مقارنة مع صديقاتك فهن يتحدثن عن الجانب المادي للعاملين في البترول مثلا بينما أنتِ تتحدثين عن جانب عاطفي نفسي فاحتياجاتك مختلفة عن احتياجاتهن وبيئة كل واحدة منهن مختلفة تمامًا
- توقعاتك الكلاسيكية عن الزواج: أنت تريدين شريكا موجودا وحياة مشتركة وتواصلا يوميا ودفئا منزليا بينما الواقع المقترح لك عبارة عن حياة لوحدك لفترات وزوج يعمل بعيدًا (أيام أو أسابيع) وتواصل غير منتظم مع أعباء عاطفية عليك وحدك.
- لو حاولنا أن نرى مشكلتك بشكل مختلف سنرى المشكلة ليست في شغله أو السفر أو أنه لا يحبك، لكن في عدم توافق الاحتياجات فاحتياجك (شريك متاح عاطفيًا). والمتاح شريك غير متاح جسديًا ولا عاطفيًا بسبب طبيعة العمل. وهذا يؤدي دائمًا إلى فتور، حتى لو كان الحب موجودًا.
هل علاقتكما قابلة للاستمرار؟ العلاقة يمكن أن تستمر فقط إذا:
هو مستعد لتعديل نمط حياته مستقبلًا مثل: النقل لمدينة قريبة أو طلب عمل داخلي بعد الزواج أو نظام شغل أقل سفرًا أو التزام بتعويض وقت البعد من خلال الاهتمام بك وقت العودة.
كما يجب أن تكوني مستعدة لتحمل نموذج زواج قائم على البعد الجزئي فإذا لم يتحقق أحد هذين الشرطين، العلاقة ستُنهكك نفسيًا على المدى الطويل.
التوصيات
جلسة مصارحة هادئة معه ليست جلسة لوم، بل تقييم علاقة تحدثي عن احتياجاتك العاطفية، وتأثير غيابه عليك ومخاوفك من المستقبل وأنك تريدين أن تفهمي شكل الحياة بعد الزواج، ومعرفة هل يمكنه تعديل طبيعة عمله مستقبلًا؟ هل السفر مؤقت أم دائم؟ ما نسبته الواقعية لتغيّر وضعه؟ هل يمكن أن يقضي إجازاته معك باستمرار؟
ضعي سيناريوهات مستقبلية واقعية
اكتبي ورقة فيها: الحياة معه كما هي الآن بعد الزواج: نوم وحدك أغلب الوقت ومسؤوليات كاملة عليك وحضور زوجي قليل واتصال غير منتظم. ومواصفات الحياة لو انفصلتما.
معالجة التعلق بالأم ليس لأن التعلق خطأ، بل لأن الحياة تحتاج إلى بناء استقلال نفسي تدريجي والاعتماد على النفس ودائرة دعم متنوعة وتطوير القدرة على التكيف مع الوحدة الصحية وليس الوحدة المؤلمة.
تجنّبي اتخاذ القرار تحت ضغط احتياجاتك ليست خطأ، ولا يجب أن تتشبهي بأحد.
اعملي تقييما للعلاقة معتمدة على عناصر منها تقييم مدى توافقكما العاطفي والاجتماعي والشخصي . قدرتك على التأقلم مع الوحدة . قدرته على تغيير عمله .
في النهاية ما تمرّين به طبيعي جدًا، وهو ليس ضعفًا ولا خوفًا بل هو وعي عميق بأن الزواج حياة يومية وليست مجرد مشاعر.
تابعيناواقرئي أيضًا:
خطيبي وأنا عملي وعاطفية
خطيبي جاف ولا يهتم بي... ماذا أفعل؟
زوجي في الزواج: عضو في نادي..
بعد الزواج: أنا وزوجي فقط في الفراش!
الزوج المسافر(1-4)