العرب لا ينتمون للتَّأخُّر ولا للتَّخَلُّف، وهم موجودون وفاعلون ومتفاعلون، وتَسُودُهم السلبية والعدوانية التَّصارُعِيَّة التي تستنزف طاقاتهم وتُبَعْثِر جهودهم وتُكَبِّلُهُم في متاهات ضارة ومُتعَارِضَة مع حاضرهم ومستقبلهم. فالمطلوب من نُخَبِهِم ومُفَكِّرِيهم وكُتَّابِهم التَّنوِيرِيِّين إلغاء مصطلحي التأخر والتخلف، والاقتراب من الحالة العربية بأسلوب جديد يساهم في إضعاف عناصر الصراع والعداء، وتأمين الظروف الموضوعية للتواصلات التعاونية الأخوية النافعة للجميع. اقرأ المزيد
النانوتكنولوجي هو المستقبل الذي سيهيمن على ما تبقى من القرن الحادي والعشرين, هذا العلم المرعب المطلق الوهاج بدأ بمحاضرة بعنوان "هناك فضاء واسع في القاع" للفيزيائي الألمعي "رجارد فين مَن" بتأريخ (29\11\1959). وخلاصتها أن الصغير يستوعب الكبير, وكل كبير مهما تمادى في حجمه يمكن احتواءه في أصغر ما يمكن. فالجُرم الأكبر من الأكبر ينطوي في الجُرم الأصغر من الأصغر, ومن هنا فإن ضغط المعارف والمعلومات يتواصل, في مسيرة الوصول إلى إليكترونات فردية تحمل اقرأ المزيد
العالم يتحرك وفقا لقوانين كونية تتحكم بالحياة الأرضية, ولا يمكن لسلوك أرضي أن ينجو من سطوة القانون الكوني الفاعل فينا, وما يجري فوق التراب من ظلم وقهر لا يتوافق والقوانين والمعادلات الكونية الضابطة لديمومة الحياة وسرمدية البقاء. وهذا يعني, أي انحرافٍ عن المسار المحسوب ستترتب عليه نتائج متوازنة معه لتعيد الحركة إلى نصابها والانسجام إلى طبعه. وفي الأرض آثام وخطايا, تتكفل العدالة الإلهية بتقيمها والقصاص من الظالمين فيها, ويأخذ كل ذي حق حقه مهما توهم الباغون, وامتلكوا من مفردات القوة والاقتدار اقرأ المزيد
من أخطر أعداء الوجود البشري على مر العصور, الغلاة الذين يدّعون الدين, وهم به من أجهل الجاهلين. وحقيقة ما يقومون به تعبير وقح عن أمّارة السوء المفلوتة في دنياهم, التي تأخذهم إلى سوء المصير. فهم وحوش ضارية, تتكاثر في زمن انكسار الأمم والشعوب, وإن أصبحت ذات قوة فإنها تذيق الناس علقم الحياة. ولو درسناها لوجدناها تقوم بذات السلوك, وتكرره منذ انطلاقها فوق التراب. وهي ليست خاصة بدين, بل مستشرية بجميع الأديان والعقائد, والمدارس والمذاهب والجماعات, التي تتمسك بما تسميه دين. اقرأ المزيد
هل من المعقول والمقبول أن يعجز أحفاد إبن الهيثم عن ابتكار الخلايا الضوئية, وتحويل الطاقة الشمسية الوفيرة إلى كهرباء, وغيرها من أنواع الطاقات الأخرى؟!! فالطاقة يمكنها أن تكون في صيرورات متنوعة للاستخدامات اليومية. أحفاد إبن الهيثم لا يعرفون مهارات التفاعل مع الضوء, ويجهلون الاستثمار في أشعة الشمس, التي سبقهم إلى تحويلها لكهرباء مجتمعات يعزّ فيها شروق الشمس. أحفاد الأنوار العلمية اقرأ المزيد
البشرية مَرَّت بمراحل تَنَوَّعت فيها الحروب من القوة البشرية إلى النَّارِيَّة، فالجَوِّيَّة، ومن ثَمَّ النفسية بعد أن تطوَّرَت النظريات واكتشفنا خفايا النفوس وما يتحكم بالأدمغة من آليات ذات تأثيرات سلوكية واضحة وفادِحَة. وتَجِدُنا اليوم _خصوصًا بعد أن تطًوَّرت وسائل التواصل والاتَّصال_ أمام حُرُوبٍ مُرَوِّعَة ذات نتائج تَدْمِيرِيَّة كبيرة وبخسائر قليلة، وخلاصتها التركيز على الإعلام الفاقد للضمير، وتعزيز الأكاذيب وتطويرها لِتَطْمِس الحقائق وتَدُوسَها. وبمُوجَبِهَا يتمُّ استهداف أيَّ نشاط والوصول إلى الهدف بسهولة غير مسبوقة، وذلك اقرأ المزيد
تتحكم بالوجود العربي عبر العصور ثُلاثِيَّة التَّبَعِيَّة والخيانة والخُنُوع. ولا تَخْلُو مرحلة من تأثيراتها ونتائجها المُتَحَكِّمة بالمصير. فمنذ بدايات دولة الَعَرب وهم في مِحْنَة بِناء نظام حكم مُسَتقِر، وقد فَشِلوا من أَوَّلِهم إلى آخرهم! وما تُعانِيهِ الأجيال نَاجِم عن الفشل المُرَوِّع في وَضْعِ الأُسُس الإنسانية الدستورية الكفيلة بتأكيد الاستقرار والاستمرار لنظام حكم رشيد. فخُلَاصَة الحُكم هي الفردية والطَّاغُوتِيَّة، ومَن يتَمَكَّن من الكرسي إلى حينٍ يُوَظِّفُ هَوَاه ويرى أنه الأدرى والأعلم والأقوى والذي يُمَثِّلُ إرادة الرَّبِّ بِعِبَادِه، اقرأ المزيد
سُلوكِيَّاتنا التي تنتهي إلى نتيجة بلا فائدة تتَكَرَّر في حياتنا، ولا نتعَلَّم منها ونتجاوزها، بل نُمْعِنُ بإعادة العمل بها وبإصرار عَبَثِي مُرَوِّع. فالذي تشترك به تفاعلاتنا بأنواعها هو العَبَثِيَّة: علاقاتنا، معارِكُنا، خِطَابَاتُنا، كتابَاتُنا، وما نَرَاه ونَتَصَوَّرُه من إنتاج العَبَثِيَّة الفاعلة فينا. لو تصَفَّحنا مَسِيرَتَنا منذ نهاية القرن التاسع عشر إلى اليوم فلن نَسْتَخْلِصَ منها إلَّا العَبَث كَقَاسِم مُشتَرك وفاعل مُهَيْمِن ومُدَبِّر لِمَآلَاتها. اقرأ المزيد
المُفَكِّرون العرب ومنذ منتصف القرن التاسع عشر انشغلوا بالتَّنْظِير وطَرْح المشاريع التي ما تَفَاعَلَت مع الواقع ولا أَثَّرَت فيه. ولا يزالون يتَحَرَّكُون على ذات السِّكَّة التي ما أوصلت إلى مَحَطَّة حضارية ذات مَقَام مُعاصِر وأصيل. ففشلوا في صناعة التَّيَّار الثقافي والمعرفي اللازم للتغيير، وبَقِيَت مشاريعهم ونظرياتهم طَيَّ كُتُبِهِم التي لا تعرفها الجماهير لأنها مكتوبة بأساليب أكاديمية جَافَّة ولُغَة مُعَقَّدَة وآليات تَنْفِيرِيَّة تُبعِدُ القارئ عنها وتُشَجِّعُه على نَبْذِها. إن التغيُّرَات الكبيرة في مسيرات الشعوب تَسْبِقُه اقرأ المزيد
قبل سنوات طَرَحت هذه الفكرة بعد أن تَبَيَّن أن الصِّينِيِّين تمَكَّنُوا من شَقّ نهر مُوازِي لأحد أَنْهَارِهم، وبالاتجاه المعاكس. أي أنَّهم لم يسمحوا لِنَهْرِهم أن يَصُبَّ مِيَاهَهُ في البحر أو المحيط، وإنما تتواصل بتَدَفُّقِها في نهرٍ مُوازٍ له وبالاتجاه الآخر. هل يَصعُب على المصريين والسُّودَانِيِّين شَقّ نهر يوازي نهر النيل ويحافظ على نعمة الماء بدلًا من هَدْرها في البحر؟ الجواب: إذا توفرت الإرادة اقرأ المزيد






