القُوَّة في العلم، وطلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، ولكي تكون الأمة وتُحَقِّقَ جَوهرها الحضاري عليها بالعلم؛ فهو الذي سيُنقِذُها من الضعف والضَّلال والبُهتان. على الأُمَّة أن تتفَكَّر وتتَدَبَّر وتتَعَقَّل وتُبصِر بعيون العقل لِكَي تكون، فالأجيال تُبَدِّد طاقاتها وقدراتها في مُطارَدِة خيوط دُخَان، وتستهلك ما عندها من القابِلِيَّات في كان وكان، وقال فلان وذَكَر عِلَّان. على الأُمَّة أن تَصْحُو من هذا الغثيان، وتَمْضِي في دُرُوب العلم بخطوات ثابتة وإيمان راسِخ بِكَيْنُونَة مُتَنَوِّرَة أصيلة العناصر والمفردات. اقرأ المزيد
وسائل الإعلام لا تنظر للأحداث بمِنظَار مُحايِد ونَزِيه، فلُكُلٍّ منها رؤيته وأجندته المُتَّصِلَة بمصادر التمويل والامتلاك، فوسائل الإعلام الطَّاغية تفتَقِد للموضوعية في بعض الأحيان، وتُسَلِّط مَوَاقفها المعروفة والمَحسُوبَة مُسبقًا على ما يحصل من تطَوُّرات في الدنيا كل يوم، ويمكن معرفة الموقف قبل التصريح به. وما يجري من أحداث مأساوية مُروِّعَة تقترب منها بعين واحدة ولا تريد النَّظر إليها بعينين واسعتين لِتَرَى الصورة بوضوح وجَلَاء. والسَّائد أن البشر يُمكِن تَقسِيمه إلى أرقام وبشر ذي مقام، وتُنَزع صفة الآدمية من مجموعة اقرأ المزيد
العديد من الأضاليل والافتراءات السَّارِيَة في الوعي الجمعي على أنَّها حقائق ووقائع حصلت، ما هي إلَّا من نسيج الخيال وإبداع المُغرِضِين المُعَبِّرين عن إرادة السوء التي فيهم، لكنَّها دُوِّنَت في زَمَن عَزَّ فيه التدوين، واعتُمِدَت وتكَرَّرت فتَرَسَّخَت، وما عاد من السَّهْل زَحْزَحَتها من مكاناتها وأدوارها الفاعلة في سلوك الأجيال، ذلك أنَّها أكاذيب ذات طاقات انفعالية تُعَزِّزُها إرادات عاطفية وتمنع عنها أنوار العقل، ولا تسمح بطرح سؤال حولها أو النَّظَر إليها بعيون المنهج العلمي السليم. اقرأ المزيد
الغُثاث من الغَثِيثَة، وهي الفساد في العقل. الغثيث: لا خير فيه. أُمَّتُنا غنية بتراثها، وربما من أغنى الأمم، ولا يزال تُرَاثُها مَحجُوبًا عن قصد أو غيره، وتَحفِلُ مخازن متاحف الدنيا بآلاف المَخطُوطات العربية الممنوعة من رؤية النور. وأبناء الأُمَّة الأَجْهَل بتراثها وما سَطَّرَهُ أَفْذَاذُها من إِبداعٍ أَثِيل. وبسبب الجهل الفاعل في العقول والنفوس تَوَّهَمت الأجيال المُعاصِرَة بأنَّها تأتي بجديد، وهناك الأفضل منه والمُتَقَدِّم عليه في تُراثِها المَطْمُور. والسبب الأساسي في حَجْبِ تراث الأمة عن أجيالها هو تَرسِيخ مناهج التَّبَعِيَّة اقرأ المزيد
المجتمعات البشرِيَّة المُعاصِرَة تُفكِّر بأجيالها القادمة، وتَحسِبُ ألف حسابٍ لكل خطوة تُقدِمُ عليها لأنَّها تُريد أن تُؤمِّن حياةً أفضل لهم، وتُوفِّر الفرص بأنواعها لاستثمار طاقاتهم لِمَا يُحَقِّق تَطَلُّعات تُواكِب الأجيال المُتَوَافِدَة. وفي مجتمعاتنا تَنتَفِي ثقافة تَراصُف الأجيال والاهتمام بمستقبلهم، ويتسَيّد التَّصارُع والأنانية والانتقام والتَّنافُس ما بين الأجيال، ويا لَيْتَهُ تنافُسًا إيجابيًّا، لكنه عُدواني أليم أثيم. فالأجيال السابقة ربما عاشت في ظروف أفضل من الأجيال اللاحقة، لأنَّ تلك الأجيال لِأَنَانِيّتها ومَحدُودِية رؤيتها لم تُفكِّر بأحوال الأجيال القادمة وما عليها أن تفعله لخدمتهم، بل إنَّها تجتهد في القضاء عليهم ودَفْعِهِم إلى حروب ومعارك عَبَثِيَّة داخلية وخارجية اقرأ المزيد
البشر يَمِيلُ لِتَحْرِيف المعارف وتَطوِيعِها لتَخْدِم أهواءه وتَطَلُّعاتَه مهما كانت غير مُتوَافِقَة مع إرادة الحياة. وبسبب هذا المَيْل الغَرِيزي تعَدَّدت الروايات حول موضوع واحد، وتناقَضَت وِفقًا للفترة التي تُروَى بها، فكلٌّ يُغَنِّي على لَيْلَاه، والحقيقة مَطْمُورَة في الغَثِيث المُتناثِر في دروب الأجيال. ولهذا فالاعتماد على ما ورد في كتب التاريخ (مهما اقتنعنا بمصداقِيَّتِه) فلن نقتَرِب من الحقيقة، وإنَّما سنستنتج ما يُوحِي برأي أكثر مَعقُولِيَّة من غيره وحسب، أي أن ما نتوَصَّل إليه اقرأ المزيد
العرب لم يكتشفوا أنفسهم، وإنَّما الأجانب اكتشفوهم وأعلموهم بأنَّ لديهم تأريخ حضاري عليهم أن يعرفوه! الحضارات القديمة في وادي الرافدين والنيل لم يكتشفها العرب، بل المُستَشْرِقُون الذين غامروا بحياتهم وجاؤا إلى دِيَارِنا وخَيَّموا في أماكن نخشى أن نَصِلَ إليها، ونقَّبُوا وبحثوا ودرسوا وأثبتوا أن لِلعَرَب حضارات عريقة ولولاهم ما عرفنا شيئًا عن تاريخنا القديم. لقد فكُّوا رموز اللغة الهيروغليفية والمِسْمَارِيَّة، وعلَّمُونا اقرأ المزيد
في مجتمعات الدنيا التي نَصِفُها بما يَحلُو لنا من الأوصاف السلبية، هناك بنوك للطعام مُنتَشِرَة في مُدُنِها لتزويد الفقير بالطعام المجاني طِيلَة أيام السنة. وفي مجتمعاتنا المُتَدَيِّنَة الرحيمة الرؤوفة العَطُوفَة ربما لا يوجد بنك واحد في أي مدينة من مُدُنِنا. وتَجِدُنا في شهر رمضان نَتَبَجَّح بِسَلَّة الطعام التي نُوَزّعُها على المحتاجين، وكأنَّنا نقوم بِعَمَل بُطُولِي وإنجاز إنساني خارق، وبمنّية على أبناء الوطن المنكوبين اقرأ المزيد
رَكِبتُ البلدان بِعُقول أبنائها. وقيمة أيّ بلد تتناسب طردِيًّا معها. وكُلَّما تفاعلت العقول تقدَّمت البلدان وتحقَّق مُرَادُها المأمول. هذه معادلة حضارية ذات نتائج معلومة ومُؤكَّدة، لكنها لا تنطبق على كافة الشعوب والبلدان، فهناك بلدان مُتَّخِمَة بالثَّراء العقلي والمادي وهي أتعس البلدان، وأهلها تهجرها وتكره العيش فيها مهما عانت في غيرها من الأوطان. وهي حالة مُحَيِّرَة تستوجب تفعيل الأذهان! الوعاء قد يَلْفِظُ ما فيه أو يَتَقَيَّأه لعدم مُوَاءَمَتِه له، فالماء مثلا يمكنه أن يكون في أي وعاء، لكن السوائل الأخرى ربما تحتاج لِأَوْعِيَة خاصة لأنَّها إن لم توضع في الوعاء المُتَوَافِق معها فستأكل ذلك الوعاء، فالخَلُّ مثلًا أو الكحول اقرأ المزيد
رَكِبتُ أنواع القطارات في الصين واليابان، وقِطارًا من القاهرة إلى الإسكندرية، فوجدت الفرق بين الحالتين، وذَكَّرَني بقطار بغداد – الموصل الذي لا تتجاوز سرعته الخمسين كيلومترًا في الساعة في أحسن الأحوال، ويُصاب بأًعْطالٍ في منتصف الطريق، مِمَّا يَضْطَرُّنا لمغادرته والوقوف في الشارع تحت رحمة أصحاب الباصَات الذين يَرْأَفُون بحالنا ويسمحون لنا بالوقوف بين الركاب. ولا أذكر أنَّه قد خَرَج عن السكة ذات يوم، ربما لأنه بطيئ الحركة. وفي بعض دولنا اقرأ المزيد






