الفكرة جَوْهَرُ الكَيْنُونات والمَوْجُودات الكَوْنِيَّة من أَصْغَرِها لِأَكْبَرِها، فَمَا في الوجود يُولَدُ كَفِكْرَة يتَحَقَّق التعبير عنها بآلِيَّات مُتوَافِقَة مع قدرات مَنْ امْتَلَكَها أو تمَكَّنَت منه وسَخَّرَتْهُ لِغَايَاتِها والتعبير عن رسالتها. وفي عالمنا الفَرْدِي والجَمْعِي، الفكرة تَحْكُمُنا وتستخدمنا وتُؤَهِّلُنا للوصول إلى غاياتها وإنجاز أهدافها. وأَكْثَرُنا يَعْجَزُ عن استيعاب الفكرة، اقرأ المزيد
الأحزاب دِينُها الكرسي، ولا دِينَ لِحِزْبٍ سِوَاه. والقَوْلُ بالأحزاب الدينية ضَحِكٌ على الذُّقُون، فَرَبْطُ الدين بأيِّ حِزْبٍ لا يتَوَافَقُ والواقع. فهَلْ وَجَدْتُم حِزْبًا دِينِيًّا عَبَّر عن الدين الذي يَدَّعِيه وهو في السلطة؟ إنَّ الكُرسِي يُجَرِّدُ الأحزاب من مُحتَوَاها، ويفرض إرادته عليها، ويَمْتَهِنُها ويَسْتَعْبِدُها، ويمنعها من التعبير العَمَلِي اقرأ المزيد
الشباب المُتَوَثِّب نحو المستقبل عليه أن يتَزَوَّد بالعلم، ويتَعَلَّم مهارات التعبير المادِّي عن الأفكار؛ فبِدُون هذه القدرة العلمية لن يُنجِزَ إرادته، ولن يُحَقِّق تَطَلُّعاتِه. فلا بُدَّ للعلم أن يكون قائدًا وفاعِلًا في حياة الشباب الطَّامِح إلى الأفضل والأقدر؛ فالمستقبل يصنعه العلم، والشباب الخالي من المعرفة العلمية، والمُجَرَّد من مهارات الابتكار والاختراع والإبداع الأصيل لا يستطيع أن يُقَدِّم خيًرا لِنَفْسِه ولِبِلادِه. الشباب الغير مُتَمَكِّن عِلمِيًّا يتحَوَّل إلى طاقة مُبِيدَة لوجوده الوطني، وعالَة على الآخرين، ويتحَقَّق استعماله لإنجاز اقرأ المزيد
تحتفل الصين بمِئَوِيّة الحزب الشيوعي الصيني مُتبَاهِيَةً فَخُورةً بإنجازاتها التي سادَت بها الدنيا وامتلَكَت زِمَام قيادَتِها على مختلف المستويات، وتَغْمُرُها نَشْوَةُ النَّصْر العلمي والمعرفي والتكنولوجي، والقدرة على سَبْرِ أَغْوَارِ العصر والإمساك ببُوصْلَةِ مَسِيرَتِه الوَاعِدَة. وأَحْزَابُنا المُبَجَّلَة ما هي إنجازاتها؟ وبماذا يَحِقُّ لها أنْ تحتَفِل؟ أحزابنا القومية والدينية وغيرها، ماذا قدَّمَت؟ أَقْدَم الأحزاب التي لا تزال فاعلة في واقِعِنا هو حزب الإخوان المسلمين الذي يتحَرَّك فوق الأرض العربية منذ أكثر من تسعة عقود، فما هي إنجازاته؟ اقرأ المزيد
الثقافة الحقيقية عِلْمِيَّة، فهذا قَرْن الثقافة العلمية والبحث العلمي والإبداع العلمي وغيرها يأتي في درجات واطئة، فالقوة والاقْتِدَار إبداع علمي، ولا يكون أَدَبِيًّا، فالسِّيَادة للعلم والقوة بالعلم. فعَلَينا أن نُعَزِّزَ الثقافة العلمية، ونَحُثُّ الخُطَى بالاتِّجَاه الذي سيُقَرِّر مَصِيرَنا. والإبداعات الأخرى لا تَمْنَح القوة اقرأ المزيد
لا يُوجَد في هذا العصر انتصار عسكري بَحْت، فإِنْ تحارَبَت القِوَى فإنَّها تُبِيدُ بعضها، فهناك خسائر فادِحَة مُتبَادَلة. ولهذا فإنَّ الحروب العسكرية وفقًا لمَنْطِق القرن العشرين ما عادت موجودة. الذي يحصل في الدنيا هو التنافس العلمي الذي بمُوجَب مُعطَيَاتِه تتَحَدَّد مَعايِير الانتصار والهزيمة. ولهذا تَجِدُ القِوَى الكبرى في ذُرْوَةِ اندفاعاتها التنافسية في المجالات العلمية المتنوعة. وما تحَقَّق في زمن الوباء الكوروني يُعَدُّ نَصْرًا عِلْمِيًّا لقوة اقرأ المزيد
العرب يحتاجون لِثَوْرَة علمية شامِلَة تُزَعْزِع أركان النَّمَطِيَّة الخامِدَة، وآلِيَّات التفاعل الخامِلَة مع التحديات القائمة. العرب بالعلم يكونون، مِثْلَمَا كانوا به في مَسِيرَتِهِم الحضارية. أمَّا التَّرْكِيز على ما دون العلم فَعَبَثٌ وضَيَاع واستنزاف للطاقات والقدرات الوَهَّاجة الكامِنَة في أعماق الأجيال. فلا خِيَار عِنْدَ العَرَب غير طريق العلم والاندفاع العلمي الثوري على جميع المستويات، ولديهم المؤهلات الكَفِيلَة بتَعْبِيد مساراتهم العلمية المُتَمَيِّزَة. اقرأ المزيد
لا خِيَار أمام العَرَب غير الانطلاق في دُرُوب العلم لِتَحْقِيق الكَيْنُونة الحضارية المُتَوَافِقَة مع جَوْهَر الأُمَّة؛ فهذه أُمَّة عِلْم، ذلك ما يُؤَكِّدُه تُرَاثُها وأَسْبَقِيَّتُها العلمِيَّة في مجالات العلوم المُتَنَوِّعَة، فتُرَاث الأمة الحقيقي علمي، وبالعِلم سادَت وتأَلَّقت وأَحْيَت الوجود الإنساني فوق التراب. واليوم أُمَّة العلم تَعِيش بلا عِلْم، وتُمْعِن بتَجْهِيل أجيالها وقَطْعِهم عن أصلها ومَشِيمِة وجودها الحَيّ المُشرِق. ويَقُود تَجْهِيلَها عدد من أبنائها الذين يُسَمُّون أنفسهم بالمُفَكِّرين والنُّخَب، وهَمُّهُم التركيز على الدين، ويحسبونه السبب فيما يحصل للأُمَّة من أَوْجَاع اقرأ المزيد
الهِمَّة: الهَوَى والمَيْل، ما هُمَّ به مِنْ أَمْرٍ ليُفعَل. العَزْم: القَصْد والقوة. الأُمَم هِمَم، أي أنَّها تتكَوَّن وتتأَلَّق بِمَا فيها من الطاقات والقُدُرات المَيَّالة للانْبِثَاق والتعبير عن إرادتها بِمَهَارات إبداعية ذات تأثيرات حضارية فاعِلَة في الواقع من حولها. فلا قِيمَة لأُمَّة بلا هِمَّة. وما تُعانِيهِ أُمَّتُنا منذ أن امتلكت إرادة تقرير مصيرها بعد تَحَرُّرِها من الحَيْفِ الإمبراطوري بأنواعه، أنَّها أَضَاعَت هِمَّتَها، وفَقَدَت عَزْمَها، وما عادت ذات بوصلة انطلاقية تَرْسُم مسارات إبحارها اقرأ المزيد
لو بَحَثُم فِيمَا نشَرَتْه الصُّحُف والمَوَاقِع على مدى أكثر من عَقْد من الآن، فَلَن تَجِدُوا فيها ما يُشِير إلى الإبداع العلمي، بل يبدو وكأنَّه مُحرَّم وممنوع، فكُل عِلمِي لا يجوز نشره وتسويقه لأنَّه يتعارَض مع الجهل المُقَدَّس الضروري لتأمين حياة القطيع. لا يوجَد ما يُسَمَّى علمي في كتاباتنا، بل لا تنشره الصحف والمواقع لأن سُوقَه بائِرَة، فالمَجْد للكتابات التي تتعَرَّض للأشخاص، وتستَثِير العواطف، وتُؤَجِّج العدوانية والكراهية والبغضاء بين أبناء الدين والوطن الواحد، اقرأ المزيد






