التأمل يعني إعمال العقل في الحالة التي يتفاعل معها الشخص وفي التأمل تفكر، وعلينا كموجودات آدمية حية أن نتفكر "والذين يتفكرون". العديد من أجدادنا الأفذاذ، اتخذوا العقل سبيلا للمعرفة والتعلم والإدراك وأعملوه، وبطاقاته العقلية سطروا نماذج إبداعية أصيلة، استقت منها البشرية أنوار الإبحار في عوالم المجهول، فاستحضرت المعلوم وارتقت وتقدمت. وفي واقعنا المبعثر المدثر بالغابرات، اقرأ المزيد
أذهاننا بحاجة لأجسام مضادة لأوبئة الأضاليل والبهتان، والعدوان على قيمة الإنسان، وحقه في التعليم والرعاية الصحية. ولابد من أخذ جرع متوالية من اللقاحات اللازمة لبناء المناعة القيمية والأخلاقية والسلوكية، ضد ما يُراد لنا أن نُصاب به ونعبر عنه من انكسارات وخيبات، وتداعيات في خنادق الخنوع والفقدان، والتوهم بأننا خارج دائرة الزمان. اقرأ المزيد
قال لي: أن الإنكليز سبب دمارنا لأنهم ساندوا الأقليات لتحكم الأكثريات في مجتمعاتنا، وجاءوا بمن لا يعرف البلاد ليكون سلطانا عليها!! تأملت ما قاله، وأول ما تبادر للذهن ما المقصود بالأقلية؟ الأقلية: جماعة تربطها أواصر القرابة والأصل واللغة والدين والوطن، وتعيش وسط شعب يفوقها عددا. إذا نظرنا إلى هذا التعريف الواضح، فأنه يشير إلى إنتفاء وجود ما نسميه أقلية في مجتمعاتنا، فاختلاف اللغة لا يتمم توصيف الأقلية، وكذلك االدين، إن ما يمكن قوله بخصوص مجتمعاتنا، اقرأ المزيد
البشر موجودات مغشوشة بما يحدد رؤيتها وآليات اقترابها من المحيط الكائنة فيه. |فما يوضع في الوعاء البشري ينضح منه في واقعه، وعندما يكون ما يحويه راكدا تتحقق مأساة التجمد والاستنقاع، فتتمحن الموجودات بما فيها، وينجم عنها ما لا يحمد عقباه، فتموت الأوعية، أي يأكلها الصدأ وينخرها التأسن الرجيم. الغش فاعل والبشر مفعول به وفيه، وبموجب ذلك تتحرك الطوابير المتوافدة إلى نهر الحياة، وعندما تكتشف أنها كانت مغشوشة يكون الوقت متأخرا، والأحوال لا تنفع معها التمائم!! فهل علينا أن ننام لنعيش؟!! اقرأ المزيد
قال: هل تقرأ التأريخ؟ قلت: نعم. قال: وكيف تقرأه؟ قلت: كما أقرأ أي مكتوب. قال: إنك لا تقرأه!! قلت:كيف؟ قال: لكي تقرأ التأريخ عليك أن تكتبه أولا!! قلت: لماذا؟ قال: لكي تعرف معاناة الذين دوّنوه، وتتوصل إلى ما خفي أعظم!! قلت: حاولت أن أكتب التأريخ ورأيتني في محنة ضاربة، لأن الكلمات تعجز عن تصوير الحدث، وإنما تدور حوله وتكتب عنه ولا تكتبه. اقرأ المزيد
"هي الأجيال في حُفًرٍ ترامتْ...وزادَتْ حَفرَها حَتّى تداعَتْ" الاقتراب من الموضوعات التأريخية أشبه بمَن يرمي جبلا بحجر، فالمدوَّن راسخ متجذر في العمق الجمعي للأجيال، ولا يمكن زحزحة ما تمترس فيها لو استحضرت ما لا يُحصى من الأدلة والبراهين. فالذي يتفاعل مع التأريخ عليه أن يكون ناقلا ومبررا لأحداثه، ولا يجوز له نقدها وقراءتها بعلمية ومنهجية، لأنها مدونة بمداد العاطفة والانفعال، ومعبرة عن مواقف وحالات تتوافق ونظام الحكم المهيمن على الواقع في حينها، فلا توجد مدونات تأريخية تقدم الحقيقة، اقرأ المزيد
القوة في العلم وكل قوة تولد من رحمه، فالعلم يصنع ويعزز القدرات، فالدول الصناعية بالعلم تكوَّنت، وبالبحث واعتماد المناهج العلمية تطورت وتجددت قدراتها، وتعاظمت إرادتها المعرفية والابتكارية، حتى سادت الدنيا وتشامخت بما تنتجه عقولها العلمية المتفاعلة. الدول الغربية بالعلم تسامقت، الصين بالعلم تواصلت وتوثبت، ففي العلم قوة وفي الدين ضعف، وهذا واضح في الأمم التي تسيد فيها الدين، وانتفى العلم، فالدين رافد من روافد الحياة وليس الحياة، فالحياة في العلم، والدين في الحياة. اقرأ المزيد
"وإذا كانت النفوس كبارا...تعبت في مرادها الأجسام" أما إذا كانت النفوس صغارا، فتلك مصيبة الحياة وفجيعة الكراسي بها، والمجتمعات بغيها وبهتانها، وإمعانها بالتمرغ في الحضيض. فالأوطان تبنيها النفوس الكبيرة، ذات العزم السامي النبيل، التي تقرأ التأريخ بعيون وعيها المطلق، وترى ما ستكون عليه أحوال البلاد والعباد في المستقبل القريب والبعيد، ولهذا تسعى لتقديم قدوة حضارية إنسانية ذات آليات تفاعلية إيجابية نافعة اقرأ المزيد
"سياساتٌ بها الأفهامُ حارَتْ...ومِنْ وَجَعٍ إلى وَجَعٍ تنادَتْ" يتحدثون عن الإرادة السياسية ويخشون القول، هل توجد إرادة سياسية. الإرادة السياسية هي حرية تقرير المصير، وإتخاذ القرارات اللازمة لتأمين المصلحة الوطنية. فهل قرارات دول الأمة تحقق مصالحها؟ وهل يوجد في الأمة ساسة بالمعنى الصحيح للساسة؟ اقرأ المزيد
الديمقراطية تستوجب خارطة دستورية ذات مسارات واضحة محكومة برؤية وطنية سديدة، وقوانين صارمة تعمل وكأنها الإشارات المرورية الضوئية، يستوعبها المواطنون، ويعبرون عن رؤاهم وإرادتهم بواسطتها، أما أن تتحول إلى تصرفات عشوائية متخبطة، فهذا هو التيهان الذي يتسبب بتداعيات مريرة تقهر الوطن والمواطنين. البشرية مضت مسيرتها على سكة الفردية والطغيان والاستبداد، وبرزت الدعوات للحرية وحقوق الإنسان متأخرة في تأريخها، اقرأ المزيد



