أكتب هذا المقال في وقت ينتهي فيه عام ويقبل فيه عام جديد، وينشغل الناس في العالم كله بالاحتفالات والمهرجانات والبالونات والمفرقعات في هذه اللحظات الفاصلة بين نهاية العام المنصرم وبداية العام الجديد، وينشغلون بتنبؤات الأبراج والأفلاك وأقوال العرافين والعرافات، وينسون المعنى الأعمق بين النهايات والبدايات. فمنذ تكون الإنسان وهو جنين في بطن أمه وحتى يصل إلى الشيخوخة فإن الموت والحياة يتصارعان بداخله، حيث في كل لحظة يموت آلاف الخلايا وتولد آلاف الخلايا، فإذا كان اقرأ المزيد
نستهجن التطرف والغلو وادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة، وما يترتب عليها من تداعيات سلوكية مريرة، وحقيقتنا أن الغلو طبعنا، وبما أن الإناء ينضح بما فيه، فمجتمعاتنا تتوالد فيها الاتجاهات المتطرفة في كل شيء، والتطرف الديني أحدها. لو تفحصتم سلوك المفكرين والفلاسفة والمثقفين ومَن في السلطة، لتبين مدى التطرف الفاعل فيهم، فهل وجدتم مفكرا يقبل برأي مفكر غيره، وعرفتم فيلسوفا رضي بغير مشروعه، أو كاتبا لم يتمسك برأيه حد الإفراط في الغلو، وهل عرفتم مثقفا قبل نقدا ولم يعتبره عدوانا عليه؟؟!! اقرأ المزيد
لا أدري لماذا كلما قرأت واستمعت لطروحات المفكرين والفلاسفة العرب، تحضر هذه المقاربة التي خلاصتها، أنهم يبحثون عن أسباب سقوط الجدار، ولا يجتهدون في بنائه!! فما يذهبون إليه يغوص في الأسباب تلو الأسباب، وعلى مدى أكثر من قرن ونصف، ما تمكنوا من الخروج من دائرة الأسباب المفرغة. وتراكمت الأسباب وتنامت وتزايدت وتحولت إلى تلال وجبال، وخنادق ومستنقعات تتساقط فيها الأجيال تلو الأجيال. ولو قارنا ما طرحه النهضويون الأوائل مع ما نتداوله في عصرنا الحالي، لما وجدنا تباينا كبيرا في المنهج والتفكير، والتأشير للأسباب، التي يلخصونها بالدين والتأريخ اقرأ المزيد
يا أمّة عَجِبَتْ من سلوكها الأمم!! لا توجد أمة في تأريخ البشرية أهلها أعداؤها كأمة العرب، تصفحوا تأريخ الأمم والشعوب، فلن تجدوا أبناء أمة كتبوا ضد أمتهم مثل العرب!! تأريخهم، إبداعهم، أفكارهم، كلها ذات نزعة انتقامية منها. ومنذ بداية القرن التاسع عشر، ونخبها بأنواعها مجتهدة بإرساء دعائم تدميرها، تحت شتى العناوين والشعارات والطروحات الاستهلاكية الإلهائية، اقرأ المزيد
مشكلة الأمة الحقيقية والجوهرية في نخبها، وأخص منهم المفكرين والفلاسفة والمثقفين بأنواعهم، فهم أعداء أمتهم عن قصد أو غير قصد. نعم مصيبة الأمة وبليتها في نخبها!! فهم من المفترض أن يكونوا مشاعل تنير دروب الأجيال، وتساهم في صناعة الحاضر والانطلاق الأروع نحو المستقبل. وكثيرا ما نقرأ لكتّاب ومفكرين وفلاسفة واختصاصيين، وخلاصاتها، أنهم يبررون ويسوّغون ويرجمون بالغيب، اقرأ المزيد
بناء الدولة يكون بقائد بطل، يصوغ سبيكة الوجود الوطني في وعاء الدولة المتين، الذي يكون غطاءه الوطن، فيتحقق التفاعل فيه وتُنسج الإرادات وتنطبخ لتكون معبّرةُ عن جوهر الإنسان، وتطلعات الجماهير المعبأة بالطاقات والقدرات الواعدة. دول الدنيا بنتها إرادات إنسانية متواشجة متماسكة متشابكة، معتصمة بوعي وطني فولاذي، تأبى أن تتجاوز معطياته العزيزة القديرة. والإرادات الإنسانية لا بد لها من قائد يؤججها ويخلّقها، ويؤهلها للانطلاق الإيجابي في مرابع الوجود. اقرأ المزيد
قال القلم أني أكتب لأني أكتب، وطبعي الكتابة، ورسالتي الكتابة، وصنعتي الكتابة، فلا تسألتي لماذا أكتب!! أنا لا أكتب من أجل غاية في نفس ألف يعقوب ويعقوب، بل لأني أحمل رسالة فكرية ثقافية تنويرية، وما يعنيني إزالة الظلام من أروقة العقول، واكتساح الضلال والبهتان بالدليل الدامغ المبين. أكتب، ولست من الساعين إلى حمدٍ وشكورٍ، فالكتابة بالكلمات الطيبة صدقة جارية، فاحذر الكلمات الخبيثة السيئة لأنها تورث الوجيع. اقرأ المزيد
في لقائه الأخير مع الإعلامي عمرو أديب كشف محمد صلاح عن أسرار كثيرة ومهمة تخص حفاظه على عبقريته ولياقته النفسية لكي يحقق أعلى درجات الإنجاز الكروية، ويحتقظ بتوازنه النفسي وتألقه الإنساني، فمثلا ذكر أنه يقوم بعمل جلسات تأمل واسترخاء بشكل يومي لكي يحتفظ بحالة من الهدوء والسلام الداخلي على الرغم من ظروف حياته الضاغطة. وقال " أنا باعمل Meditation كتير، وباحاول أبعد عن السوشيال ميديا، وماباحاولش أعرف الناس بيقولوا عليا إيه" . وذكر أن له اقرأ المزيد
الأمة تعاتب أجيالها لأنهم لا يستلهمون تراثها، وينهزمون إلى الذين أخذوا عنها، وتمثلوا إرثها واستوعبوا مسيرتها، وأبناؤها في غفلة عمّا تكنزه من درر الأفكار وجمان الإبداع والابتكار. الأجيال ومنذ ما يقرب من قرنين – إلا قلة من الذين برزوا في مواطنها ورفعوا راياتها – في غربة عن ذاتها وموضوعها، فبدلا من انطلاقها من أعماق الأمة ومخزونها المعرفي، راحت تطارد خيط دخان الآخرين، فتعزز التقليد والاستيراد لبضائعهم، وتجمد الجد والاجتهاد والإبداع، وتبددت الطاقات في مطاردة سراب اللحاق بما لا يُدرك. اقرأ المزيد
ما عادت الصناعة معضلة في عصرنا المتدفق بالعلوم، وبوسائل التعبير عن الأفكار وتصنيعها، ولا يجوز أن نوهم أنفسنا بأننا لا نستطيع أن نصنع، فهذا هراء وسم مدسوس في العسل والزقوم. العرب لديهم القدرات الفائقة لإقامة صناعات متطورة ومتنوعة، وعليهم أن يُفعّلوا إرادتهم ويؤمنوا بأنفسهم، ويتحرروا من الأفكار السلبية والمشاعر الدونية التخميدية، التي توهمهم بأنهم يجب أن يخنعوا ويتبعوا ويعيشوا عالة على الآخرين. اقرأ المزيد







