ما ينقصنا هو معرفة الطريق!! وإلى أين نذهب وكيف نمضي، وما نحتاجه للتفاعل مع المسالك الوعرة، والعثرات والكهوف والوديان والأنهار والبحار والمحيطات، التي يجب أن نعبرها لكي نتواصل في المسير. نعم علينا أن نعرف طريقنا!! فلا يمكن للأمم أن تكون وتنجز إرادتها من غير معرفة ودراية بدروبها، وقد جاهد الإنسان منذ العصور القديمة في سبيل معرفة طريقه، وسلوك المسارات الصالحة للحفاظ على حاضره ومستقبله. فانطلقت الفلسفة والثقافة والفكر والعقائد بأنواعها، وجميعها تشترك في محاولات إدراك الطريق، الذي على المجتمع الإنساني سلوكه، لتحقيق غايات منظورة أو غير منظورة. وقيمة الأمم والشعوب تتوافق مع معرفتها بالطريق الذي ستسلكه، لأن المعرفة تجعلها تستحضر الاستعدادات اللازمة للمسير الآمن والناجح والتفوق. اقرأ المزيد
سقطت بغداد عاصمة الإمبراطورية العربية الإسلامية لعدة قرون, وكانت وهّاجة بالعز والقوة والكبرياء والإبداع الفكري والثقافي والعمراني والعلمي والأدبي الفياض, الذي فتح أبوابا مغلقةً في مسيرة البشرية, وأطلق ما فيها من قدرات ابتكارية وعلمية لا محدودة. سقطت بغداد يوم الثامن من شباط عام ألف ومائتين وثمانٍ وخمسين (8\2\1258) على يد هولاكو, أي قبل 761 عام وفي مثل هذا اليوم. بل إنها احترقت وذُبحَ أهلها عن بكرة أبيهم, بأفظع جريمة إبادة جماعية عرفتها البشرية على مر العصور!! جوهرة عمرانية وثقافية أرضية تحولت إلى ركام ودخان وأشلاء متناثرة, تفوح في أرجائها عفونة الجثث والدماء المراقة بعدوانية الوحوش الفائقة الفتك والإهلاك. اقرأ المزيد
الأديان والمعتقدات بأنواعها حالما تُبذَر في الوعي الجمعي البشري، فإنها تنبت وتتسامق كالأشجار فيكون لها أغصان وفروع وتسعى للانتشار فتصنعَ الغابات والمروج من نسلها، وهذه إرادة الحياة وديدن البقاء والنماء والتواصل والانتشار. ولا يوجد أي مسمى على هذه الشاكلة دون تفرعات وانشطارات وتفاعلات اختلافية وتواشجات وامتدادات وانسحابات، إذ لا يمكن البقاء على حالة واحدة فوق أرض دائبة الدوران، وفي كل دورة لها تطلعات وتبدلات محكومة بقوانين ومعادلات. في الواقع الأرضي يؤكد وجوب التبدل والتغير والتشعب والاختلاف والتواصل والتبادل والتزاوج، ولا يقبل بالتطابق والتوافق العاجز عن الإنجاب والتفاعل مع المستجدات الزمانية والمكانية، اقرأ المزيد
التأريخ يُدرّس في المجتمعات المعاصرة للوصول إلى هدف عدم تكرار الأخطاء الماضية، لأن التأريخ مدرسة وبوصلة تنير سبيل خطوات الأجيال. ودراسة التأريخ تأتي بخلاصة حضارية نافعة وترسم المسارات بصوابية أعلى، لكي تمضي الأجيال أقوى وأكثر عافية. هذا هو الهدف الأساسي من دراسة التأريخ والإطلاع عليه، لأن أحداثه يتم وعيها وتحليلها واستخلاص العبر والنظريات والقوانين منها. فالبشرية تعلمت عن طريق التجربة والخطأ، والحدث تجربة بكل أبعادها ومفرداتها، ولكل تجربة نتائج لابد من الوقوف عندها. اقرأ المزيد
المتخصصون بالدين وعلى مر العصور والأزمان عندما يبدون رأيا في مسألة ما يختمون قولهم بقول "والله أعلم"، تعبيرا عن الاعتراف بقلة العلم، وأن ما ذكروه مبني على ما يعرفونه وحسب، وكلما زادت معارفهم تبدلت آراؤهم وتطورت وتجددت، ولا يوجد واحد منهم يقول "أنا أعلم". وما يحصل في واقع الإسلام المعاصر وفي المجتمعات العربية خصوصا، إن أعداد المتقنعين بالعمائم واللحى قد تكاثر بشكل عجيب وغريب، وصار الواحد منهم يدّعي العلم والمعرفة بالدين، الذي لا يمت إليه بصلة لا من قريب ولا من بعيد، ويعجز عن فهم آية قصيرة في القرآن الكريم، لكنه يتبجح بالمعرفة ويحتكرها ويوهم الناس اقرأ المزيد
الذين يعرفون يحرّفون، ويبدو أن الطبيعة البشرية وغوائر النفس تدفع بالبشر إلى استخدام ما يعرف للترويج لمصالحه ومنافعه وأهوائه وما فيه من المطمورات والعدوانيات. ومهما كان نوع المعرفة فإن العارفين يتخذون منهج التحريف للوصول إلى غاياتهم وأهدافهم وتطلعاتهم، ومن أهم المعارف التي تحقق فيها التحريف العظيم والبلاء الوخيم هي المعارف الدينية، فلا يخلو دين من سلوك التحريف والتوظيف لتغرير الناس واستعبادهم بالدين المحرّف الذي يأخذهم إلى ميادين سقر وهم في غفلتهم يعمهون. اقرأ المزيد
السياسة علم وفن وحيلة، وجوهرها ابتكار الوسائل والدروب المحققة للمصلحة، وهي سلوك فردي وجماعي، تنتفي فيه المعايير والقيم والأخلاق مهما توهمنا بأن السياسة ذات أخلاق، ذلك أن المصلحة يمكن تبرير الوصول إليها مهما كانت القيم والأخلاق عريقة وعظيمة، وهذا يفسر أن جميع العقائد في تأريخ البشرية ارتكبت الخطايا والآثام باسم ما فيها من المعايير السامية. والسياسة لعبة شطرنج بحتة، تتحول الموجودات بتفاعلاتها إلى بيادق تتحرك وفقا لخطة محكمة وآلية هجومية ودفاعية تهدف للوصول إلى غايتها، التي تحسم اللعبة بالنصر لأحد الأطراف والهزيمة للآخر. والذي لا يعرف لعبة الشطرنج جيدا لا يمكنه أن يكون سياسيا اقرأ المزيد
للكراسي إرادة لا تُقاوَم، وقوة لا تُضاهى، وقدرة فائقة على الامتلاك والاستعباد، لأن الكراسي ترمز للسيطرة والاستعلائية والإطلاقية. والمقصود بالكراسي المناصب بأنواعها من مدير أصغر دائرة في الدولة إلى أعلى منصب فيها، فحالما يجلس الشخص على الكرسي المناط بمسؤولية ما، تجده قد تغير تماما وأذعن لإملاءاته وأصبح عبدا له ومأسورا بين يديه. ولهذا لا يوجد - إلا فيما قل وندر - شخص أو حزب أو فئة أو دين أو أي توصيف آخر، تمكن من الجلوس على كرسي المسؤولية وبقي على حاله السابق، خلقا وسلوكا، وإنما ستكتشفون بأنه شخص أو حزب أو دين لا تعرفونه، اقرأ المزيد
الروادع: الزواجر التي فيها عِبَر. زاجر: مانع، مُعاقب. هل إن البشر بحاجة لقوة رادعة لكي يتقيد سلوكه بضوابط ومعايير وأخلاقيات وقيم ومنطلقات ذات نسبة معقولة من الخير والفضيلة؟! يبدو أن الجواب بنعم هو الأنسب، فالبشر مخلوق مفلوت الرغبات ومطلوق النزعات، وتتسيد عليه النفس الأمّارة بما هو سيء اقرأ المزيد
آلية التناسي من أساليب الحروب النفسية القاسية التي بموجبها يتم التغاضي عن جرائم فظيعة، والقيام بجرائم أفظع منها تطغى عليها وتمحوها. ومن الواضح أن الحرب العراقية الإيرانية قد تم التعتيم عليها بالنسيان، وما تلاها من حروب طغت عليها وتسيّدت، وارتكبت فيها جرائم بشعة تواصل عرضها في وسائل الإعلام. وهذه السياسة الإعلامية قد انطلت على الإعلام العربي الذي يبدو في معظمه مؤدلج، وتتحكم به قوى تفرض إرادتها على نشاطاته، فلا يمكنه أن يكون حرا، وإنما عليه أن يمارس التبعية والخنوعية، وتبرير الجرائم والآثام المرتكبة بحق المجتمعات العربية. اقرأ المزيد



