السلام عليكم
أكتب هذه الاستشارة لأني أحتاج بشدة لرأيكم، مع احترامي وتقديري. أتمنى ذلك، لأن نيتي الأولى والأخيرة هي ألا أظلم هذا الشخص أو نفسي، وأحاول إيجاد إجابة تُريح قلبي وضميري.
أنا على علاقة بشخص جميل ومحترم يُحبني كثيرًا. هذا الحب نابع من صداقتنا منذ أيام الدراسة. الحقيقة أنني حينها لم أكن أراه سوى شخصًا قريبًا وصديقًا مُقربًا حتى وصلنا إلى الجامعة. كانت ظروفي الجامعية خاصة نوعًا ما، ونتيجة لذلك، فقدت علاقاتي مع الكثيرين، وتأثرنا أنا وهو قليلًا. لكن علاقتنا عادت من جديد وكانت أقوى من ذي قبل.
حينها، بدأت أراه أكثر من مجرد شخص قريب، أو أنه خرج من دائرة الصداقة. ولأنني كنت متورطة نفسيًا في الأمر، فقد حدث ذلك أسرع. مشكلتي هي أنه على الرغم من حبي الشخصي له، وهو شخص يستحق الحب والدعم، وأُقدّمه دائمًا بطريقة طبيعية. التوافق بيننا جيد جدًا، والتفاهم قائم، ونادرًا ما تحدث مشاكل بيننا، إلا أنني لا أستطيع رؤيته كرجل بالمعنى الحقيقي للكلمة، في المظهر، لأننا بنفس الطول، وهذا دائمًا ما يكون عكس مواصفاتي أو أحلامي. أُدرك أن هذا جانب سطحي، لكنني لا أستطيع الشعور بالأمان معه بشكل عام، أو أنه شخص قادر على حمايتي ودعمي.
أفعاله، رغم كونه رجلًا طيبًا، أرى فيها جانبًا طفوليًا أو أنثويًا، مثل ارتداء قميص أطفال صغير، وتصرفات أخرى أشعر أنها أكثر أنوثة وأقل نضجًا. مشكلتي هي أنني لا أستطيع حقًا تخيّل حياتي العاطفية أو الجسدية معه بهذه الصورة. كنت أتخيل مشاهد رومانسية عادية بين أي شخصين، ثم أجد نفسي أضعف، ولا أستطيع تحديد ما إذا كان هذا بسبب خوفي من الموضوع نفسه أم من توجهه تحديدًا، وأنني أرى أنه شخص مناسب سينجح في... مستقبلي، محترم، ويحبني، وسنكون قادرين على بناء أسرة. بيت سلام نفسي وأن كل ذلك يأتي بالعادات والرفقة، خاصة أنه لم يعد هناك شباب مثله وأن هناك تفاهما بيننا.
ولكنني أفكر كثيرًا، هل من الممكن أن أكون غير عادلة معه وغير عادلة مع نفسي معه، خاصة أنه لم يتبق له سوى أقل من 6 شهور قبل الخطوبة الرسمية!! أنا لست قادرة على التفكير أو الفهم وأشعر أنني أعامل نفسي كما لو كان آخر رجل في العالم يمكن أن يحبني أو يتزوجني.
أرجوكم ساعدوني لأنني محتارة بشأن وضعي وقلبي بين نارين؟ أنني أخاطر بإيذاء هذا الشخص العزيز عليّ وأنني أظلم نفسي من أجل سعادته وافتراضاتي.
هل من الممكن حقًا أن أتقبله أكثر بعد الزواج؟
25/10/2025
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
عليك أولا تحديد ما هو الحب الذي تشعرين فيه بالأمان، الاحترام، التوافق الاجتماعي والذكّاء وما الذي يزعجك مثل قوامه، المظهر، تعابير طفولية، نقص الإحساس بالأمن الجسدي أو الحضور الذكوري. تعاملي مع كل عامل بموضوعية وما هو المعيار الأساسي لرفاهك العاطفي.
ربما عليك أن تفكري ما هو إطار الحياة ومحتواها معه بعد عامين من ناحية الحميمية، الدعم النفسي، التربية، إدارة المشاكل المنزلية، والاحترام المتبادل. الحياة لا تخلو من تحديات، وهل يمكن القول إنه شريك يمكن الاعتماد عليه.
عند البعض التعايش والزواج يزيدان تقبّل الاختلافات ويطوّران الانجذاب. لكن هذا لا يحدث إلا إذا كانت الأسس الأساسية من الإحساس بالأمان، الاحترام، أو القيم المشتركة متينة.
إذا كان ما يزعجك يتعلق بالانجذاب الجسدي العاطفي العميق أو بمشاعر عدم الأمان، فغالبًا لن يتغير ذلك فقط بالزواج؛ والزواج ليس بحلّ نهائي لمشكلة انعدام الانجذاب.
كوني صادقة مع نفسك أولًا؛ لا تقبلي بالزواج بدافع الرحمة أو الخوف من فقدان فرصة الزواج فقط .تحدثي معه بكل صدق. قد يكون الحوار مفيدًا لكليكما في معرفة إمكانيات التغيير والنمو المشترك.
أعطي العلاقة فترة للتأمل والتجربة وملاحظة إن كان شعورك سيتغير وحددِي مهلة زمنية لقرارك حتى لا تظلّي في حالة تذبذب بلا نهاية.
تذكري أن الحب والاحترام وحدهما لا يكفيان إذا كان أحد الطرفين يتوق إلى شيء أساسي غير متوافر عند الآخر. القسوة هنا ليست في قبول أو رفض الزواج، بل في الاستمرار في علاقة لا تشعرين فيها بالصدق الكامل مع نفسك أو مع الشريك.
وفقك الله
واقرئي أيضًا:
خطيبي ليس فتى أحلامي!
شخصية خطيبي الخجول.. هل تعيق قوامته؟
خطيبي: أحب أخلاقه... وأكره شكله!
خطيبي لبسه وحش!!
خطيبي لا يهتم بمظهره! ماذا أفعل؟