عذراَ... فكلمة كنت التي سبقت الحديث عنك تعود لسياق مدونتي... فأنت الحاضر الغائب... مرت أعوام وستمر أخرى، وأنا كما أنا لا أنساك ولا تتوارى عن تفاصيل حاضري.. وسألت نفسي أسئلة سألها العندليب الذي لم أحبه قط في حياتي منذ سنوات عديدة في قصيدة رسالة من تحت الماء، ولم يجبني عنها علم ولا خبرات سابقة ولا قلب أحب بصدق ولو لمرة واحدة في حياته، وشعرت أني أغرق مثله للأسف وأني لا أجيد فن العوم، فهنا تتلاحق الأيام وتطوى الليالي ولا أشعر بالوحدة أو الحرمان؛ فأنت موجود... أراك وأسمع صوتك وأسألك في قراراتي المصيرية منها أو التافهة وتجيبني رغم غيابك!...
ولولا الحكمة التي تكاد تكون الكلمة الوحيدة التي يجمع عليها كل من يعرفني لظننت أني مجنونة أو أهذي قبل موتي بوجودك رغم فراقك وغيابك منذ سنوات.. وبحثت في كتبي وفي أبيات الشعر لأجد تفسيراَ يقبله عاقل أو عقل لحضورك الشديد في حياتي، فلم أجدني مهووسة ولم أجدني متعلقة ولم يستقم في حالتي وجود اضطراب نفسي "ما" يجعلني كما أنا، ولم تفلح فكرة أني قد أكون ممن يبحث عن قصة لأحياها بسبب فراغي!، فأنت كما تعلم حقيقتي -فأخباري تتناثر حولك من هنا أو هناك-.. طفلة، شقية، حكيمة، تغرق وسط كوم من الأدوار في حياتها العملية والعلمية... يرعاها ويحبها معظم من يتعامل معها عن قرب، ويحترمها ويقدرها معظم من يتعامل معها عن بعد، ولا أتعايش مع الفشل أو الاستسلام، وأهوى التحدي والنجاح ذا المذاق الأعمق حين يسبقه المستحيلات لأقهرها، واختبئ ليلاَ في قوقعتي لأفكر وأفكر وأحلل وأبحث وأقرر في هدوء، ويظن الجميع أني أقرب شخص لهم ولو سألوا أنفسهم ماذا يعرفون عني سيجدوا أن الحصيلة صفراَ!؛
فلم يعرف ويفهم غيرك أو كما ظننتك عرفت أو فهمت ولن يحدث ذلك ثانية حتى ألقى ربي الذي أفاض على البشر بعفوه ومساحة من المتنَفَس المنضبط حين رفع الحساب عن المشاعر ما لم يتم ترجمتها في صورة بوحٍ أو أكثر، مُحيّاك وصوتك لا زلت أميّزه ضمن مئات الأشخاص والأصوات التي تتقافز من حولي هناك في الجانب الخفي الخاص في عقلي ونفسي في حلم منام أو حلم يقظة... لا يفرق كثيراَ، مسكين أنت حبيبي لو "...."، فلن تتذوق ما أذوقه ولن تعرف ما عرفته؛ لأن من ذاق عرف...
واقرأ أيضاً:
لما كنت... حرامية / لما كنت..... مأذون (3) / لما كنت في الخليج