عشرات الآلاف من القتلى والمفقودين ومليون شخص مهددون بسبب إعصار ميانمار بجنوب شرق آسيا... كارثة إنسانية تدمي القلوب ولكن لماذا قلوب الحكام العسكريين بها لا تحن على أفراد شعبها.. أما المفارقة المهزلة فبينما تبث كل تلفزيونات العالم أخبار الإعصار وأعداد الضحايا وانتظار موافقة الحكومة العسكرية على قبول المعونات الدولية من المنظمات الإنسانية أو الدول وإصراراها على أن يتم توزيع المعونات من خلال الحكومة العسكرية فقط ورفضها قيام المنظمات الإنسانية الدولية بالإشراف على توزيع المعونات بنفسها لضمان التوزيع العادل دون حسابات سياسية بدعوى أن كل أجنبي جاسوس والتصريح الغريب للحكومة بأنها تقبل المعونات فقط بينما ترفض وجود ممثلي المنظمات المانحة أو المتطوعين للمشاركة في جهود الإغاثة أو الصحفيين الذين هم بالطبع العدو الأول لكل نظام ديكتاتوري.
كل ذلك كوم والأغنيات التي تبث عبر التلفزيون الميانماري الرسمي كوم تاني وهي عبارة عن شباب يتمايلون وهم مبتسمون يدعون المواطنين إلى الذهاب إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم لمصلحة الوطن وتقدمه حيث يتم الاستفتاء على تعديل الدستور لضمان استمرار سيطرة العسكريين على أية حكومة مدنية منتخبة قادمة (هاهاها... مابيفكركوش ده بناس عندنا؟)
فلا تصدق عيناك أن ذلك هو ما يبثه التلفزيون الحكومي لبلدة تتعرض لإعصار مدمر... ولكن ذلك شأن كل حكم عسكري غير ديمقراطي حين يصبح حكامه منقطعو الصلة عن شعوبهم... وعلى الجانب الآخر تطلق منظمات الإغاثة الدولية صرخاتها حول إعاقة النظام العسكري لجهودهم من أجل إيصال مواد الإغاثة واستيلاء النظام على المعونات لاستخدامها في الدعايات السياسية.
وأي متابع لابد وأن يتبادر إلى ذهنه سؤال بسيط. أهذا وقت مناسب لإجراء استفتاء على مستقبل البلاد والشعب يموت؟ ألا يعتبر الشعب هو الأولوية لأي نظام؟ والإجابة ستكون بنعم لو كان الحكام يعرفون أن مجيئهم إلى كراسيهم أو بقاءهم عليها مرهون بإرادة شعبية.. ساعتها فقط يمكن أن نسمي حاكما بالوطني...
واقرأ أيضاً:
راجل جدع وست بتحب الجدعنة/ تراجع دون استسلام