أكاد أجن مما أفعله بنفسي.
لماذا أيها العقل المجنون؟
لماذا تصر على إلحاق الجنون بي؟
أم أنه أنت أيها القلب البائس؟
حسنا أعلم حيلتك أيتها النفس المتمردة.
أعلم أنك كالمجنونة تبحثين بشدة عن حلمك.
نعم نعم أعلم أنه حلم السنين لقد كان هذا اتفاقك مع نفسك. هل تريدين أن أهمس لك بذلك السر
(أنا مستعدة للصبر والانتظار على أن يتحقق حلمي في النهاية. في هذه الحالة سيكون ما دفعته من ثمن للانتظار يستحق)، وها هو دعاؤك يتحقق على الأبواب. إنه قادم غدا. يا إلهي ماذا عساي أن أفعل؟
إنه قد يكون فرصتي الأخيرة أحس بهذا. فهذا نتيجة دعاء متواصل ودعاء على عرفات في ضيافة الرحمن. إنه آخر ما في جعبتي وآخر ما أملك. فهل أستطيع الذهاب إلى هناك مرة أخرى، ومتى؟ العام القادم. وهل هذا ممكن؟
حسنا لقد برمج لي عقلي أنه فرصتي الأخيرة.
أعلم علم اليقين أنني لن أتوانى عن الرفض إذا ما ثبت لي ما لا يتوافق معي من الناحية الدينية أو الأخلاقية أو الصحية. وإن كانت أقلهم الصحية.
لكن ماذا يمكن أن يحدث إن اكتملت صفاته لدى الجميع ولم يقتر ب من قبولي؟ أو لم أنفر منه ولم أقبله وظل حلمي جاسئا في صدري؟
ماذا يكون تصرفي في هذه الحالة؟
هل أجرؤ على الرفض؟
هل سأتحمل نظرات من حولي؟....... أمي............ ضميري
آه يا نفسي لا أعلم. وهذا أكثر ما يخيفني. الاستسلام فليس بالإمكان أفضل مما كان
أعلم أن الضغط في هذه الحالة سيكون صعبا جدا.
هل سأستسلم؟
هل أستطيع المقاومة؟ وكيف؟
نعم أعلم فها أنت تهمسين في أذني مرة أخرى. الاختيار الآخر هو الأفضل.
يا إلهي ماذا أستطيع أن أفعل؟
ليس لي سواك
لا أحد سواك يعلم ما في قلبي.
ليس لي سواك ألوذ به.
لا تتركني وحدي.
لا أعلم كيف أتصرف.
نعم إن هذه أكبر مخاوفي........... أن أستسلم.
أسمع صوتا يأتي خافتا من بعيد........... وهل تركك الودود وحدك في أي وقت؟
ألم يزُد عنك في كل الأوقات؟ ويبعث لك دائما من يقويك ويؤيدك .
ذاك الصوت......... يعلو الآن......
تقوي به فلن يضيعك أبدا.
ألم يرسل لك نص الدعاء الذي ترتضينه.
فهل يبخل عليك الحيي الكريم بما يهفو إليه قلبك؟
أليس سبحانه إذا أعطى أذهل؟
أليس هو من جوائزه لمن اتقى وصبر بأكثر مما ترجو لنفسك وأبعد من كل ما تطاول إليه خيالك ذات يوم؟
أليس هو من يقول للشيء كن فيكون ويرزق من يشاء حين يشاء بغير حساب؟
ألم تدعيه بما تريدين؟ ألم يكن في دعائك الحب والألفة؟
أفيعطيك نصف الدعاء؟ كيف؟ وهو من هو. وهو من ألهمك هذا الدعاء.
ثم أليس ما كان في الله تلفه كان على الله خلفه؟
إذا لم تثقي في تقواك وصلاحك. فهو أرحم الراحمين. يرحم العاصي والطائع. ويعطي بقدره هو وليس بصلاحك أنت.
لقد كنت في ضيافة أكرم الأكرمين. فهل تظنين أنه كاسر خاطر ضيف دعاه لضيافته وذهب يلوذ به؟ أهذا ظنك بالله؟
قد يكون هذا درسا في اليقين بالله. يقين ذلك التابعي أتتذكرين............ الأسد.
نعم لنجعلها تميمة لنا. فنتذكر به دائما كيف يكون اليقين بالله. تخيلي ها هو التابعي الجليل وأمامه الأسد وهو هادئ النفس مرتاح البال يواجهه. لقد وثق أنه في جوار العزيز.
فاهدئي وقري عينا فأنت في جوار العزيز.
هو مولاك........... هو وكيلك.................. هو وليك.
آخر فرصة............ هل إجابة الدعاء محددة بزمن؟ تفسد بعدها ولا تصلح.
أعلم أنك أيتها النفس تحاولين سبل النجاة. وأقرب نجاة لك ذلك الحلم المتمثل في ذلك الموضوع الذي لم يكتمل .
تحاولين إحياءه بكل قواك.
فهو غوثك وأملك الدنيوي الوحيد.
أنت تنازعين الآن............. قد يكون لك عذر.
نعم فأنت محكومة بأسباب دنيوية ولا يستطيع عقلك إلا ذاك; أما الله جل وعلا فلا يعوزه الأسباب....... فقط كن فيكون.
اهدئي أيتها النفس ولا تنزعي لنوازع الشيطان فهو يجهد كل الجهد ليثير الفزع فيك. وأعلم أن بشريتك تذكي ذلك. فلا بأس عودي إلى رشدك سريعا كلما نزغك الشيطان.
رددي معي:
إن الله معي
إن الله وكيلي
إن الله وليي
لن يضيعني الله أبدا
سيجزل عطائي لأنه أكرم الأكرمين وأرحم الرحمين.
ليس لي سواك......... أنت ملاذي............ ملجئي............ كن معي دائما............ لا تكلني إلى نفسي طرفة عين.
من رضي بحسن اختيار الله له لم يعدل بما اختاره الله له شيئا.
26/1/2008
اقرأ أيضاً:
مطلوب عريس/ مطلوب عريس 2/ حاجة وتلاتين!/ حاجة وتلاتين مشاركة مستشار