![]() |
حين أضاجعها وهي تحترق شوقا لأنفاسي..
وأنهي الأمر بفعصها في مكعب زجاجي..
أو أطرحها أرضا وأدوس عليها بسادية مفرطة..
ألقى أخرى يحرقها الشوق..
فأضاجعها هي الأخرى.. وهكذا.. بلا ملل أو فقدانا للشغف..
دوما هناك من تحرق نفسها لأجلى..
حتى تلك الميريت الأنيقة تفنى من أجلي..
وكليوباترا التي خرجت من حواري روايات نجيب محفوظ.. يحرقها الشوق على رفوف الحوانيت كلما مر نظري بها..
لذلك يا فاتنتي لم أندم قطا على رحيلك..
فالذي أنهى سجنا دام لبضع سنين.. أو أقل أو أكثر لن يشتاق أبدا لفاتنة مثلك وهو على عتبات الحرية..
إلى أقرب كشك ستكون وجهته..
وإن خانه المال سيضطر غير آسف إلى سؤال مدخن.. أي مدخن.. سيعطيه سيجارة بكل امتنان وبلا مقابل.. فالمدخنون في عالمهم الخاص.. جدا.. يعرفون أن مضاجعة الخرمان لسيجارة أحظى بكثير من فعص مؤخرة كيم كارداشيان.. أو مضاجعتها حتى. فعلى الجميع أن يفهم ذلك..
نحن المدخنون في نهار رمضان مثلا وحوشا كواسر.. قد نلتهم ذراعا امتدت إلينا عن طريق الخطأ.. قد نفعل أشياء لا يستوعبها البعض.. نسب.. نلعن.. نتعارك.. تتحول سماتنا الشخصية المعهودة إلى سمات متغايرة متباينة أكثر عدوانية بأشكال غير مبررة.. ربما نشعل سيجارة داخل المسجد قبل المغرب بقليل.. ونحن أكثركم إيمانا وحرصا على الصوم.. أي شيء توقعه..
نحن الذين في نهار رمضان نصارع ذباب وجوهنا، حتى لو انتهى الأمر بفخت عيوننا نحن..
هذا النيكوتين اللعين أقوى المواد سطوة إدمانية بعد الهروين والكوكايين حسب المنظمة العالمية للصحة.. وفي رواية أخرى هو أقواها على الإطلاق.. ليست الماريجوانا أو الكحول حتى.. إنها السيجارة العادية.. لها سطوة تعبث بألباب الرجال..
وهؤلاء الفناييخ الذين يقولون لماذا لا تُقلع؟! سيكون الرد عليهم مهينا جدا في نهار رمضان.. ربما يحمل ألفاظا وقحة.. لذلك إذا صادفت مدخنا شرها في نهار رمضان يسير في شارع.. نصيحة مني لا تحادثه.. لا تلقي عليه السلام حتى.. والأفضل أن تغير وجهتك وتسير من شارع آخر.. مهما كان صديقا حميما قد يلتهم ذراعك في أي لحظة.. وأنا كمدخن شره لو كتبت هذا الكلام في نهار رمضان سيكون بلهجة أخرى تماما..
من أجل ذلك أعلن على ملأ غير كثير أني عزمت على الإقلاع عن التدخين إلى الأبد.. وإن قالت لي إحداهن هيت لك.. لن أقبل حتى لو كانت ذات الريد ليبل قاتلتي.. والتي أفنيت في عشقها خمسة عشر عاما.. لا تفارقني ليل نهار..
قاسمتني كل لحظات حياتي.. حين أغضب تهدئني.. أنزعج تؤنسني.. أقلق تطمئنني.. أحب تسعدني.. أكتب تلهمني.. أنتظر تشاركني الانتظار.. لم تنقطع عني إلا لحظات صيامي التي كانت تبدو لي في كامل زينتها مثل حور غنجة.. حتى في لحظات نومي تشاركني أحلامي..
هذه القطيعة التي أعلنها بمثابة إخصاء لرجل نهم.. أو فقدان شخص عزيز لامرأة لا تعرف غير الحب.. أو انتحار طفلة لم تتجاوز العاشرة بعد!
لذلك أنا أسحب كلامي هذا وسوف أستمر في التدخين إلى حين.
واقرأ أيضًا:
التدخين والكافيين ورمضان / مع الجميلة دبي لثاني مرة3