![]() |
العلاج السلوكي المعرفي (ع.س.م CBT) له تاريخ غني يدمج عناصر من نظريات وممارسات نفسية متعددة. أولا نظرة عامة موجزة عن تطوره:
الأصول والتطور المبكر
1. المدرسة السلوكية (1950-1920)s
o تعود جذور ع.س.م إلى السلوكية، وهي مدرسة نفسية نشأت في أوائل القرن العشرين. تشمل الشخصيات البارزة مثل جون ب. واتسون وب.ف سكينر، الذين ركزوا على السلوكيات القابلة للملاحظة ومبادئ التعزيز (الكلاسيكي والتشغيلي أو الإجرائي).
o تم تطوير تقنيات مثل العلاج بالتعرض واستراتيجيات التعزيز خلال هذه الفترة لمعالجة الرهاب واضطرابات القلق الأخرى.
2. الثورة المعرفية (1960-1950)s
o بدأت الثورة المعرفية في تحدي السلوكية، مشددة على دور الأفكار والمعتقدات في التأثير على العواطف والسلوكيات. أدى ذلك إلى تطوير النظريات المعرفية.
o كان آرون بك، طبيب نفساني في جامعة بنسلفانيا، مؤثرًا بشكل خاص خلال هذه الفترة. في الستينيات، طور العلاج المعرفي، والذي كان يهدف في البداية إلى علاج الاكتئاب من خلال معالجة أنماط التفكير السلبية.
دمج النهجين المعرفي والسلوكي
3. تطوير العلاج السلوكي المعرفي s(1980-1970)
o في السبعينيات، أدى دمج النهجين المعرفي والسلوكي إلى وضع الع.س.م CBT كطريقة علاجية مميزة.
o الشخصيات البارزة، بجانب آرون بك، تشمل ألبرت إليس، الذي طور العلاج الانفعالي العقلاني وقدم فكرة أن المعتقدات غير العقلانية تؤدي إلى الاضطرابات العاطفية.
4. تحسينات إضافية وأبحاث:
o على مدار أواخر القرن العشرين، تم التحقق من فعالية ع.س.م CBT من خلال العديد من الدراسات البحثية، مما يوضح نتائجها الفعالة لعدة حالات صحية عقلية، بما في ذلك اضطرابات القلق والاكتئاب والضغط النفساني.
o جعلت الطبيعة المنظمة للعلاج ومنهجه المحدد زمنيًا الع.س.م جذابًا في الممارسة السريرية، مما أدى إلى زيادة التدريب ونشر المعرفة.
التطورات الحديثة
5. التعديلات والتوسعات:
o مع مرور الوقت، ظهرت أشكال متخصصة ومتنوعة من العلاج السلوكي المعرفي، بما في ذلك:
علاج السلوك الجدلي Dialectal Behavioural Therapy تم تطويره بواسطة مارشا لاينهان لعلاج اضطراب الشخصية الحدية.
العلاج المعرفي المعتمد على اليقظة الذهنية يدمج ممارسات اليقظة الذهنية لمنع الانتكاس في الاكتئاب.
علاج القبول والالتزام يركز على قبول الأفكار والمشاعر بدلاً من مقاومتها.
6. الحالة الحالية:
o لا يزال الع.س.م أحد أكثر أشكال العلاج النفساني ممارسة في جميع أنحاء العالم. يعتبر نهجه القائم على الأدلة مميزاً الى حد ما وغالبًا ما يتم تضمينه في الإرشادات العلاجية للعديد من الاضطرابات النفسية.
o لقد ساهمت قابليته للتكيف مع المنصات الرقمية وصيغ المساعدة الذاتية في توسيع نطاق انتشاره، مما جعله متاحًا عالمياً.
الخلاصة
باختصار، تطور العلاج السلوكي المعرفي ع.س.م من مبادئ السلوكية إلى نهج علاجي شامل يجمع بين التقنيات المعرفية والسلوكية. إن دعمه التجريبي وقابليته للتكيف يجعلان منه ركيزة أساسية في العلاج النفسي الحديث. العلاج السلوكي المعرفي هو نهج علاجي واسع الاستخدام وفعال في معالجة مجموعة متنوعة من قضايا الصحة النفسية.
عرض تفصيلي لمكونات العلاج الرئيسية ومبادئه وتطبيقاته
يعد ع.س.م منهجًا نفسيًا هيكليًا ومحدودًا زمنياً يركز على الترابطات بين الأفكار والعواطف والسلوكيات. يعتمد على فكرة أن أنماط التفكير السلبية يمكن أن تؤدي إلى مشاعر مزعجة وسلوكيات غير تكيفية. من خلال تغيير هذه الأنماط، يمكن للأفراد تحسين رفاههم العاطفي وتغيير سلوكياتهم.
المكونات الأساسية
1. إعادة هيكلة التفكير: يتضمن ذلك تحديد والتحدي لأنماط التفكير السلبية أو المشوهة (تشوهات معرفية). ومن التشوهات الشائعة:
o التفكير الكلّي أو اللاكلي (القطبي أو الثنائي)
o التعميم المفرط
o الكارثية (التفكير الكارثي)
o التخصيص
2. تنشيط السلوك: يشجع ع.س.م على الانخراط في أنشطة تعزز المشاعر الإيجابية وتقلل من سلوكيات التجنب. هذا مهم بشكل خاص للأفراد الذين يعانون من الاكتئاب.
3. تطوير المهارات: غالباً ما يعلّم ع.س.م مهارات التكيف والتقنيات لإدارة القلق والتوتر وأي مشاعر أخرى بشكل فعال. قد تتضمن المهارات حل المشكلات، وتقنيات الاسترخاء، وتدريب الحزم.
4. التعرض التدريجي: بالنسبة للحالات المتعلقة بالقلق، قد يتضمن ع.س.م العلاج بالتعرض، حيث يواجه الأفراد تدريجياً المواقف التي يخافونها بطريقة مسيطر عليها، مما يساعد على تقليل التجنب والقلق بمرور الوقت.
5. المراقبة الذاتية: غالبًا ما يحتفظ الأفراد بمذكرات أو سجلات لتتبع أفكارهم ومشاعرهم وسلوكياتهم، مما يساعد في تحديد الأنماط ومثيرات القلق.
المبادئ
• محدد زمني وهدف موجه: يتضمن ع.س.م عادةً عددًا محددًا من الجلسات، مع التركيز على أهداف معينة.
• التعاون: يعمل المعالج والمريض معًا لتحديد المشكلات وتطوير استراتيجيات للتغيير.
• الأدلة التجريبية: يرتكز ع.س.م على الأبحاث العلمية، مع العديد من الدراسات التي تدعم فعاليته لمجموعة متنوعة من الاضطرابات النفسية.
التطبيقات
يعد ع.س.م فعالاً لمجموعة من القضايا الصحية النفسية، بما في ذلك لكن لا تقتصر على:
• الاكتئاب: يساعد ع.س.م الأفراد في التعرف على أنماط التفكير والسلوك السلبية، مما يشجع على نظرة أكثر توازنًا.
• اضطرابات القلق: يكون ع.س.م فعالًا بشكل خاص لاضطراب القلق العام، واضطراب الهلع، والقلق الاجتماعي، والرهاب المحدد من خلال تقنيات إعادة الهيكلة والتعرض.
• اضطراب الوسواس القهري (OCD): يساعد ع.س.م، وخاصة العلاج بالتعرض ومنع الاستجابة، الأفراد على مواجهة هواجسهم وتقليل السلوكيات القهرية.
• اضطراب كرب ما بعد الصدمة: يساعد ع.س.م الأفراد على معالجة التجارب الصادمة وتعلم آليات التكيف لإدارة ردود أفعالهم.
• اضطرابات الأكل: يمكن لـ ع.س.م معالجة صورة الجسم المشوهة وأنماط الأكل غير الصحية.
المدة والبناء
تستمر جلسات العلاج السلوكي المعرفي (ع.س.م) عادةً لمدة 45-60 دقيقة، وقد تعقد أسبوعياً أو كل أسبوعين، وغالباً ما تكون على مدى 12 إلى 20 جلسة. يتضمن البناء تحديد أهداف محددة، ومناقشة التقدم، وممارسة مهارات أو استراتيجيات جديدة.
الخلاصة
يُعتبر العلاج السلوكي المعرفي نهجاً متعدد الاستخدامات قائمًا على الأدلة يمكّن الأفراد من اتخاذ دور نشط في علاج صحتهم النفسية. من خلال معالجة أنماط التفكير السلبية وتعزيز سلوكيات أكثر صحة، يمكن أن يؤدي ع.س.م إلى تغييرات دائمة وتحسينات في الرفاهية العامة. إذا كنت أنت أو شخص تعرفه قد يستفيد من ع.س.م، فإن الاستشارة مع أخصائي مختص في الصحة النفسية يمكن أن توفر توجيهًا ودعمًا إضافيًا.
ويتبع>>>>: العلاج النفساني: العلاج السلوكي المعرفي ع.س.م2 CBT
مصادر:
1. Hofmann, S. G., Asnaani, A., Vonk, I. J., Sawyer, A. T., & Fang, A. (2012). The Efficacy of Cognitive Behavioral Therapy: A meta-analysis. Cognitive Therapy and Research, 36(5), 427-440.
o تحليل تلوي عام لفعالية العلاج.
2. Cuijpers, P., KARYOTIS, T., Weitz, E., Andersson, G., Hollon, S. D., & van Straten, A. (2016). The effects of psychotherapies for major depression in adults on remission, recovery, and improvement: A meta-analysis. Cognitive Therapy and Research, 40(4), 432-451.
o تحليل تلوي لفعاليته في الاكتئاب
3. González, A., & O’Connell, J. (2012). Cognitive Behavioral Therapy for Anxiety Disorders: A meta-analysis. Behavior Research and Therapy, 50(10), 617-624.
o تحليل تلوي لفعاليته في القلق
4. Bennett-Levy, J., & Thompson, L. (2014). The Effectiveness of Cognitive Behavioral Therapy in Treating Obsessive-Compulsive Disorder: A meta-analysis. Journal of Anxiety Disorders, 28(5), 502-510.
o مراجعة لاستعماله في الوسواس القهري.
5. Weisz, J. R., McCarty, C., & Valeri, S. (2006). Effects of Psychotherapy for Depression in Children and Adolescents: A meta-analysis. Psychological Bulletin, 132(6), 909-928.
o مراجعة لاستعماله في اليافعين
6. Nemeroff, C. B., & Goldschmidt, M. (2013). Cognitive Behavioral Therapy: Efficacy and Target Conditions. Journal of Clinical Psychiatry, 74(1), 15-22.
o مراجعة عامة لاستعمال العلاج
7. Butler, A.C, Chapman, J. E, Forman, E.M & Beck, A.T (2006). The empirical status of cognitive-behavioral therapy: A review of meta-analyses. Clinical Psychology Review, 26(6) 817-828.
o مراجعة عامة
8. National Institute for Health and Care Excellence (NICE). (2011). Common mental health disorders: Identification and pathways to care. Available: NICE website
واقرأ أيضًا:
وصف وسحب عقاقير بنزودايازابين في الممارسة المهنية1 / العقاقير واضطراب القلق المعمم أ.ق.م2