سلسلة أسبوعية متخصصة لأخصائيّ علم النفس والعلاج والإرشاد النفسي، تهدف لتطوير الممارسات العلمية المهنية في قطاع العمل النفسي، اخترت لها هذا الاسم للالتفات للجانب الإنساني والحاجة لتكامل الإنسان لأصحاب هذا التخصص
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، إن إحسان العمل ونشر العلم يحمل في طياته عظيم الأجر والصدقة الجارية، أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعل هذا العمل في ميزان أعمالنا من معلمٍ ومتعلم.
وقد أعجبني قولٌ مفاده "يمكن للعلم أن ينتج طبيباً أو مهندساً لكنه ليس بالضرورة أن يصنع إنساناً"، فعلى قدر أهمية العلم لكن صناعة الإنسان أمرٌ آخر، ذلك الإنسان الذي يحمل في جنباته ما يجعل منه صاحب رسالة ومهمة وغاية، فكيف بالاختصاص الذي لا ينفصل فيه العلم عن الإنسان كاختصاص علم النفس.
# أن تكون إنساناً:
إن اختصاص علم النفس كما أراه، يجعل من الممكن للإنسان أن يرتقي بفكره وعاطفته وسلوكه، ليس فقط ذلك الإنسان الذي اضطرب أو عانى من مشكلة، بل من يريد أن ينمو الإنسان في داخله، وأحق الناس بذلك هم من درسوا هذا العلم، كان أحد معلمينا في المرحلة الثانوية يصف حال بعض الطلاب فيقول عنهم (قرأ ولم يتعلم) واصفاً من يقرأ الكتب ويدرسها، ولكن لم يحظى بفهم ليكون متعلماً حقاً، فالعلم قائماً على الفهم العميق، والتطبيق والإفادة منه، وإلا سنكون كمن قرأ ولم يتعلم.
# ماذا تحتاج خلال هذا المشوار:
ستحتاج في متابعة هذه السلسلة الأسبوعية إلى دفتر ملاحظات، تدون فيه المطلوب الأساسي في كل حلقة، لتصل إلى ممارسة مهنية عالية الجودة بإذن الله، كما يمكن النقاش وإبداء الرأي حول كل حلقة من حلقات هذه السلسلة.
# حدد غايتك، أو اسعى لتحديدها:
إن مفترق الطريق الأساسي في العمل النفسي الحقيقي، هو تحديد الغاية الواضحة المعالم لما تريده من هذا الاختصاص، فما هي غايتك من ممارسة هذه المهنة؟
"حدد غايتك قبل كل شيء لتحدد خارطة الطريق لمستقبلك المهني".
... وجدت غايتي بعد عدة سنوات من ممارسة هذه المهنة أكثر وضوحاً خاصة بعد ما تعلمته من أحد مراجعاتي التي كانت تقول "لم أختر أن أكون مريضة لكنكم اخترتم هذا الاختصاص" فإن كنا اخترنا هذا الاختصاص فلنختر غايتنا التي نريد، وطموحنا الذي نصبوا إليه، حيث أننا مؤتمنينَ على حياة الناس وأنفسهم.
# تنَّبه #
العلم مادةً لا يصلح أن يحملها ويحتويها إلا وعاء القلب والعقل، ولو شغلت وعاء القلب فقط ضاع المنهج العلمي فيه، أما إذا شغلت وعاء العقل فقط فقد ضاع الإنسان منه، ستتعلم في هذه السلسلة كيف تعبئ وعاء قلبك وعقلك لتحفظ توازن الإنسان العالم المتعلم.
# مهمة اليوم:
خصص دفتراً لتطوير نفسك في هذا التخصص، وبتاريخ هذا اليوم ضع غايتك من ممارسة هذه المهنة بشكل واضح، وتابعنا ضمن الحلقات القادمة، معاً لنتطور ونطور هذا التخصص.