انزلوا الستائر فقد انتهت المهزلة، أو كما قال يوسف بك وهبي، ما الدنيا إلا مسرح كبير، نظل نتصارع على دور في هذه المسرحية الهزلية، ونقتل بعضنا البعض لنحصل على دور البطولة، أو على الأقل دور رئيسي أو ثانوي، وقد يرضى البعض بالدور الهامشي.
ولكن عندما يحين موعد إنزال الستار نتمنى أننا لم نشارك في هذه المسرحية، ونندب حظنا أننا لم نكن على مقاعد المشاهدين.
ولكن وقتها سيكون الوقت قد فات، وجاء ملك الموت لينتزع أروحنا، ستجد شريط عمرك يمر أمامك في لحظات، ستجد إنك ضيعت عمرك في تفاهات لا تستحق كل هذا الصراع، ولا التنازلات التي قدمتها في حياتك.
ستجد إنك أعطيت قلبك لمن لا يستحق، فطعنه عدة مرات قبل أن يقرر إلقاءك في سلة مهملات عقله.
ستجد إنك تركت من يحتاج إليك حقا، ولا يريد إلا سعادتك، من أجل أشخاص لا يستحقون ابتسامتك.
ستجد أنك تحدثت مع أشخاص لم تحبهم، ولا تحترمهم، لمجرد أن هناك لعبة واحدة تضمكم، وتظل طوال عمرك تحارب لأشياء لن تأخذها معك، فهل تريد أن تستمر في هذه المسرحية الهزلية؟
عليك بالتفكير، فطالما تقرأ هذه السطور، فهذا يعنى أن ستائرك مازالت مرفوعة لم تنزل بعد، بإمكانك أن تنسحب من هذه المهزلة، وتجلس في القاعة المكيفة للمتفرجين، حيث تنام مرتاح الضمير حتى يأتي اليوم المشهود.
فأفعل ما تريد، اطمس الماضي بكل أحداثه السيئة، وأشخاصه، لا تفعل إلا ما يريده قلبك فقط، حتى ترتاح في نومتك الأبدية.
من الجائز أنك ستتعب في البداية، ولكن عند نهاية المسرحية ستكون البطل الحقيقي، لأنك وجدت نفسك ولم تكن إمعة تمشى وراء أعراف وتقاليد بالية.
واقرأ أيضاً:
رفقا بي / هل تستطيع أن تقول لا ؟