السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أردت أن أشرككم معي في خواطري عن أجمل رحلة قمت بها على وجه الأرض. فما أن لمست قدمي الأراضي المقدسة حتى تدفقت الأفكار والخواطر تغزو رأسي فرأيت أن أحبسها في دفتري الصغير. حتى إذا صعب الطريق رجعت إلى دفتري فبرق الأمل من جديد.
فقد تعلّمت أنه إذا جاءت الخواطر إلى رأسي أسرعت أسطرها علّها تنفعني فيما بعد، وبما أني في أعظم رحلة عبر التاريخ رحلة الحج إلى بيت الله الحرام، ولأني أريد الاستفادة منها أقصى استفادة، والتمتع بها لأقصى حدّ، سأكتب خواطري منذ البداية، قد تأتي مرتّبة أحياناَ، مفهومة وواضحة، وقد تأتي في غير سياقها وغير واضحة وغير مفهومة، وهذا لأنها مجرد خاطرة لم أستطع وضعها في إطار.
حسناً لنبدأ من البداية أو من قبل البداية بقليل.
لم أقصد أن تكون خواطري مذكرات وتسجيل لأحداث الرحلة، بل هي بالفعل خواطر كانت تتزاحم في رأسي كلما رأيت هذا العدد الهائل من المسلمين في مكان واحد، وما وصلت إليه أحوالهم في أقدس مكان على وجه الأرض. وليكون كل شيء واضح منذ البداية سأروي كيف وصلت إلى هناك عبر مصرنا الحبيبة، والتي تاجر أهلها في كل شيء حتى رحلات الحج والعمرة!
بدأت رغبتي في الحج منذ فترة طويلة لكني لم أستطع أن أضع الفكرة موضع لتنفيذ إلا قبل سنتين من ذهابي الفعلي. فلدي مشكلة "عويصة حبتين"، أنا لم أبلغ الخامسة والأربعين من عمري! ورغم أن هذا يسعدني إلا أنه لا يسعدني في هذه النقطة لأنني مطالبة أن أدفع نفقتي ونفقة المحرم المرافق لي، وهذا ما لم يكن في إمكاني "سياحياً بالطبع"، وكلّما استطعت توفير المطلوب زادت التسعيرة، فما كان مني إلا أن اتجهت إلى حج القرعة المعروف بقرعة الداخلية، والذي كنت أسمع عنه سمعة طيبة- "وفي ذلك كلمات أخرى"، ولم أنجح لمدة عامين في الفوز بالحج، أما العام الثالث فقد اختارنا الله تعالى "أنا وأخي وأختي" لنكون من ضيوفه "ضيوف الرحمن"، أما ما واجهنا منذ علمنا باختيارنا، وماذا لاقينا من تعليقات ممن حولنا قبل الذهاب، ومن الحجاج هناك عن كيفية ذهابنا معاً نحن الثلاثة وعن صغر سننا، فهذا ما سأسرده عليكم المرة القادمة.
28/3/2008
ويتبع >>>>>>>: خواطر حاجّة2
اقرأ أيضاً:
يوميات مجنون: في الحج 2040 / يوميات سحابة: أطرف المواقف في رحلة الحج / لحظات سعادة / المسلمون الروس والحج في نهاية القرن الـ19