هزيم رعد وومضات بروق وهطول أمطار شتاء قارص لم تثني الصغير عن مواصلة المسير تجاه المشهد الحزين..... ويلي..... ماذا يعني ما يجري.... لا أعي ولا أشعر إلا بطعم مرار نسوة متسربلات بالغم متشحات سواد يظهرن في الأفق..... عازفات سويا لحن الهم والمر والفراق.... ضاربات بأرجلهن الخشنة المنتعلة حذاء أديم الأرض المعجون بمياه السماء.... ويحي..... إنهن قادمات نحوي عازفات لحن الفناء.... مازالت أصداء صرخاتهن تجلجل في أركان فؤادي تاركة تحت غطاء السعادة الشفاف مسحة من كرب... لم يعد يدرك الصبي من المشهد المتلاشي في آتون الذاكرة إلا فتى ذا لحية كثة يصعد درجات السلم الخشبي وزخات البنادق ثم السقوط المدوي.... لم يعد يذكر إلا هشيم القش بعد أن غادره الرجال...
........... وصرير ريح عاتية لم يكن يعلم من أين هي آتية...... وقماش سميك مصلوب مزركش حمره وسواد وشيء قليل من بياض..... مازال دوى النساء يطن في أذني......
(عيني عليه لما انغدر والقلب من الوجع انفطر )
(عيني عليه لما مات والفرح من بعده فات )
(يوي يوي يوي)
اقرأ أيضاً:
رأس السنة وجسد الأمة المريض / الأسيرات المحررات!!!