السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أحسست بالمرض (صداع قوي) وبالتالي شعرت بالضعف........ أسمعكم تقولون وماذا في ذلك؟
حسنا الأغرب ذلك الإحساس الذي يغمرني أحيانا.
كم أود أن أوصل لكم الإحساس به. بل كم أود لو أمسك بتلابيبه فلا يهرب مني أبدا.
أشعر بضعف لذيذ وبقرب الله بقوته وجبروته.
قربه نعم أليس المريض كما قيل في معية الله وكما قال الله في الحديث القدسي "يا ابن آدم مرضت ولم تعدني فيقول: فكيف أعودك وأنت رب العالمين فيقول: مرض عبدي فلان أما تعلم أنك لو عدته لوجدتني عنده". وهكذا يكون شعوري أن الله معي.
وبهذا الشعور تتلون الأشياء كل الأشياء فرغم شعوري بالسقم قبله تختلف الأمور كثيرا بعده. فمع مثل ذلك الشعور يكون لحياتي معنى. وعنده أشعر أن كل الأمور خير، فالمرض خير لأنه يذكرني بالله وبقربه وبوجوب الدعاء له. وكل نقص أو ابتلاء في حياتي خير فالله يدعوني ليسمع صوت دعائي. فيلين قلبي وأحس بالدموع في حلقي، ليست دموع حزن أو لوعة أو قهر بل هي دموع رائعة لها مذاق خاص.
يا إلهي كم تكون قريبا في هذه اللحظة. إنه يحبني نعم يحبني.
في باقي الأوقات تكون هذه الجملة مجرد خبر. أما في هذه اللحظة فهي إحساس رائع وشعور عميق.
يحبني تعني أن كل ما مر لصالحي لخيري في الدنيا والآخرة.
ففي الآخرة بالصبر الذي يوفى بغير حساب.
أما في الدنيا ليصقلني بالخبرة والمعرفة التي لن تأتي إلا بالتجربة.
يا إلهي ما أجمل الدنيا في هذه اللحظة. إنك بجانبي معي دائما.
فممن أخاف يا ترى؟. من مستقبل مجهول أم من فوات الرزق.
لا أخاف من أي شيء، فالمستقبل مشرق والحياة رائعة.
وكل شيء بين يدي.
وكيف لا وأنا معي خالق كل شيء، القادر على كل شيء،.
إذا أراد شيئا قال له كن فيكون، العالم بكل شيء، من وسعت رحمته كل شيء.
في هذه اللحظة لا أهتم بحرماني وما أفتقد.
وكيف أهتم ومعي من يرحمني من شر نفسي.
في هذه اللحظة أحس أن الله سيعطيني كل ما أريد فهو يحبني.
آه كم أود أن أمسك بهذه اللحظة بين يدي.
في هذه اللحظة أحب كل الناس.... أسامح الجميع.
أحبهم وأود لو يشعرون بما أشعر به.
كم يرق قلبي ويحنو.
فأهتف لا لا لم تكن سببا في بعدي عن الخالق.
بل ازداد قربي لدرجة أذهل فيها أن هذا ممكن.
لدرجة أني أستغرب وأتساءل كيف يمر بي أو أظن في لحظات أخرى أن الله سبحانه وتعالى سيتركني لنفسي.
أو أنه لا يحبني. عندما أخطأ أو أسأم أو أشعر بضيق. كيف وهو يقبل التوبة عن عباده وقال رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"*
أتساءل ما سر هذا الشعور الرائع. هل هو مرتبط بالمرض؟
أم هي صدفة أن يهاجمني هذا الإحساس اللذيذ عند سفري.
هل لاختلاف الأجواء والتغيير. أم لأن سفري عبادة لصلة رحمي.
فما أن بدأت رحلتي حتى رحمني ربي لصلتي لرحمي.
أم لاستسلامي الكامل لله.
نعم فلم أعد أعتمد على أي سبب من أسباب من الدنيا. أو على أحد من خلقه.
كم من مرة داهمني هذا الإحساس عند تسليمي التام لله؟
كم أود الفصل دائما بين الأخذ بالأسباب وبين النتائج التي هي من عند الله وحده؟
فهل هذا ما يعلمني الله إياه؟
فأنا أحس دائما أن هناك درسا ما أتعلمه.
وكثيرا ما أتساءل لماذا لم تكن نتيجة زيارتي لبيت الله الحرام مثل تلك السابقة؟
هل أستعجل النتائج؟
أم أن الله جعل الدرس هذه المرة قويا مؤلما ينبع من نفسي لأنه درسٌ مهم؟
أم أنه اجتماع كل هذه الأسباب.
_____________________________________________
* (عن أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون" رواه الترمذي والألباني وأحمد) ومن الرواة من استغربه ومنهم من استحسنه
28/3/2008
اقرأ أيضاً:
شباب الجنة: السعادة / في عيد ميلادي.. ورحلة البحث عن السعادة