بداية أنا إمام وخطيب ولست متخصصا في شئون الرياضة ولكنني شأني شأن أي شاب مصري مارست الرياضة وخاصة كرة القدم في شبابي بل وشجعت منتخب مصر والأهلي وفي مقالتي هذه لست مع الأهلي ضد الحضري وكذلك لست مع الحضري ضد الأهلي.
ولكن مع طغيان قضية الحضري مع الأهلي على وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية وقد لاحظت أن المسئولين عن الإعلام بعضهم يسيرون على نهج تدمير الحضري وتاريخه، بل ومحو صورته من على أجهزة التلفاز من خلال الإعلانات والبرامج..... لقد رأيت بعيني محو صورة الحضري من صورة مجمعة للنادي الأهلي في كأس العالم للأندية ووضع صورة حارس آخر بدلا منه وكذلك محو صورته من صورة مجمعة لمنتخب مصر في غانا والمعروف أن الحضري لعب جميع المباريات في البطولتين.
وفي واقعة هي الأولي من نوعها في التضليل والخداع عبر أجهزة الإعلام، إنه من العار أن ينسب النجاح لغير صانعيه فلا أحد يستطيع أن ينكر دور الحضري وتاريخه لأنه لاعب له إرادته وأصراره تماما مثل حسام حسن حينما ترك الأهلي لعب للزمالك وسجل له في مرمى الأهلي وحينما ترك الزمالك لعب للمصري وسجل له في مرمى الزمالك فأثبت جدارته كلاعب فذ والحضري من فصيلة حسام حسن.
نأتي إلى مسألة من صاحب الفضل على الآخر النادي أم اللاعب؟ والحقيقة أن هذه القضية مثل قضية البيضة والدجاجة فلولا البيضة ما كانت الدجاجة ولولا الدجاجة ما كانت البيضة فلولا الأهلي ما تألق الحضري وأصبح الحارس الأول في مصر وأفريقيا ولولا مساهمة الحضري وزملائه ما كانت إنجازات وانتصارات وبطولات الأهلي، فلا أحد ينكر دور الحضري في البطولات الأفريقية وبطولات الدوري والكأس، وفي آخر بطولتين لكأس السوبر الأفريقي حصل عليهما الأهلي بفضل براعة الحضري في صد ضربات الجزاء الترجيحية بعد أن عجز المهاجمون عن إنهاء المباراتين في وقتيهما الأصلي والإضافي، وكذلك لا يستطيع أن ينكر عاقل دور الحضري في بطولتي كأس الأمم الأخيرتين في مصر وغانا حيث صد الحضري ضربتي جزاء في المباراة النهائية مع الكوت ديفوار من دروجبا وبكاري كونيه بعد أن أضاع عبد الحليم علي ضربة جزاء لمصر كادت أن تطيح بالبطولة من مصر، ويكفي أن الحضري هو الحارس الوحيد الذي سجل هدفا في مرمى المنافس من كرة ثابتة وليست ضربة جزاء.
أبعد كل هذا يمحى تاريخ الحضري لأنه أخطأ واحترف؟؟ نعم إنه أخطأ ولكن لا يمكن أن ينقلب كل هذا الحب والعطاء إلى كره بهذا الكم والكيف لا لشيء إلا أنه ترك الأهلي.
وأذكركم يا سادة أن الأهلي ترك أعظم لاعبيه وهم في قمة مجدهم مثل طاهر أبو زيد وعلاء ميهوب وجمال عبد الحميد وحسام حسن، فلماذا كل هذا الغضب من أجل لاعب ترك الأهلي، إن عين العقلانية ألا تغضب أو تكره وإلا فليس لديك روح رياضية.
لقد قال مستر جوزيه يجب أن تمحى صورة الحضري ونطفئ عليه الشموع إنه خدع ناديه الذي صنعه. وإنا نقول نعم الأهلي صنع اللاعب ولكن اللاعب صنع نفسه أيضا بموهبته وجديته ومرونته ورشاقته بل وصنع مع زملائه اللاعبين تاريخا للأهلي بكثرة البطولات، ولي سؤال هل يستطيع الأهلي ومستر جوزيه أن يصنعا مني لاعبا فذا وموهوبا مثل حسام حسن والحضري؟ والجواب طبعا لا يمكن لأني لست موهوبا مثل حسام والحضري.
إذا هي منظومة رياضية متكاملة تتكاتف فيها جهود الجميع لصنع الانتصارات فلولا النادي ما كان اللاعبون ولولا جهود اللاعبين ما كانت الإنجازات والبطولات. لقد قامت الدنيا ولم تقعد لأن الحضري ترك النادي واحترف وقالوا عنه أنه هرب، أي هروب؟ (مع أن طريقة سفر الحضري خاطئة) لماذا لم تتحدثوا عن هروب بعض اللاعبين المحترفين -وهم معرفون- من تحمل المسئولية مع المنتخب لخوض غمار رحلة الدفاع عن لقبهم في غانا، الحضري لم يهرب وتحمل المسئولية وخاض المعركة وصنع الإنجاز غير المسبوق مع زملائه وعادوا إلينا بالكأس والبطولة الغالية من غانا، لماذا لا تتركونه بعد كل هذا العطاء لناديه ولبلده.
إنكم تحاولون تدمير الحضري وركنه على "الدكة" وإجباره على الاعتزال في حال عودته.
لقد رفعتم الحارس أمير عبد الحميد على الأعناق بعد مباراة المحلة فهل حقق بطولة، إنكم لم تشركوه في أي مباراة في وجود الحضري ويسأل عن ذلك مستر جوزيه وهو مدرب محترف.
السؤال الآن هل أصبح الحضري عدوا إسرائيليا حتى تشن هذه الهجمة الشرسة عليه في جميع القنوات المحلية والفضائية؟ إنها الدكتاتورية.
نعم دكتاتورية الأهلي في تجميد جميع البرامج الرياضية بل وغير الرياضية لشن حملة تدمير وتشويه صورة الحضري. وعين الدكتاتورية أن يتخذ الحضري قرار سفره واحترافه من تلقاء نفسه دون الرجوع إلى نادية الذي تربى ونشأ ولمع فيه.
اقرأ أيضاً:
يوميات مفرووسة: عصام الحضري/ الحضري استقال ولم يهرب/ وطنية كروية واللقب برازيل أفريقيا/ الانتصار البديل في الساحة الخضراء/ الزملكاوية!