السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ صغري، كنت أحلم بالسفر إلى الخارج والتعرف على ثقافات أخرى. عملت بجد لتحقيق هذا الحلم، ولله الحمد، تحقق ما تمنيت وسافرت إلى أمريكا في منحة دراسية. هناك، شعرت بفارق كبير. لأول مرة، شعرت أنني إنسان حقيقي.
في مصر، كنت أشعر بالوحدة والضيق والاكتئاب، وكان لديّ ميل للهروب من الواقع. كنت لا أشعر بالانتماء لأي مكان، ولا أستطيع التواصل مع الناس. أما هناك، فقد تغير كل شيء. بدأت أستمتع بالاستيقاظ مبكرًا والتفاعل مع الآخرين. شعرت أن لي قيمة ومكانة في المجتمع. اكتشفت نفسي من جديد، وتفتحت جوانب جديدة في شخصيتي.
المشكلة هي أنه عند عودتي إلى مصر، عاد معي القلق والخوف، رغم أنني لم أرتكب أي خطأ.
هنا، يُنظر إلى الشعور بالخوف على أنه ضعف أو دليل على عدم الرجولة، وهذا شعور مؤلم للغاية.
للأسف، لم أستطع التغلب على هذا الصدمة الثقافية،
وأشعر الآن بالضياع والارتباك، عكس ما كنت أشعر به هناك.
27/10/2025
رد المستشار
صديقي
حل مشكلتك يكمن في أن تعي وتفهم أنك أنت من يشكل تعاملك مع البيئة والناس وليس العكس.
إقبالك على الحياة والناس في أمريكا هو الذي وضعك في حالة نفسية جيدة... ليس هناك ما يمنع أن تستيقظ مبكرا وأن تتفاعل مع الآخرين في مصر أو في أي بلد آخر... الناس لا يختلفون كثيرا من مكان إلى آخر سوى في العادات والتقاليد.
تعاملك مع المكان والناس والمعاني التي تستنبطها من هذا هو اختيارك البحت... الحل في الأساس هو تقبل مصر وأهلها كما هم وفهم أن البشر عموما لديهم نفس الرغبات والمخاوف.
لابد وأن هناك في مصر من يمكنك التوافق والتعامل الجيد الصحي معهم، ولكنك لن تجدهم بالانعزال والهروب والاكتئاب.... إقبالك على الحياة بفضول واهتمام هو ما سيفتح لك أبواب الراحة والسعادة... السعادة تتطلب تحديات يمكن تخطيها وعلاقات صحية ولو واحدة على الأقل.
هواياتك واهتماماتك وممارستها هو ما سيفتح لك الأبواب... مارس ما يستهويك منها لذاتها... إن لم يكن لديك منها فهذا مؤشر على أنك تغلق أبواب الحياة بنفسك... الاختيار يعود إليك.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
واقرأ أيضًا:
بين الأمس واليوم: المولعون بأمريكا