مرحلة البكاء المتواصل...
لطالما اعتبرتُ البكاء ليس ضعفًا... البكاء قوة ومتنفسٌ لمشاعرنا، خلقها الله فينا، وليس عبثًا. لكن لديّ مبدأ: لا أبكي إلا عندما أكون حبيسة غرفتي ولا أحد يراقبني، لأن الناس، والمصريون تحديدًا، يحبون الذل، دون أن أتطرق للحوار. لا أستهين بمشاعر أحد وأنا أسير في الشارع. لديّ أقارب توفوا، ولا أبكي. لديّ أخبار صحية حزينة، ولا أبكي كل عام. لديّ أحلام وأهداف لم تتحقق، وأخيرًا أبكي بضع دموع قبل أن أنام، وهذا كل شيء... هروب حقيقي
خلال الأشهر الخمسة الماضية، مررتُ بمشاكل في العمل، والصحة، والعائلة، والنفسية، والمالية، والاجتماعية... سمّها وسأسمّيها. وبكيت أمام خمسة أشخاص لا يجب أن أبكي أمامهم... عندما... أغضب، فأبكي، فأزداد غضبًا، وأبكي أكثر، وأبقى... كالحمقاء، ولكن عندما أحزن، ألتزم الصمت.
خلال الأسبوع الماضي وحده، كل شيء في حياتي ينهار، ولا أستطيع التوقف عن البكاء... التفكير المفرط يجعلني أشعر أنني المخطئة، المشكلة، الشريرة، السبب. لعلاقتي المدمرة مع الله والهراء الذي فعلته وأفعله. أليس من الممكن أنه لا يريد أن يغفر لي ما مضى ويحاسبني عليه الآن، فقط ليغطيني؟ أوه، لقد فكرت بشكل سيء، والله قال في كتابه إن هذا ليس صحيحًا. أنا أعلم، وأعلم أنه الغفور الرحيم... أليس ذلك لأنني لا أعرف كيف أؤدي أي عبادة بانتظام؟
لعلاقتي المدمرة مع أصدقائي، مع أن لكل منهم حياته الخاصة، وأعيش أسوأ كابوس الوحدة. لعلاقتي المدمرة مع عائلتي، حتى رغم أنهم يلقون عليّ كلمات قاسية هذه الأيام. علاقتي المدمرة بالعمل، حيث ارتكبتُ خطأً فادحًا كلّفنا الكثير من المال، مع أنه كان يستهلك طاقتي منذ شهور.
علاقتي بالمال، التي أصبحت مجرد حزن، أي التسوق، والموضوع سخيف. ليس ضروريًا، والآخرون يُكافحون من أجل حياتهم. علاقتي بدراستي التي لم أعد أتحملها. علاقتي بنفسي التي أُدمرها. علاقتي بجسدي، وآلام الأمراض التي تختلف وتزداد صعوبة كل عام عن العام الذي سبقه. أقسم أنني لا أستطيع حتى إجراء فحص بالأشعة السينية لاكتشاف أي شيء جديد.
زواجي متأخر، مع أنني لستُ كبيرة في السن، لكن الشباب يُنجبون. وصلتُ إلى مرحلة تُقال فيها السخافات بصوت عالٍ، ولا أستطيع تقبّل فكرة الصالونات. فكرة أن يطلب مني غريب أن أأتي تُخيفني. وقريبًا جدًا، خلال أيام أو أسابيع قليلة، ستُفتح عليّ أبواب الجحيم من... سخافات الأهل والجيران والأصدقاء والأقارب. لولا كل من أعرفهم هنا، لتكلمتُ أكثر.
ما أعرفه: عقلي يُخبرني أنني سيئة، حاقدة، ولا أريد الخير للآخرين. أنانية، جشعة، كلامي قبيح، وعيناي قبيحتان، ويجب على الجميع الابتعاد عني، ويجب عليّ الابتعاد عن الجميع حتى لا أؤذي أحدًا. ينشقّ العالم ويبتلعني حتى لا أؤذي أقرب الناس إليّ. لماذا عندما نتوقع الخير من الله، لا يتحقق كل ما نتمناه... أعرف الإجابة، والله، من باب التدين. لكن لماذا؟! لماذا يكون كل شيء عكس ذلك! أعني، كان لي الحق أن أقول إني فقيرة، لكن ما أتمناه لا يتحقق... لكن لماذا أقول ذلك؟ لا أعرف.
كل شيء بيده... أملي في الله أن يُغيّر حالي إلى حال أفضل، وفي أسرع وقت ممكن، فهو الحَكَم، وله أسبابه، وهو اللطيف.
ادعو لي... أكثر ما أحبه هو الدعاء.
19/10/2025
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
البكاء ليس عيباً ولا ضعفاً وإذا كان البكاء يريحك فدعيه يحدث، ولكن البكاء أيضاً من علامات الاكتئاب وخاصة عندما يتكرر ويؤثر سلبياً على جودة الحياة وأن يصاحبه اضطراب في النوم والشهية والتركيز. كذلك تواصلي مع طبيب لفحص آلامك وأعراضك الصحية فالألم الجسدي يؤثر بشدة على المزاج.
للتغلب على الشعور بالعجز اختاري أولا مشكلة صغيرة قابلة للحل الآن مثل موعد مع طبيب أو لقاء أحد.
الأخطاء تحدث، والأفعال لا تُعرف بقيمة الشخص كله. التوبة والعمل على التغيير أفضل من التفكير بالعقاب الأبدي. ضعي حدوداً مع من يجرحونك لفظياً، وابتعدي مؤقتاً عن محيط سلبي أو تجنبي التواصل.
عليك باتباع إيقاع يومي منتظم من نوم ونشاط وتغذية صحية.
وفي النهاية مراجعة طبيب نفساني في غاية الأهمية.
وفقك الله
واقرئي أيضًا:
البكاء الدائم
اكتئاب.. ونوبات بكاء في منتصف الليل
كثرة البكاء عرض لأشياء وأشياء !!
التعامل مع الاكتئاب(1ـ2)
أنا مكتئب.. ساعدوني! الاكتئاب المزمن!
غياب الهدف في العالم العربي
قبل أن تحددي هدفك في الحياة!
خطوات مستمرة نحو هدف محدد= النجاح