السلام عليكم
أرى هنا منذ فترة استشارات تتحدث عن الوحدة وكيف يشعر البعض بعدم القدرة على إيجاد شريك حياتهم أو الزواج.
أشعر حاليًا بنفس الشعور والمخاوف، وهذا ما شجعني على الكتابة هنا لأول مرة، وأن أقول هاتين الكلمتين لنفسي قبل أن أقولهما لأي شخص آخر.
قبل عام، مررتُ بتجربة عاطفية صعبة، خسرتُ فيها الكثير من الناس وانتهى بي الأمر وحيدًا بعد أن شعرتُ أن العالم بدأ أخيرًا يعوّضني عن الكثير مما حُرمتُ منه. لكن، ولله الحمد، كانت هذه التجربة، على صعوبتها، ضرورية.
جعلتني أعزل نفسي وأكون وحدي، وأتعلم المزيد عن نفسي، وأتعلم كيف أضع حدودًا بيني وبين من حولي، حتى لو كانوا عائلتي أو أصدقائي، دون أن أؤذيهم أو أؤذي نفسي.
كان عليّ أن أتعلم كل هذا لأصبح إنسانًا صالحًا وأستحق الإنسان الذي أستحقه الخير الذي أتمناه.
لا تيأس من الحياة عند أول ضربة، قال الله تعالى (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ). ومع هذه التجارب الصعبة، قدّرها الله لنا بالقدر الذي يُعلّمنا ما نحتاج إلى تعلّمه.
أنا، مثلي مثل كل من كتب هنا، ما زلتُ أخشى الوحدة، ولا أتخيل أنني أستطيع الاستمرار على هذا المنوال، فقد أصبحت حياتي هكذا.
لكنني أؤمن بالله أن لديه ما هو خير لي إن شاء الله،
وأن لديه خيرًا لكل من عانى مما فقد. (أنا عند ظن عبدي بي).
17/10/2025
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عوضك الله عما فاتك، ولكن من المبكر جدا أن تخشى الوحدة فما زلت في مقتبل العمر ولديك الكثير لتنجزه. هل تعلم أن العلم يؤكد أن الذكريات السالبة أكثر ثباتا من تلك الموجبة وأفسر الأمر بأنها رحمة من الله كي لا ننسى ما تعلمناه. وإن كان لا ينبغي أن نتعلم من خلال التجارب المباشرة فالعاقل من اتعظ بغيره والأحمق من اتعظ بنفسه، ولله في خلقه وكونه سنن واضحة وثابتة عندما نحاول الخروج عنها أو التحايل تزيد نسبة تعرضنا للألم.
تقرأ معنا بالتأكيد ومع غيرنا عن حالات الارتباط، وكم تستفزني الحالة فهي كالمعلق لا هو بالخالي فيهدأ ولا هو بالمرتبط فيشبع، بل يصل الأمر من شيوع الاعوجاج إلى الشكوى من عدم الارتباط. هل كانت تجربتك التي سببت لك الألم ضمن النطاق الشرعي للعلاقات أي خطبة رسمية وزواج أم كانت ضمن العلاقات الغامضة كالسراب تذكر العطشان بمدى عطشه ولا ترويه أبدا.
نعم أحسن الظن بالله بأنه سيعطيك سؤلك في الدنيا والآخرة فهو الكريم، وأكثر من دعاء أن يجعل الله خيرك فيما تحب، واتبع سنن الله في خلقه فهي أقرب للنجاة في الحياة. اظفر بذات الدين وكن رجلا سويا يتحمل مسؤولية أسرته وتوكل على الله ولا تخشى الوحدة ولا المحن فمن كان مع الله لن يكون وحيدا أبدا.