في عُرف المصالح الوطنية والوعي المصيري للأمم والمجتمعات، يمكن أن تتحول الشياطين إلى ملائكة،والملائكة إلى شياطين، ويتحقق تبادل الأدوار وفقا لمقاييس الربح والخسارة.
والمجتمعات التي تهتم بحاضرها ومستقبلها، تكون مصالحها الوطنية فوق كل شيء فيها وعندها،فلا يمكن لأية حالة أن تتقدم على المصلحة الوطنية مهما كانت مواصفاتها ومفرداتها وقيمتها،ذلك أن كل شيء يفقد قيمته ومعناه إذا تخرّب الوطن وتحطم الوعاء الوطني.
فلا قيمة لحزب ومعتقد ونشاط ومشروع وبناء، أو أي شيء مهما صغر أو كبر، إذا تهدم الوجود الوطني وتلاشت المعايير الوطنية وانتفت.
ولهذا فإن المجتمعات الحكيمة الواعية الحريصة على أوطانها تتفاعل وفقا لبوصلة مصالحها ولا تفرط بها أبدا، وعليه فإن قيمة الآخر وتوصيفاته تتناسب ومقدار ما يساهم بتحقيق المصالح الوطنية،فإن كان ضدها وعدوها، تحوّل إلى شيطان، وإن تغيّر وأبدى تجاوبا وتفاعلا إيجابيا يكون مَلاكا، والعكس صحيح، فلا يوجد ثابت في أطراف التفاعل ما بين الدول والأوطان إلا المصالح.
وعليه فلا نستغرب أن تتحول الشياطين إلى ملائكة، ما دامت المصالح ذات فعالية وقدرة على التحقق والتنامي والازدهار، وكما هو معلوم فلكل مصلحة مدى تصل إليه وأوج تبلغه فتنحدر إلى غير ما عهدته، مما يعني أن المصالح تتبدل وآليات إنجازها تتغير أيضا، وأنها تتعدد وتتطور وتمضي في سبيل صناعة مشاريع متجددة، والدخول في تفاعلات استثمارية مع بعضها،فتلقي على الآخر مسؤولية التفاعل المتجدد معها.
وقد تحققت الكثير من المصالح الدولية وتبدلت الموازين مع توالي دورات الحياة وتداخلات مسيراتها ومعطياتها، ذات المفردات المتغيرة دوما والساعية نحو انطلاقات ذات قيمة بقائية ومناهج صيرورات نوعية عالية.
فهل سندرك مصالحنا ونؤمن بها ونضعها فوق كل ما فينا وعندنا وحولنا، لكي نعيش مثل غيرنا المؤمن بمصالحه الوطنية؟!!
واقرأ أيضاً:
اتحاد الأفكار والعقول!! / عِيال الرحمن والشيطان!! / السياحة الداخلية!! / عندما يخشى القوي قوته!!