"إقرأ باسم ربك الذي خلق"
"وقل ربي زدني علما"
"يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات"
"هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون..."
"...إنما يخشى الله من عباده العلماء..."
وغيرها العديد من الآيات التي تحث على العلم، إضافة إلى ما وردنا من الأحاديث النبوية وأقوال الصحابة والتابعين والخلفاء في أمة المسلمين.
والمشكلة العاصفة في أرجاء الأجيال، أنهم يخضعون للمعلومات المزيفة المقدمة لهم بآليات إقناعية وإحباطية، ومهارات تسويقية وتسويغية لا تُجاري، فيصدقونها ويكررونها وتصبح من الثوابت الفاعلة في دنياهم.
ومنها أن السيف كان الوسيلة للهيمنة ونشر المعتقد، وهذه فرية كبرى انطلت على أجيال الأمة، فهل تساءلنا عن البشرية وما عندها من سلاح على مر القرون؟
السيف هو السلاح الوحيد الذي رافق البشرية لآلاف السنين، ووظيفته قطع الرؤوس، وقد قتل السيف أضعاف ما قتلته الأسلحة في القرن العشرين.
فالبارود بأسلحته بدأ استخدامه الفعلي في القرن التاسع عشر، وتضاءل دور السيف بعد ذلك، وبقي رمزا للقوة والهيمنة.
الذين يتهمون الأمة بما قامت به ويتجاهلون الأمم الأخرى وكيف كانت تعيش وتقاتل.
إن عدوانية الأمة أقل بكثير من عدوانية غيرها من الأمم، وبالمقارنة فهي تتفوق عليها بالرحمة والتسامح، ولهذا ما أبادت أصحاب العقائد الأخرى، ولا فعلت بهم مثلما حصل لأبنائها في الأندلس في القرن الخامس عشر.
إن هذه الافتراءات يُراد من ورائها تغييب الدور المعرفي العلمي للأمة، والتركيز على أنها أمة دموية لا تعرف سوى القتل والتناحر البيني، ويتم طمس تراثها العلمي والمعرفي الذي أنار المسيرة الغربية، التي تتبجح بالتقدم وترمي الأمة بالتخلف والعجز.
ليس من الإنصاف التركيز على ما هو سلبي في مسيرة أية أمة وإغفال أحوال غيرها في حينها. وما يحصل في واقعنا وبجهودنا، إذ نركز على السلبي وننكر الإيجابي، ونخضع للمؤثرات النفسية الفاعلة في وجودنا المرهون بالفاعلين فينا. وهكذا أصبحنا عاجزين عن إطعام أنفسنا، واستلطفنا التشكي والتظلم وجلد الذات، والبكاء على الأطلال، والإيمان بأن الذي مات ما فات.
وتلك مصيبة أمة بأجيال ترتع في ميادين التابعين القابعين المغفلين المحققين لمصالح الآخرين!!
علوم في مواطننا تلاشت
وأحلامٌ بأجيالٍ توارت
إلا بعقولنا جئتا أصيلا
بنا الأمجاد في زمن تعالت
خلت أمم معالمها أبانت
بعلم في حضارتها أجادت
واقرأ أيضا:
هل تنفع الحروب؟!! / القوة والعلم والشعر!!