شاهد الكثير منا شخصية سي السيد التي قدمها الكاتب الكبير نجيب محفوظ في إحدى كتاباته على شاشات السينما والتليفزيون وسوف يندهش البعض عند قراءة عنوان هذا المقال الذي يفترض انه مقال سياسي ولكنى لم أجد انسب منه نظرا لوجود تشابه كبير بين هذه الشخصية الأدبية وأمورنا السياسية في الخمسين عاما الأخيرة، فعندما قدم كاتبنا العظيم هذه الشخصية حتى صارت أهم الشخصيات في تاريخنا الأدبي لأنه صور الرجل الشرقي كأنه النازي هتلر يفعل ما يشاء دون محاسبة ولكن لا يستطيع أحد في عائلته أن يتنفس دون أمر منه.
وكما قلت سابقا أن أحوالنا السياسية أشبه بعائلة سى السيد فعند قيام ثورة 23 يوليو أعتقد الجميع بأن قطار الحرية والعدالة قد توقف بمحطتنا وصارت الأحلام تأتى دون عائق وتسير داخلنا وتردد أن الشعب المصري أصبح كله سواسية ولقد رحل الملك ورحل معه حكم السيد والعبد، ولكن مع مرور الوقت اكتشف الجميع بأن كل هذه الأمور كانت أحلام فقط وليس لها أي مساس بالواقع وبقى الوضع على ما هو عليه حتى رحل عبد الناصر ثم جاء الرئيس السادات ومن بعده الرئيس مبارك وكانت دائرة الظلم الاجتماعي تنتفخ يوما بعد يوم وعلى الرغم من ذلك كان الحديث عنها من المحرمات فالأمور تسير ولا أحد يتكلم حتى انصهرت الدولة الكبرى وهى مصر إلى دويلات معادية لبعضها البعض وأصبح هذا الانصهار كالسرطان الذي يزداد يوما بعد يوم . فالدولة التي تمثل سى السيد لا تستطيع التخلي عن مكانها والدولة التي تمثل عائلته اقتربت من مرحلة الانفجار لعدم تحملها هذا الوضع .
ولم يتوقع الكثير منا بأن هذا العداء سوف ينتهي يوما بل كان الاعتقاد السائد بان هذا العداء في طريقه إلى الخلود ولم يكن في علم أحدا منا أن الثلاث سنوات الماضية سوف تحمل لنا الكثير من المفاجآت التي لم يتوقعها أكثر المتفائلين في هذه الدولة، فلقد قام الرئيس مبارك باتخاذ القرار الأهم في العشرين عاما الماضية وهذا القرار ينص على تعديل المادة 76 من الدستور ليفتح الباب أمام الجميع لكي يحلم بان يكون يوما رئيسا لمصر ويصحب هذا القرار فتح الكثير من أبواب الحرية التي كانت مغلقة لسنوات، ولقد تمت الانتخابات الرئاسية بأسلوب اقرب إلى النزاهة كأول انتخابات رئاسية تتم في مصر بصرف النظر عن الأقاويل التي ثارت حولها، وأخيرا فإني أرى الركود السياسي الذي سئمنا منه كثيرا جاء له الوقت وانتهى, وأن ديمقراطية سى السيد فئ طريقها للنهاية ولكن علينا أن نمتلك بعض الصبر فمازال الطريق إلى الديمقراطية طويلا.
واقرأ أيضاً:
كيف تعاملين زوجك / أسباب فشل الحياة الزوجية / حضرة الزوج المحترم عفوا / حضرة الزوجة المحترمة مشاركة