هل أنا شخصية اكتئابية
أولا أود أن أشكركم على المجهود الرائع في خدمة زوار الموقع راجيا المساعدة فأنا أتمزق من داخلي كل لحظة نتيجة بحثي اليائس عن شريكة الحياة وخوفي الشديد من الظلامية والفشل الحتمي في المستقبل فكل من هم في سني وأقل مني في المستوى الاقتصادي متزوجون ولديهم أبناء وأشعر أن العمر ينسرق مني يوما تلو الآخر.
بداية المشكلة كنت- ومازلت- أعاني من عدة اضطرابات منها العصبية الزائدة والجلوس منفردا في الظلام والخوف من الاجتماعيات والتردد الشديد في اتخاذ جميع القرارات واحتقار الذات وتأنيب الضمير إلى أن قررت الأسرة عرضي على طبيب نفسي الذي شخص الحالة على أنها (اكتئاب منذ فترة ولم يعالج وأنني خلال فترة العلاج لا أستطيع اتخاذ أي قرار) الأمر الذي يتطلب إنهاء مشروع تقدمي لخطبة إحدى قريباتي محدثا شرخا عائليا يشعرني بالذنب حتى الآن ولكن الطبيب قال لي فيما بعد أن اللاشعور هو الذي يجعلك تتراجع عن أي علاقه زواج.
من ناحية التعليم أنا حاصل على دراسات متقدمة بعد بكالوريوس المحاسبة أما الطفولة فأنا كنت طفلا مضطهدا من أقراني بداية الأعراض 2007 بسبب مشاكل في العمل وبدأ العلاج 2010 الذي كان دوائيا وطالبني الطبيب بضرورة الإقلاع عن الجلوس منفردا في الظلام والاختلاط بالناس وحاولت ولم أستطع فلم أشعر بأي تحسن ذهبت بعد ذلك إلى 4 أطباء نفسيين على فترات أجمعوا على أنه اكتئاب واجتمعوا أيضا على ضرورة العلاج الدوائي الذي لم أكن مقتنعا به فأنا فقط أريد من يسمعني خصوصا وأنني منعزل وليس لدي أصدقاء خصوصا وأن والدي مسنان فوالدتي مريضة بالصرع منذ 35 سنة وما صاحبه من مضاعفات أنهكتها صحيا وتحتاج إلى من يقوم بخدمتها؛
أما والدي فهو منهك بخدمة والدتي المريضة أما أخي فقد طلق زوجته بعد أيام من الزواج في تجربة مريرة صنعت لي عقدة أضعها أمامي في كل اختيار لأي فتاة وقد لاحظ ذلك كل من حولي بعض زملاء العمل وبعض الأقارب يرون "أنني لست جديا في موضوع الزواج فقط أقوم بإقناع الجميع أنني أريد الزواج وعند الجد أقوم بالتراجع" إلا أنني في الشهر الماضي وعندما أعجبتني إحدى الفتيات ذهبت إلى خطبتها مباشرة من والدها ولم أقوم بتوسيط أحد على الرغم من أن بعض المعارف عرضوا المساعدة والتوسط وكانت نهاية الموضوع عدم التوافق2س لرغبة البنت إكمال دراستها دون ارتباط ومازلت حتى الآن على علاقة طيبة بوالدها.
المشكلة الكبرى أنني أشعر بالضعف الشديد في شخصيتي واحتقار للذات عندما أتقدم لأي بنت فأنا لا أجد ما أقوله للتعرف على شخصيتها "وكان آخرها بالأمس" فضلا عن عدم مقدرتي للنظر في عينيها كذلك فإن هذه الأيام استجد لدي شعور بعدم المقدره الجنسية نتيجة حالة الضعف العام التي أعاني منها وأنني سوف أتهرب من العلاقة الجنسية مما سيؤدي إلى الفشل الحتمي مثل أخي أما أنا اليوم وبعد عدم ارتياحي لشخص كان يريدني -وبإلحاح على والدي- زوجا لابنته شعرت بندم قاتل بعد خطبة هذه البنت لأحد الأشخاص لدرجة أنني أنام في اليوم حوالي 14 ساعة فضلا عن عدم انعدام رغبة الكلام مع شعوري بهبوط شديد ولاحظ الزملاء تجهما وعبوسا وعصبية فوق المعتاد لم أعد أصل ولا حتى الصبح وكل هذه الأعراض على نفس المستوى منذ شهر بل أنها أحيانا تزداد لدرجة الاستيقاظ ليلا والتفكير في المستقبل الظلامي.
أعتذر على الإطالة ولكنها لطمعي في كرمكم بحل المشكلة...
وفقكم الله
28/02/2013
رد المستشار
الأخ الفاضل محمد أهلا وسهلا بك على الموقع، المشكلة تبدأ من صورتك الذهنية عن ذاتك ونفسك وأرى أنها تكونت بشكل سلبي أو تم برمجتها سلبيا على مدار طفولتك وتنشئتك الأمر الذي ترتب عنه احتقار الذات والعصبية والعزلة والتردد في القرار.
الخبر الإيجابي الذي أسوقه إليك أنه من الممكن تغيير هذه الصورة السلبية ومعالجتها والأمر المفرح أنه يمكن تحويل هذه الصورة السلبية الضعيفة إلى صورة إيجابية قوية ولكن لن يأتي ذلك بأن ندوس على زر فيتم التحول ولكن بالصبر وتغيير الإدراك بحضور جلسات علاج نفسي مع متخصص مخلص والقراءة وحضور كورسات ودورات والتأكيدات الإيجابية.
والمبشر أن التاريخ يخبرنا أن كثيرا من العظماء مروا بأزمات نفسية في الصغر وربما كان تقديرهم لذاتهم ضعيفا واستطاعوا أن يحولوا هذا التقدير الضعيف إلى تقدير إيجابي "كن ذاتك احترم ذاتك اكتشف ذاتك لا يوجد في الكون شيء يشبهك" هي مقولة حقيقية ليس على المستوى الديني فقط ولكن على المستوى الطبي فكل إنسان خلقه الله وأعطاه مواهب خاصة به ولا تتكرر قدرها علماء هندسة الوراثة أنها يمكن أن تتكر كل 300 ترليون مرة وهذا العدد لم يأتِي بعد من البشر.
مقولة "آمن بالله ثم بنفسك" مقولة لم تصنع فقط نورمان فنسنت بيل ولكن صنعت الكثيرين عندما ندقق النظر وننظر إلى أنفسنا على أن الله هو الذي أبدعنا وخلقنا فإن هذا اليقين الديني كما يخبر وليام جيمس يبدد كثيرا من مخاوفنا وسوء تقديرنا لأنفسنا.أخ محمد كي تجذب إليك شريكة حياة تناسب قدراتك العظيمة التي أودعها الله فيك فلابد أن تحرر أولا هذة القدرات مما يعوقها ويكبتها والأمر يحتاج إلى علاج نفسي كما قلت مع متخصص مخلص وقراءة بانتظام في مجال إدراك الذات وتغييره ثم بالتأكيدات الإيجابية سواء من نفسك أو من المخلصين حولك فإذا بدأت في رؤية نفسك طريق إيجابية هنالك ستنجذب لك شريكة حياة بإذن الله تناسبك.