مشاركة في شاب في جسد فتاة : خلل التناغم الروح/جسدي
اضطراب الهوية : أنا شاب داخل جسد فتاة
بسم الله الرحمن الرحيم ..
أنا أنثى في بطاقة التعريف فقط سأبلغ في سبتمبر القادم من العمر 26عاما, طرحت مشكلتي على مواقع أخرى ولكن دون إجابة, لا أعلم كيف أشرح مشكلتي, أنا كل أحاسيسي تفكيري رغباتي لست بنت بل ولد يوجد بيني وبين نفسي صراع شديد حاولت كثيرا إقناع نفسي ولكن لم أستطع تقبل هذا الشيء منذ الصغر كنت أميل لتقليد إخوتي الذكور وأبي وألعب معهم مع أنه يوجد لي أختان أكبر مني وأخت تصغرني وترتيبي الوسط بينهن وإخواني الذكور أكبر من أخواتي البنات, ومع العلم أخواتي جد أنثويات ورائعات, ومنذ دخولي للمدرسة كنت أعي كامل الوعي أني ولد ولست بنت كنت أسمع من البنات يقولون عني (مسترجلة وزي الولد) وأنا على طبيعتي ولم أهتم بهن وشعور دائما مستمر بأني ولد, وفي 14 من عمري بلغت وهذا الذي لم أستوعبه أنا ولد ما الذي يحدث معي ولم أتقبل الوضع أبدا, لم أخبر أحد بالذي حدث معي, لم أرد أحدا أن يستنقص من رجولتي, أنا لست أنثى ولمَ يحدث ذلك معي, كان من المفروض يصير عندي شوارب!
روضت نفسي على الابتلاء وأنا أتمنى يوما أن يأتي الفرج, ركزت كل اهتمامي بدراستي وأنا والحمد لله أحصل دائما على أعلى العلامات وجد متميز, كانوا زملائي وزميلاتي بلقبوني بالكمبيوتر لذكائي, وحتى أساتذتي, أنا شعلت من النشاط والأدب, أنا قدوة للكثيرين من زملائي وأبناء وبنات الحي, لكن يبقى دائما ما أخفيه عن الناس يؤرقني, أنا أعيش ابتلائي وحدي, الجميع كان يتعجب من تصرفاتي الرجالية وطريقة لبسي وكلامي, أشعر بالفخر لأني رجل رغم اختلال الجسد, في المرحلة الابتدائية أحببت إحدى زميلاتي, وكذا الأمر في مرحلة المتوسط وحدث أن تشاجرت مع صديقي ومنافسي في الدراسة لأنه حاول التقرب منها وأرسل لها رسالة حب, لدرجة أني تعاركت معه وضربته حتى سال الدم من أنفه, ولم أكلمه لمدة طويلة وكان مندهشا لسبب الشجار.
وعندما وصلت للمرحلة الثانوية في عامي الأول لي أرغمني أهلي على ارتداء الحجاب لم أستطع ذلك لقد حاول إخوتي المستحيل من أجل جعلي أتغير وأصير مثل كل البنات وأتوقف عن التصرف كالأولاد لأن ظنهم كان مجرد طفولة ومراهقة وتمر وأصير بنت مثل أخواتي البنات مع العلم إن لم أكون يوما فتاة, أنا من عائلة محافظة ارتديت الجاب لكن كل أصدقائي كانوا يلاحظون عدم تأقلمي مع الحجاب رغم أني كنت أصونه وأرتديه, لكن أتصرف كولد رغم وضعي لخمار على الرأس لا على القلب, قلت يمكن خلل في تربيتي لذى أنا أتصرف كالأولاد وبارتدائي الحجاب سأصير بنت, حاولت جاهدا أن أتأقلم لكن دون جدوى بقي مظهري وتصرفاتي الرجولية تطغى وتطفو أنا أحب نفسي كما أنا ولد ولست بنت كانت نفسي تصرخ بالله عليكم ارحموني أنا شاب, وكلما كبرت زاد إيماني أني شاب لا بنت وهذا سبب عذابي لما لست أعيش كباقي الشباب حياة عادية, تعرفت على صديقة جديدة أحببتها ولكن لم أصارحها كما يفعل كل الشباب اكتفيت بالاهتمام بها, وكنت أتعصب إذا حاول أي شاب يقترب منها أو يكلمها, كنت أمارس دور العاشق بحق الجميع يسأل "اسمي" لما لا تتصرفين مثل البنات لما تحبين الكلام مثل الذكور لما تلعبين مع الذكور لما تحبين كرة القدم لما لا تحطين الميكاب مثلنا, في عام البكلوريا بدأت لا أتحمل فقد أصبحت لا أطيق نفسي وأتمنى الهروب من المدرسة أتمنى أن تحدث معجزة وأملك جسدا ككل الرجال.
كانت الدراسة وكتابة الشعر مهربي الوحيد من كل آلامي, كنت أتألم وأخفي ألمي, لقد كانت الكثيرات يعجبنا بي وقد صارحتني إحداهن بحبها في هذه المرحلة وقابلتها بالابتعاد واللامبالات لا لسبب لأني أعشق فتاة واحدة كنت لا أصافحها ولا أسلم عليها, مع العلم أنا لا أسلم أبدا على البنات, أصافح الشباب عادي, وإذا حدث وصافحتني أو سلمت علي "الفتاة التي أحببت" أدخل في موجة ضياع واحمرار ليس هي فقط أي بنت, وكل زميلاتي وزملائي يحبونني كثيرا لتميزي وقدرتي على التعامل مع الجميع, أنا سياسي بطبعي, ومتميز خاصة في التصرف مع البنات, كانت الصدمة حين وافقة فتاتي على أن تصاحب أحد زملاءنا, ضاعت أحلامي وكل اجتهادي لنيل شهادة البكلوريا, ضاعت البكلوريا وفقدتها وفقدت كل أحلامي بالجامعة والشهادة والعمل وتوفير المال من أجل إجراء عملية والزواج منها, مر الصيف علي كالموت, جاء العام الجديد لقد نجحت حبيبتي وحققت هي أحلامي, لم أستطع الدراسة ولا التأقلم, المهم نلت في ما بعد البكلوريا بعزمي الدائم على تحقيق ذاتي وكذا تحقيق حلمي.
في أول عام لي في الجامعة إخوتي لم يعجبهم اختياري ولا كوني سأدرس وأسكن بإقامة جامعية للبنات, أنا لم أعر الموضوع اهتماما في البداية لكن لاقيت صعوبات في التأقلم, أنا أعيش في مكان فيه ألفين بنت يا ربي, أنا مع بنت أضيع فما بالك بألفين بنت؟
لا أرى سببا لأطيل الكلام سادتي الكرام, لقد قرأت الكثير من المشاكل التي تطرح عليكم, أنا ليس عندي مشكل نفسي ولا أعتبر ابتلائي هذا مشكلا نفسيا أو شيء يستدعي التحليل والمناقشة, أنا متأكد من كل قدراتي العقلية وكذا رغباتي النفسية وأحاسيسي والله يشهد على ما أقول إن لم أدخل هذا الموقع إلا لنصيحة بعض من الأصدقاء العالمين بحالي وبقراري في إجراء العملية بإذن الله, وأن أعيش حياتي العادية وأتزوج وإذا شاء الله قد يكون عندي أولاد, المهم عندي أنا أصير شخص عادي جسدي يتوافق مع كل ذاتي وكياني, وتأكيدكم الأمر كأهل اختصاص لطبيب مختص في الجراحة هذا المطلوب, لأن اقتناعي برجولتي كاقتناعي بأن الله حق ويبتلي عباده, وقد خلق الداء وخلق الدواء.
أرجو من الدكتور وائل أن يجيب, وكذا أرجو منك بعد الله أن تكونوا سببا في إعادة الحياة لي, فأنا لا أقدر على الصبر أكثر في هذا الجسد.
جزاكم الله كل خير, وأسأل الله رب العرش أن يرحمنا برحمته, ويفك أسري من هذا الابتلاء فما طاقت لي بيه.
رمضانكم مبارك عساكم من عواده
27/07/2012
رد المستشار
لن يصدق الناس كمية التضارب الفظيع في الرأي في تلك الحالة ..حتى بين الأطباء أنفسهم.. لدينا في الطب النفسي فصلا كاملا يناقش اضطراب الهوية الجنسية، وهو إحساس المريض بأنه محبوسٌ في جسد آخر، أن أحاسيسه ومشاعره تنتمي لجنس وهو محبوس في جسد وشكل الجنس الآخر.... أي أن يشعر أن لديه مثلا مشاعر وأحاسيس وأفكار شاب بينما هو يبدو للناس فتاة مكتملة الأنوثة.. فنراه مثلا ينجذب للفتيات ويعشق فتاة رغم أنه نفسه (جسديا) فتاة.... وهنا كثيرا ما يحدث الخلط أنه شاذ جنسيا....أي ينجذب لنفس جنسه وهو ما ليس حقيقيا.... إذ أن في حالة الشذوذ لا يتنكر الشخص لجسده فهو مثلا يرى ويقتنع بنفسه كرجل مكتمل الرجولة ومع ذلك ينجذب للرجال....
أما في حالة اضطراب الهوية الجنسية، فإنه يكره جسده ويرى نفسه أسيرا له.... فيكره مثلا إن كانت فتاة الصوت الناعم وعلامات الأنوثة في جسدها وتحاول جهدها إخفاءها إما بالملابس المتسعة الرجولية، أو بالاخشوشان في المظهر والصوت.... وللأسف لا تقنع أحدا وإنما تجتذب لها نظرات التعجب والاستنكار.... ويصبح السجن اثنين.... أولهما سجن الجسد الذي يكرهه ولا يقتنع أنه يمثله، وثانيهما سجن المجتمع والأهل والناس والتقاليد....
وكما قلت سابقا، فإن هذه الحالة تثير كثيرا من التضارب والاختلاف حتى بين الأطباء أنفسهم.... إذ يعتبر المتدينون والأطباء غير المتخصصين أنه تغيير في خلق الله وخاصة أنه لا يؤكده اختلال في تحاليل أو أشعة تفسر ذلك التضارب.... ولا يكفي كلام المريض عن (إحساس أو مشاعر) لا تؤكده أدلة....
هل يمكن تفسير كلام المريض على أنه وهام أو ضلالة Delusion وخاصة مع رفض المريض تبني أي حل آخر إلا إجراء عملية تغيير الجنس.... أي أنه بلغة الطب النفسي يعد فاقدا للاستبصار؟؟؟
ويعطي الطب النفسي (حتى الآن) حلولا ضعيفة جدا لتلك الحالة.... إذ يصر على إخضاع المريض للعلاج النفسي المعرفي لمدة عامين، لمحاولة تغيير أفكاره ومحاولة مواجهته برفض المجتمع له في الدور الذي اختاره...(أي سأطلب من مريضتي الأنثى التي تشعر أنها شاب، أن تقوم بارتداء ملابس الرجال وحلاقة شعرها ومواجهة العالم في ذلك الدور) وإن استطاعت إكمال تلك المواجهة لمدة عامين بدأنا عملية إخضاعها لعلاج هورموني وطبيب جراحة لإجراء عملية تغيير الجنس.... هذا ما يقوله الكتاب....
ولكن ما يحدث واقعا أن لا شيء من هذا يحدث في مجتمعاتنا الشرقية.... إذ لا تستطيع الفتاة مواجهة الأهل والمجتمع بذلك المظهر الجديد، بل إني ناظرت حالة فتاة أمريكية من أصول شرقية لم تستطع أيضا فعل هذا، وما يحدث واقعا أنها، تناظر طبيبا واثنين طالبة العملية، وإذ تواجه بالرفض والعواقب تصرخ وتنهار طلبا للمساعدة ولا تواجه إلا الرفض...... وأذكر فتاة تسألني "أنت كنت مقتنعة أن ذلك مرضا فلم لا تستطيعين مساعدتي؟؟؟"
ولا تدري أنها تطلب المساعدة بشروطها، وبالكيفيه التي تريدها وهو إجراء العملية ووضع أهلها أمام الأمر الواقع ولا تدري أن مسئوليتي كطبيبة لا تخولني فعل ذلك مهما كانت درجة تعاطفي مع معاناتها.... إذ أن تلك العملية تجرمها نقابة الأطباء وتراها تغييرا لخلق الله كما ذكرت قبلا....
والخلاصة أننا لا زلنا أمام مشكلة وقف الطب أمامها حائرا.... إذ أن حتى في تلك المجتمعات المتحررة التي تسمح بإجراء تلك العملية لم يثبت أنها وصلت بهم للراحة المرجوة، إذ يظل الرفض المجتمعي عال جدا، مما يؤدي لخلق مجتمعات موازية منبوذة تعيش في الظلام وفي الحانات تبحث عبثا عن التقبل والراحة، بل وكثيرا ما وجدنا أن نسبة الاكتئاب العالية بينهم كثيرا ما تنتهي بهم للانتحار..
أعرف أنه رد يحمل الكثير من الإحباط واليأس لهم وأن احساسي ورغبتي الصادقة في المساعدة لا تريح المعاناة التي يشعرون بها....
فهل إذن لا أمل؟؟؟
أعتقد أن الأمل يكمن في اعتباره مرضا عضال.... لا شفاء منه، ولابد من التعامل معه وتقبله كما هو...لا يحاسبنا الله على أفكارنا بل على أفعالنا.... أي لن يحاسبك الله على أفكار وأحاسيس الشاب داخلك ولكنه سيحاسبك على تورطك في علاقة آثمه مع آخر....
هل سأعيش حياتي بلا زواج؟؟
لست الأول ولا الأخير..فإن لم تستطع تقبل جسدك فليس أمامك إلا الامتناع حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا....
والسلام...
واقرأ أيضًا على مجانين:
خلل الهوية الجنسية : خلل التناغم الروح/جسدي
خلل التناغم الروح/جسدي: اضطراب الهوية الجنسية
قلب حزين مشاركة مستشار
أنا أمجد لا ناهد لا أمجد لا ناهد!
ابنتي واضطراب الهوية ورفضها العلاج متابعة
عيوش وخلل التناغم الجنسي الروح/جسدي
أنثى تحمل مشاعري ذكوريه
ذكر أم أنثى؟ خلل الهوية والتقصيات الهرمونية
صابرين إلى صابرينه خلل التناغم الجنسي( الروح/جسدي)
التعليق: بعثت إليكم رسالة قبل رمضان وإلى الآن لم يتم الرد عليها....
مرارا وتكرارا قررت الصبر على البلاء ولكن عند رؤيتي لكليب الدكتور طارق حبيب على اليوتيوب عن خلل الهوية الجنسية أنه من حقي أن أكون رجلا وأنه ليس حراما .... انبعث الأمل في داخلي من جديد ......
ولكن عند متابعتي للموضوع بأننا لا نستطيع الإنجاب أو ممارسة الحياة بشكل طبيعي وربما ننتحر أو نصاب بالاكتئاب .... أصبحت تراودني الشكوك في اتخاذ القرار بشكل حاسم .....
سؤال واحد بس أريد منكم الإجابة عليه ..... إذا صبرنا على ما ابتلانا الله به ..... هل سنكون ذكورا بالجنة ونتزوج من الحور العين ...... ونعيش حياة الرجل كاملة التي كنا نتمناها في الدنيا ....... لو الأمر كذلك سأصبر والله المستعان .......
وبالنسبة للحجاب فهو فرض على فتاة مسلمة بالغة عاقلة ........ هل نؤثم لتركه ..... ؟؟
أضع الحجاب فقط وقت الصلاة وأشعر بالاختناق ......... حاولت مرة أن أسجد فقط ولم أكن أرتدي الحجاب ......... شعرت بالراحة لم أتذوقها من قبل ........ وبكيت واغرورقت الأرض بدموعي ...... و كأن ربي يعزيني مما أنا فيه ......أتمنى الرد في أقرب فرصة