انعدام الثقة
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أشكركم جزيل الشكر على مجهودكم أود أن أقول إني أحب عملكم حبا جما لأن ليست هذه أول مرة أستخدم فيها خانة الاستشارات أما بعد فأريد نصيحة حول قلة ثقتي بنفسي بشكلي وصوتي، وغير ذلك رغم أني أتلقى احتراما وحبا من عائلتي الكبيرة والصغيرة غير ذلك لا أعلم لماذا لا أثق بنفسي ربما بسبب بعض المواقف في المدرسة لا تصل إلى حد التنمر الواضح لكن يعني بعض الكلمات.
المهم هذا المشكل يعيقني في حياتي اليومية حيث إنني عندما أكون في الشارع أنوار بشدة وقلبي يخفق بشدة وأبقى أتفقد مشيتي شكلي حجابي وأتفادى النظر في وجه الآخرين كي لا ينظروا هم الآخرون في وجهي كيلا يكتشفوا عيوبا وهذا الأمر يعيقني حتى في دراستي
أعطيكم مثالا أنا من عشاق مادة الفلسفة وأتفاهم جدا مع أستاذ المادة وفي وسط الحصة أتناقش معه دائما حول عدة مواضيع ومفاهيم فلسفية ويكون الحمد لله لدي كم جيد وذو جودة من المعلومات لكن بسبب التوتر أتلعثم وأنفعل وأبدو وكأنني أريد أن أتعارك وخاصة أن الأستاذ يكون واقفا على مقربة مني فأخاف أن يتفرس في وجهي ويكتشف أو يلاحظ عيوبا كحب الشباب وشيئا ما وهذا الأمر يحصل تقريبا في جميع المواد ويحطمني بشدة لأنني أظن والحمد لله لدي كم من المعلومات والمعرفة أريد أن أشاركها لكن بسبب خوفي من الأنظار أتراجع.
أنا من النوع الذي لا يحب وضع مساحيق التجميل لأنني لدي اعتقاد أنني أكذب على الناس عندما أضعها فلا أضعها إلا في المناسبات الكبيرة وفي بعض الأحيان رغم أن هذا الموضوع بعيد لأنني لا أزال صغيرة
لكن أفكر أن لا أحد سيحب شكلي يعني رجل مهندم عاقل وأحس أنني إن ارتبطت بأحد سأظلمه معي ولن يحب شكلي
آسفة جدا وأعتذر بسبب طول الرسالة وأرجو منكم نصيحة
16/10/2025
رد المستشار
الابنة المتصفحة الفاضلة "مجهولة" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك وإن شاء الله متابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
بعد الاعتذار لتأخرنا الطويل عليك لظروف تتعلق ببريد الموقع الذي أرسلت من خلاله فإن ما تصفه سطورك يا ابنتي هو ما يسمى في الطب النفساني باضطراب القلق الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي، فقد وصفت لنا ما يبين أن جوهر معاناتك هو (خوف دائم من المواقف الاجتماعية، ومن تقييم الآخرين أو التصرف بطريقة مهينة/محرجة، ويُثير التعرض لتلك المواقف القلق الشديد وأعراضا جسدية مزعجة، وعادة ما يؤدي إلى تجنب أو تحاشي تلك المواقف أو تحملها بمعاناة شديدة). وغالبا ما توجد في خلفية ذلك الاضطراب صفات مثل نقص الثقة بالنفس، وضعف مفهوم الذات ونقص التوكيدية، فضلا عن صورة عقلية مشوهة لكيف أبدو للآخرين وكيف أؤدي، ثم فوق كل هذا رغبة شديدة في الوصول بالمظهر والأداء الاجتماعي إلى أفضل ما يمكن..... ومما يزيد الطين بلة في حالتك قلة ثقتك بمظهرك كآنسة، بل وتوهمك أن لذلك أثرا على زواجك!! وأنت ما تزالين في منتصف العقد الثاني من العمر!! كل هذا يا ابنتي يحتاج علاجا معرفيا سلوكيا والذي يشمل تصحيح الإدراكات غير الوظيفية، والعمل على أخطاء التفكير وكمالية الصورة، وتعديل التقييم المشوه للأداء، وتقليل التحاشي (التجنب) وتصحيح الصورة العقلية المشوهة للذات، والتخلص من احتياطات التأمين (والتي يلجأ لها المريض عند الاضطرار للمواجهة فتفسد التعرض العلاجي) وربما تحتاج بعض الحالات إلى تحسين المهارات، وتدريبات التركيز، وأحيانا نحتاج للعمل المعرفي لمناجزة مشاعر الحسد.
من المؤكد اليوم أيضًا أن لثقافة الصورة التي نعيشها تأثير واضح في زيادة القابلية للقلق الاجتماعي، مثلما أصبح من الثابت علميا أن لوسائل التواصل الاجتماعي أثرا في زيادة المعاناة من الاضطرابات المتعلقة بالمظهر والتنافس المحموم في الحصول على أيزو المظهر.... أنصحك بأن لا تضيعي على وسائل التواصل أكثر من نصف ساعة يوميا، وإن استطعت الاستغناء عنها فافعلي.
اقرئي على مجانين:
الرهاب الاجتماعي: أواجه ولا أتحسن لماذا؟
الرهاب الاجتماعي وتحليل ما بعد الوفاة
النظريات المعرفية للرهاب الاجتماعي
فخ الصورة: أول الملف
أكره شكلي
أكره شكلي جدا
أخيرا عليك يا "مجهولة" يا ابنتي أن تتواصلي بسرعة مع معالج وطبيب نفساني واقعيا أو بالتواصل المسموع والمرئي عبر الإنترنت، وركزي في تفهم ما تأخذك إليه الارتباطات أعلاه.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.