السلام عليكم
لا أدري حقا لماذا أكتب، أنا احترت في نفسي ولم أعد أفهمها، تخرجت من كلية جيدة (من أفضل الكليات). لم يعجبني الأمر، فدرست مجالًا مختلفًا بمفردي خلال سنة تدريبي وحصلت على منحة دراسية من وزارة الاتصالات في ذلك المجال.
الآن أتدرب في شركة تعمل في كلا المجالين. ماليًا، الحمد لله، وضعنا جيد. صحيح أن والدي يُصعّب الأمور أحيانًا، لكن ذلك لأنه حريص، وليس لأنه لا يملك المال.
الحمد لله، مظهري جيد. صحيح أن جسمي ضعيف بعض الشيء بسبب مرض السكري وقلة الرياضة لانشغالي بالدراسة وفترة الاكتئاب، لكن بشكل عام، الأمور ليست سيئة. الحمد لله، لا أشعر بأي عيوب خطيرة، باستثناء عيب واحد: أشعر دائمًا بالنقص. كيف يُمكن أن تكون في منتصف العشرينات من عمرك ولا تعمل؟
كيف يُمكن أن تكون في منتصف العشرينات ولم تدخل في علاقة قط؟ هل رأيت الخريجين؟ من الجامعة التي كنت ترغب بالالتحاق بها؟ كيف حصلوا على وظائف، وكيف سيتفوقون عليك وأنت متأخر؟
أنا دائمًا أُقلل من شأني بطريقة مزعجة. أتناول مضادات الاكتئاب لأن هذا التفكير يُرهقني،
لكنني لا أستطيع التوقف عنه أو حتى التعامل معه لأنني أعلم أنه لن يتوقف تمامًا.
16/10/2025
رد المستشار
أهلا ومرحبا بك على وقعنا ونأمل أن نكون عونا لك
كلامك واضح ومليء بالتفاصيل المهمة، وهذا بالفعل يساعد كثيرًا في الوصول لتشخيص منطقي وخطة واضحة.
أكثر الاحتمالات من حيث الترجيح: اضطراب الاكتئاب المزمن Persistent Depressive Disorder / dysthymia أو عسر المزاج مع نوبات اكتئاب جسيم أحيانًا بدرجة خفيفة أومتوسطة .
وقد يصاحبه قلق اجتماعي Social Anxiety Disorder أو صفات تجنّبية/انعزالية تزيد من الشعور بالعجز الاجتماعي.
لماذا؟ لأنه لديك فترات واضحة من فقدان الاهتمام، انخفاض المزاج، اضطراب في النوم/الشهية، صعوبة في التركيز أو أفكار انتحارية، تستمر لأكثر من أسبوعين وتؤدّي إلى تدهور وظيفي واضح. إذا استمر الشعور بالنقص/الحزن أو المزاج المنخفض لسنتين أو أكثر (عند البالغين) مع أعراض أقل شدّة لكنها ثابتة، فهذا يطابق عسر المزاج dysthymia. كثير من الناس يعانون "مزاج منخفض دائم" مع نوبات اكتئابية فوقه.
فوصفك هو "دائمًا أشعر بالنقص" ووجود استخدام مضاد اكتئاب لفترة قد يدل ذلك على مشكلة مزمنة.
كما ذكرت قلقًا من "لم أدخل علاقة قط" وقلق المقارنة بالخرّيجين والشعور بأنك متأخر؛ إذا ترافق ذلك بخوف قوي من التقييم السلبي أو الإحراج ويتجنّب التفاعل الاجتماعي أو العلاقات بسبب ذلك، فقد يكون لديك قلق اجتماعي كاستعداد أو كمشترك شائع.
العوامل النفسية والاجتماعية والثقافية والشخصية التي تفسّر وضعك:
ثقافيًا/مجتمعيًا: توقعات المجتمع والعائلة حول النجاح المهني والزواج والإنجاز يمكن أن تضغط على الشاب في منتصف العشرينات، خاصة لو خريج "كلية جيدة" ثم اتجه لمجال آخر فالمقارنات الاجتماعية تزيد الشعور بالنقص.
عائليًا: دور الأب كـمتُشدد قد يزيد ذلك الشعور بالضغط والرغبة في إثبات الذات.
شخصيًّا: خصائص مثل الكمالية perfectionism، الحساسية للتقييم، عزوف تجنّبي من خوض علاقات، وربما احترام ذات منخفض متأصل.
مرض جسدي (السكري): نقص الطاقة، تقلّبات المزاج، الإحراج أو القلق من المرض، وتأثير ذلك على النشاط البدني والمظهر مما يزيد الإحساس بالنقص.
خبرات سابقة: فترة اكتئاب سابقة، قلة ممارسة الرياضة، وربما عزلة خلال فترة التدريب/الدراسة .
التوصيات:
1. فحص طبي مختصر للبحث عن أسباب طبية قابلة للعلاج.
2. مراجعة الدواء مع طبيبك/طبيب نفسي: هل الجرعة مناسبة؟ هل مضاد الاكتئاب يحتاج وقتًا أطول؟ هل هناك آثار جانبية تزيد الإحساس بالكسل أو الخمول؟
3. بدء أو متابعة علاج نفسي (الأمثل: العلاج المعرفي-السلوكي ع.س.م CBT): يركّز على تغيير الأفكار المقارنة والكمالية، تدريب على المهارات الاجتماعية، جدول نشاط تدريجي behavioral activation.
4. تدريب على مهارات اجتماعية وتقليل المقارنة: المشاركة في نشاط جماعي مرتبط بهواية أو مجال التدريب، وضع أهداف صغيرة للقاءات اجتماعية تدريجية.
5. تنظيم نمط حياة: برنامج نوم منتظم، نشاط بدني تدريجي (المشي 3x أسبوعيًا)، غذاء متوازن (مهم لمرضى السكري والمزاج).
6. مراقبة المخاطر: إذا كانت هناك أفكار مؤذية للذات فأبلغ طبيبًا أو تواصل طلب مساعدة طارئة فورًا.
وتابعنا