السلام عليكم 
 
لا أعرف من أين أبدأ أو ماذا أقول، ولا أعرف إن كان ما يحدث لي من اختياري أم لا. خطبت في بداية الفصل الدراسي الأول من سنتي الرابعة في الجامعة، لشخص اخترته بنفسي. هو من عائلة محترمة، لطيف وودود، وعائلته طيبة ولها مكانة اجتماعية مرموقة، مثلنا. بعد الخطوبة، أصبت بالاكتئاب من أبريل إلى سبتمبر. لا أعرف السبب.
 
تخرجت، وتغير الكثير. خانني أصدقائي، وتنافرنا. كان هناك شخص في حياتي بدأ يسيطر عليّ، بالإضافة إلى أنه كان يشاركني كل مشاكله، خاصة المالية منها والعمل، مثل عدم استقراره في وظيفة، ومشاكله مع أفراد عائلته، ومشاكل عائلتي، وعدم عملي. فجأة، كنت أجلس في المنزل عاجزة عن الحركة، ومع مرور الأيام، تفاقم الاكتئاب، مع البكاء المستمر، ولم أعرف السبب.
 
انخفضت ثقتي بنفسي، خاصة بعد فقدان وزني، وشاهدت الفتيات حولني يرتدين ملابس أنيقة ويخرجن، بينما كنت أشعر بالضعف. حدثت الكثير من الأمور خلال تلك الفترة، من عمليات جراحية في العائلة إلى وفيات. توجهت للعلاج النفسي، لكنني لم أشعر براحة للتحدث مع المعالج. ذات مرة، مع خطيبي، شعرت بتحسن كبير، وعادت طاقتي، وبدأت بالتحسن. أعلم أن هذا خاطئ ومحظور. أروي هذه القصّة لأني لا أفهم ما حدث.
 
مررنا بالكثير، وتحمل اكتئابي وساعدني، ولا أعرف إن كان هو سبب اكتئابي أو ما يحدث لي. على أي حال، تزوجنا، وأصبت بالاكتئاب بعد الولادة. مررنا بأيام صعبة ويسيرة، وماليتنا كانت متقلبة. اتفقنا على تأجيل الإنجاب، لكنني حملت بعد أربعة أشهر، وأصبت بالاكتئاب مجددًا لأنني لم أكن أريد طفلًا الآن. كنت أريد العمل، والاستمتاع بالحياة، والسفر..." كان من المفترض أن يوفر لي عملي دخلاً جيداً لعيش حياة كريمة. لكنني لم أعد قادرة على العمل، وباتت حياتي محصورة بين منزل والديّ ومنزل عائلة زوجي، والخروج معهم. نادراً ما نخرج أنا وزوجي لوحدنا.
 
ثم رزقتُ بمولود، وبدأتُ أعاني من نوبات القلق والتوتر الشديد، وأشعر بالإحباط الشديد. أشعر أن حياتي انتهت، وأصبحتُ شخصاً آخر. نسيتُ أن أذكر، خلال فترة اكتئابي الأولى، رغبتي الشديدة في الزواج، فأعددنا كل شيء في ثلاثة أشهر فقط، لكن كل شيء كان سريعاً جداً. الآن أشعر بالندم لأن زفافي لم يكن كما أتمناه، وأن سنوات دراستي في الجامعة ضاعت، وأنني لم أعمل. لا شيء يُسعدني. زوجي يحاول جاهداً، يقول لي إن ما يُسعد الآخرين لا يُسعدني، ويحاول كل ما في وسعه، لكنني لا أشعر بالسعادة.
 
أشعر أنني لستُ أنا في هذه الحالة، أشعر أنني أعيش في عالم آخر. لا أستطيع تركه، لكنني أشعر أن حياتي دمرت، ولا أعرف ماذا أفعل. أفكاري متلخبطة، وأنسى بعض الأمور، ولا أعرف ماذا أفعل. الآن لا أستطيع البقاء وحدي في الشقة، فأشعر بالانهيار، فالطفل يبكي وأنا لا أعرف الطبخ. فقدتُ وزني، وزوجي مريض ولديه ديون، وهذا يؤثر على حالتي النفسية.
 
لم يُحدد موعد عمله بعد. بدأتُ أكره شقتي، كانت ملاذي للراحة والهدوء،
لكنها الآن تُشعِرني بالضيق مهما نظفتها!
9/10/2025
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
أعراضك تشير بكل وضوح الى اكتئاب رديد (متكرر) ونوبات قلق والآن اكتئاب ما بعد الولادة. بالطبع هناك دور الضغط النفسي الشديد (ضغوط علاقة، فقدان عمل، تغيّرات كبيرة في الحياة، مشاكل مالية وصحية). يجب مراجعة استشاري في الطب النفساني. هذه المراجعة يجب ان تكون طارئة إذا كانت لديك أي أفكار انتحارية أو شعور بالانهيار أو فقدان القدرة على الاعتناء بالطفل. قد تحتاجين دواءً مناسبًا وآمناً أثناء الرضاعة إن كنتِ مرضعة، أو علاجًا بديلًا.
الطبيب النفساني سيرشدك إلى معالج نفساني. أخبري المعالج بما مررتِ به ومقاومتك السابقة للتحدث — اختاري معالجًا تشعرين بالأمان معه.
في نفس الوقت هناك الحاجة الى إيقاع يومي منتظم: نوم منظم قدر الإمكان، مشي ١٠-٢٠ دقيقة يوميًا مع الطفل إن أمكن، وجبات صغيرة متوازنة. اطلبي مساعدة في رعاية الطفل أو أعمال المنزل — حتى فترات قصيرة من الراحة يوميًا مهمة. استخدام تقنيات تنفّس وتهدئة، أو تمرين الاسترخاء عند نوبات القلق يساعد الكثير.
تحدثي مع زوجك وعائلتك وحاولي التفكير بخطوات صغيرة للعودة للعمل لاحقًا (دورات قصيرة من المنزل، استشارات مهنية)، بعد استقرار حالتك النفسية. الصحة أولًا ثم الخطة المهنية.
العلاج يساعدك على إعادة تعريف ذاتك وإيجاد مسار جديد يمكن أن يشتمل على العمل والطفل والزواج بطريقة متوازنة مع صحتك.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
اكتئاب ما بعد الولادة بين العابر والجسيم
أنواع ودرجات اكتئاب بعد الولادة
اكتئاب ما بعد الولادة كيف نصف العلاج؟