مساء الخير عليكم
قد تكون مشكلتي أغبى ما كُتب هنا، لكن ضع نفسك مكاني. لا أعرف حتى ما هو شعوري تجاه هذا الموضوع. ببساطة، أنا في علاقة منذ عام ونصف. نحن متوافقان بكل معنى الكلمة. لم أخنها قط أو أخطئ في حقها. جميع مشاكلنا مشاكل عادية نتغلب عليها ونصبح أفضل من ذي قبل.
أحبها بصدق وأستمتع بوقتي معها. أشعر بالحماس لمجرد أننا نتخذ خطوات لمواصلة حياتنا معًا رسميًا. لكن الحقيقة عن صديقتي أنها شخص مرح وإيجابي ودائم الضحك. هل تعرف هؤلاء الأشخاص الذين يقلبون الجو رأسًا على عقب عند دخولهم مكانًا ما؟ الجميع يحبها لهذا السبب، لكنني لاحظت أنها تبالغ.
هل تعلم... لم تشتكي أبدًا أو تخبرني عن أي مشكلة أو تتحدث عن حبيب سابق أو أي شخص أزعجها من قبل. لم تخبرني أبدًا أنها تعاني من مشاكل مع... عائلتها، وكنت أعرف..." بمفردي عندما بدأت في اتخاذ خطوات جادة.. على أي حال، أعني أنني لم أضغط عليها أبدًا في هذه الأشياء حتى قبل أسبوعين، كنت آخذها في السيارة وكنا نشغل الموسيقى وظهرت أغنية حب على وجه التحديد، المقطع (كنت بخلصًلك لك في حبي بكل قلبي وأنت بتخون الوداد بكل قلبك) أريد أن أذكر مرارًا وتكرارًا أنني لم أخنها أبدًا ولم يحدث لنا هذا النوع من المشاكل من أي جانب.. وجدتها تنظر إلي بنظرة غريبة ومغازلة وتبكي وتواصل الغناء مع الأغنية التي أرسلتها.
لم أخنها أبدًا، ولم تبكي أمامي أبدًا، ولا تتحدث بهذه الطريقة أبدًا، حقًا، إنها لا تحب هذا النوع من الحديث على الإطلاق، وحتى عندما تحبني تكون درامية إلى هذا الحد. على أي حال، كنت مرعوبًا حقًا وظللت أسألها ما بها ولماذا تبكي وكيف تشعر، فأخبرتني أن الأغنية تؤثر عليها فقط.. لا أفهم شيئًا وأنا مرعوب.
هل من الممكن أن يتأثر شخص ما بالأغاني إلى هذا الحد؟ أو على سبيل المثال، هل تعرضت للأذى بهذه الطريقة من شخص ما في الماضي أو ماذا حدث؟ بجدية، نحن لسنا كذلك على الإطلاق، ولم تشك بي أبدًا. لا أهتم بأحبائها السابقين، حتى لو لم ترغب في التحدث عنهم، ولكن إذا حدث شيء مشابه وأثر عليها إلى هذا الحد، فيجب أن نذهب على الأقل إلى العلاج، ولا نتحدث بدلًا من هذا الرعب.
يا رفاق، كانت تبكي بطريقة غير طبيعية، ولا أعرف ماذا أفعل، وعقلي لا يساعد،
وأشعر أن هذا شيء تافه جدًا بالنسبة لي للتحدث عنه مع أي شخص، لكن عقلي ليس رحيمًا.
7/10/2025
رد المستشار
أهلا وسهلا بك "يامن" على الموقع
أولا لا يوجد سؤال تافه طالما أنه سبب لك اهتماما أو معاناة بل قد يكون عميقا جدًا، لأنك تحاول أن تفهم رد فعل غامض وغير متوقع من شخص تحبه وتعرفه جيدًا. فما وصفته هو لحظة إنسانية معقدة: شخص تحبه يبكي فجأة بطريقة لا تشبهه، أمامك، وبدون تفسير واضح. طبيعي أن يربكك الأمر ويثير فيك الخوف والشكوك والأسئلة.
دعني أساعدك بتحليل الموقف نفسيًا
فما تصفه ليس علامة على خلل في العلاقة بالضرورة، بل على وجود تجربة عاطفية مكبوتة أو ذكرى مؤلمة استُثيرت بشكل غير مباشر. ورد فعلها (النظرة، البكاء، الغناء مع المقطع المؤلم) يوحي أنها لم تكن تبكي لأجلك، بل بسبب شيء أعمق بداخلها، شيء لم تتحدث عنه بعد. وهذا النوع من الاستجابات يُسمّى "الاستدعاء العاطفي غير المباشر" Indirect Emotional Trigger.
بمعنى أنه قد يكون هناك تجربة قديمة مؤلمة (خيانة، فقد، جرح من شخص أحبتْه، أو حتى من أحد أفراد الأسرة) لم تتم معالجتها تمامًا، بل دُفنت تحت شخصية مرحة، إيجابية، (لا تُظهر الضعف) ثم جاءت الأغنية كمحفّز Trigger أيقظ تلك المشاعر فجأة، في لحظة أمان معك. وغالبًا، الأشخاص الذين يظهرون دائمًا بصورة قوية وسعيدة ومرحة يفعلون ذلك لأنهم يخشون لمس الألم الداخلي، أو لا يعرفون كيف يعبّرون عنه بطريقة صحية. وهي قد تكون من النوع الذي يخفي جروحه بابتسامته.
تصرفك كان واعيًا ولطيفًا جدًا لأنك لم تغضب، بل حاولت أن تفهم وتسأل بلطف. لكنها على الأرجح لم تكن جاهزة لتشرح لك أو حتى لتشرح لنفسها ما حدث. وعندما قالت (الأغنية تؤثر علي فقط)، فربما كانت تلك وسيلة دفاعية بسيطة للهروب من مواجهة الألم.
ما الذي يمكن أن تفعله الآن:
لا تضغط عليها لتفسّر فالناس الذين يخفون مشاعرهم يحتاجون الأمان أكثر من المواجهة.
أخبرها بلطف أنك لاحظت تأثرها، وأنك مستعد تسمعها متى رغبت ولا تُلح، ولا تُفسّر عنها.
إذا تكررت نوبات البكاء أو بدت عليها مشاعر غامضة غير مفسّرة، يمكن أن تقترح عليها العلاج النفسي بلطف كخطوة للنضج العاطفي.
وتابعنا
واقرأ أيضًا:
البكاء والصحة العقلية
سرعة البكاء، كم هي محرجة؟!