مساء الخير عليكم
أعطيته فرصة أخرى بعد أن تركني بأبشع صورة، وعانيتُ كثيرًا بعدها. كنتُ أسأل نفسي كل يوم عن السبب. كان عذره أن والده يعتقد أنني أعيش بعيدًا جدًا، وأن عمه لن يتمكن من المجيء معهم لأنه لا يستطيع التنقل كثيرًا، وأنه غير مستعد لأننا تخرجنا للتو وما زال أمامنا الكثير.
بعد أن منحته فرصة أخرى، ظل يحاول إقناعي بمدى بحثه عني في كل مكان، وأنني أكثر شخص يحبه ويشعره بالراحة، وأنه لا يستطيع العيش بدوني - ومع ذلك تركني مرة أخرى. اتصل رمادي بأمي واتفق معها على حضوره للقاء للتعارف، وسألتني عائلتي عنه لأنهم لم يكونوا متأكدين وأرادوا التأكد.
كان يعتقد أن عائلتي مخطئة في سؤالها عنه قبل مجيئها إلى منزلي (لم توافق عائلتي وأصدقائي عليه واعتبروه مخطئًا وأنانيًا). حاولتُ جاهدةً إقناع عائلتي، فوافقوا من أجلي. اعترضت عائلته وضخّمت الأمر - كيف لنا أصلاً أن نسأل عنه؟ ظللتُ أقول له إنني لا أريد سواه، وأنني لا أسعى لأي شيء مادي، وأنني متقبّلة كل ظروفه.
تركني للمرة الثانية لأن والده وأعمامه غيّروا رأيهم ولم يعودوا راضين، ولأن عائلتي "أخطأت" بسؤالها - ولكن حتى لو كانوا مخطئين، فهل هذا سبب لإنهاء أمور كهذه؟
أرسل لي رسالة يقول فيها إن الأمر كله قضاء وقدر، وأنه لن يفعل شيئًا دون موافقة والده، وظلّ يردّد أنه لا توجد بركة من الله، وانتهى الأمر. بعد أن أخبرني أنه لن يتركني ولن يؤذيني مرة أخرى، غادر.
أشعر بالإهانة أمام نفسي وأصدقائي وعائلتي.
لا أستطيع تجاوز ما حدث، وأنا مستاءة للغاية.
26/9/2025
رد المستشار
يسعد جميع عمرك
أهلا بك مع المجانين العقلاء رغم كل شيء. لا تقاومي مشاعرك وعبري عنها، يختلف الناس عن بعضهم في الوقت الذي يحتاجونه لتجاوز الإحباط والألم، ولكني أوكد لك أنك ستتجاوزين الألم والشخص أيضا.
سيساعدك في التجاوز تغيير طريقة تفكيرك في الأمر. بدلا من أن تفكري بالمهانة والإحراج فكري بجمال علاقتك بأسرتك التي تسمح لك بالتعبير عن مشاعرك ورغباتك، واحترامهم لهذه الرغبات، وهكذا عائلة لا يجب عليك الشعور بالخجل أمامها، بل هي ملاذ آمن لجميع مشاعرك وانكساراتك.
لا تلومي الشخص ولا تحزني، بل افرحي لأنك لم ترتبطي بشخص غير ناضج وغير مستقل في قرارات حياته. تركك ثم عاد بسبب مشاعره أو رغباته فيك، ولكنه لا يملك نضجا كافيا يقنع أهله برغباته وليس مستقلا عنهم ليأخذ قرارا مهما في حياته بنفسه، نعم رضا الوالدين من أهم أسباب البركة في الحياة، ولكن بعض الأمور رأي الفرد فيها يجب أن يكون مقدرا لديهم وأهمها رأيه فيمن سيرتبط بها. كانت ستكون الحياة معه وأسلوب عائلته مزعجة وغير مريحة فالحمد لله الذي صرف عنك ما لا يناسبك، فأنت معتادة في عائلتك أن لرأيك قيمة.
أوافق معك بأن الأسباب التي ساقوها كانت واهية وبغض النظر عن الأسباب فالدافع الأساسي واضح وهو عدم رضاهم عن هذا الارتباط إما لأنهم غير راضين عنك أو غير مقتنعين بأن ابنهم جاهز لمسؤولية الارتباط، ومن زهد فيك فأنت فيه أكثر زهدا.
لا يستطيع الإنسان تحقيق جميع رغباته في الدنيا وحدهم الأطفال يظنون ذلك ومع النضج نتعلم بأن نتحمل الإحباط ونرضى بما لدينا ونفكر بطريقة منطقية. بعد الزواج لن تعيشي معه وحده، بل مع أهله، وحتى هو من الواضح أنك لا تعرفينه حق المعرفة.
إن غيرت طريقة تفكيرك وتقبلت الإحباط ستتجاوزين الموقف بسرعة وتذكري يدعو الإنسان بالشر دعاءه بالخير، فلعل الله دفع عنك أذى كثيرا، ركزي على نعمة عائلتك وأنك نجوت مبكرا من عائلة رافضة لك.
واقرئي أيضًا:
خطيب ذهب لعل القادم من ذهب
نهنئك بفسخ الخطوبة
للأسئلة الغامضة.. أجوبة واضحة.. افسخي الخطبة!
بعد الفسخ: أحاول معه يرجع؟ أم لا؟
بعد فسخ الخطبة: ماذا أريد أنا؟