ماذا بعد الصحوة؟ بطريقة علمية! م
ما بعد الصحوة
تحياتي دكتور سداد وشكرا لردك العلمي وروحك الموضوعية، أعتذر لأن استشارتي كانت مبتورة كتبت لحضرتك أولا عن مشكلتي مع أمي ولم تصل الرسالة: باختصار شديد، هي تتدخل كثير في حياتي وممنوع أشتري حاجات نفسي فيها، ده يحسسها بالتهديد، مثلا أنا اشتريت جهاز صغير لتحميص التوست بهدلتني وقامت تصرخ وتخبط باب المطبخ بعنف... اشتريت طقم حلو ولبست وأنا فرحانة بيه تنظر نحوي باحتقار وتقول إيه اللي لابساه ده!!!
بصراحة تعبت جدا من تصرفاتها تصور دكتور شعور إنسان يشقى ويتعب ويكسب بالحلال ولما يشتري شيء بسيط يتبهدل ويهان... قبل سنوات كنت أتحمل وأقول لنفسي: مرحلة وتفوت ويجي ابن الحلال يتجوزني وأتحرر من سيطرتها ولكن تمر السنين وأنا محلك سر... فيزداد غضبي، وشعوري بأن حياتي مؤجلة... حاولت معها بجميع الوسائل كي تدعني بسلام ولا جدوى والله كمن يكلم حجر
ولما بحثت عرفت أن هذا اضطراب عقلي اسمه: قهر الثبات، والشخصية الاستحواذية، يعني الشخص ما يستحمل أي تغيير، وتزداد الأعراض مع تقدم العمر، ولا حل سوى أن نعتبر هذا الشخص المضطرب قضاء أو حادثة وتقبلها زي ما أحد بتقبل عاهة سؤالي دكتور: هل هذه المعلومات صح؟ يا ريت تنورني
بالمناسبة راجعت معالجة نفسية، بس كلامها كلو مواعظ: اصبري وربنا يعوضك في الآخرة، وأنا أريد الكلام العلمي الموضوعي عشان أعرف أتعامل بهدوء وحكمة،
شكرا لحضرتك دكتور
10/8/2025
رد المستشار
شكرًا لك على متابعتك.
الشخصية الاستحواذية وقهر الثبات أي التمسك بالتقليد هو وصف صحيح إلى حد ما من الناحية النفسانية. بعض الأشخاص، خصوصًا مع تقدم العمر، قد يطورون أنماطاً سلوكية تجعلهم يقاومون التغيير ويهيمنون على حياة من حولهم. هذا يُعرف بصفات الشخصية الأمرية أو السيطرة الزائدة. في بعض الحالات، يمكن أن تكون هذه السلوكيات مرتبطة باضطرابات نفسية أعمق أو مشاكل مثل القلق أو الاكتئاب، لكنها ليست بالضرورة "اضطراب عقلي" بحد ذاتها.
التعامل مع هؤلاء الأشخاص تحدي بحد ذاته مع قبول أن والدتك قد لا تتغير بسرعة أو بسهولة هو خطوة مهمة لتخفيف الإحباط. لكن التقبل لا يعني الاستسلام الكامل، بل وضع حدود واضحة وصحية للتصرفات التي تؤثر على راحتك. المعالج النفساني سينصحك عندما تحاول والدتك التدخل هو أن تعبري بوضوح عن مشاعرك وطلباتك، مثلاً: "أنا أقدّر رأيك، لكني بحاجة إلى أن أشعر بحرية اتخاذ بعض القرارات الخاصة بي."
النصيحة دوماً استخدام عبارات تبدأ بـ "أنا أشعر" بدلًا من "أنت تفعل"، لتقليل التصادم.
مثل هذه السلوكيات المتجذرة قد تحتاج وقتًا وعملًا نفسياً مستمرًا لتخفيفها. في بعض الحالات، العلاج النفسي يمكن أن يساعد المريض نفسه إن كان مستعدًا، وأحيانًا يكون الهدف هو تعلم أفراد العائلة كيفية التعامل بفعالية وأمان. لا أظن أن والدتك ستتقبل هذه الفكرة بسهولة. تذكري أن محاولة تغيير شخص لا يرغب في التغيير مباشرة قد تزيد التوتر والصراع.
النصيحة في العلاج الأسري هي في كل مرة تشعرين أن والدتك تتدخل بشكل زائد، أن تعبري عن حدودك بلطف، ولكن بحزم. مثال: "أمي، أنا سعيدة برأيك، لكن هذا الأمر شخصي وأريد أديره بطريقتي." كذلك هناك استخدام عبارات واضحة بدلاً من قول "أنتِ تزعجينني"، يمكن القول "أنا أشعر بالتوتر عندما لا أستطيع أن أقرر بنفسي." تجنبي النقاشات عندما والدتك تكون متوترة أو هي في حالة غضب.
ثم هناك رعاية نفسك بممارسة نشاطات تحسن من حالتك النفسية مثل التنفس العميق، المشي، القراءة، أو أي هواية تريحك، لتخفيف الضغط الناتج. لا بد من تعزيز استقلاليتك
باتخاذ قرارات صغيرة بدون تدخلها، مثلاً شراء أشياء بسيطة قد تحبها، وكوني صبورة مع ردود أفعالها.
تذكري إذا تحدثت بطريقة جارحة، يمكنك أن تعلقي بهدوء "أريد أن تشعري أنني أستحق الاحترام عندما أتحدث.” عند الهجوم على مشترياتك أو اختياراتك: تقولي
"أنا سعيدة بهذا الشيء، وأريد أن تشاركينني فرحتي بدلاً من انتقاده." عبارات أخرى يمكن استعمالها
"أشعر أحيانًا بثقل الكلام عن هذه الأمور، وأتمنى أن تعطيني مساحة صغيرة لأعيش تجاربي."
"أنا أحبك وأحترمك جدًا، وأتمنى أن نحترم اختلافاتنا لنبقى قريبين."عند طلب الهدوء أثناء الخلاف:
"دعينا نهدأ قليلاً ثم نكمل الكلام، حتى نفهم بعضنا أفضل."
يمكنك تعديل هذه العبارات بما يناسب أسلوبك، واستخدام نبرة هادئة معتدلة عند التحدث.
وفقك الله