أنا سيدة متزوجة منذ 9 سنوات، اجتهدت في طاعة زوجي وخدمته، إلا أن زوجي يتهمني دائما بعدم الطاعة، رغم أني أطيعه ولا أخرج إلا بإذنه، حتى إن أحد الجيران كلمه يوما بأن يرحم التضييق الذي يمارسه علي، والخروج بي بين الحين والآخر...
سألته فقال إنني أطيعه لكنه يريدني أن أكون دوما سعيدة، ولم لا أشكره إذا رفض طلبي؟!
أليس هذا بحصار لي؟ كيف أسعد وهو مشغول عنا دوما بعمله؟! أليس يسافر إلى الخارج يرفه عن نفسه، وهو ملتزم والحمد لله بدينه، ويتركني أنا وولدي في البيت، هو يكتري في الصيف منزلا جيدا لعماله ومعارفه ليأتوا بعائلتهم ويستمتعوا،
وأنا وأولادي كمن يملك الماء ولا يشرب منه، بل إن أهله يقولون إنه الرجل الوحيد في إخوته؛ لأنه يشدد في التضييق علي، والأمر ليس لأني سيئة الخلق أو فعلت شيئا منكرا، بل يشهد الله أني لست من أولئك، وأخدمه في كل ما يرغب فيه.
والمشكلة أني كلما ازددت طاعة زاد تضييقا، وإن تكلمت غضب أيضا، فكل الأساليب لا تنفع معه، فهل مع كل هذا التضييق علي أن أطيع مع الرضا؟!
أنا مقتنعة بالطاعة، ولن أتنازل عن مبادئي، أما أن أكون دوما سعيدة مع ما يفعله بي فهذا صعب، فأين لي أن أتنفس وأرتاح؟! بالله عليك هل أنا مخطئة؟
مع العلم أن زوجي يمتاز بحب امتلاك أي شيء يرغب فيه والسيطرة عليه حتى الكلام يريد أن يتحكم فيه إذا ما تكلمت مع جارة لطارئ أو مع أهلي.
أرجو أن أكون لم أخطئ في السؤال وكأني أشتكي ولست أسأل، فهل من نصيحة لي ولزوجي؟
وما هي حدود الطاعة؟ وبارك الله فيك.
08/8/2025
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...
تعرفين أن الطاعة مفروضة، ولكن حدود الطاعة فيها سعة ويمكنك مناقشته فيها، ولحدوث هذا يجب أن تختاري الوقت المناسب للنقاش في وقت لا تكونين فيه منفعلة ولا غاضبة، واختاري مناقشة تغيير الأمور التي تظنين أنه قد يوافق عليها وترضيك.
إن السعادة الحقيقية ليست في الحصول على كل ما نريد، ولكنها حقا في تعلم تقدير ما لدينا بالفعل، فلديك زوج يقوم على أمرك، عابد لله، واصل لرحمه، وولد عسى الله أن يجعله من الصالحين البارين بأهله، أليست أمورا كافية لتخفف غضبك وتعوضك عن بعض حاجاتك؟
ولديك مفتاح رائع في التعامل مع زوجك؛ وهو حرصه على سعادتك، فاستخدميه أثناء النقاش، وتذكري أن لا أحد من الزوجين يملك الآخر، وللرجال كما للنساء عيوبهم، فهم يميلون للتملك والسيطرة وكذلك النساء.
الخلاف بينك وبين زوجك في حقيقته نزاع على السلطة، فاعملي على إقناعه بأنه القيم؛ لأنه كذلك شرعا، ولأنك تحبين حرصه عليك، وفي حال اقتناعه قد تخف قيوده قليلا، وإن لم يحدث فتقبلي عيوبه؛ فالنعيم سيكون في الجنة فقط.
واقرئي أيضًا:
السعادة الزوجية سؤال وجواب
خلطة سحرية للسعادة الزوجية
بالحكمة تكون الحياة الزوجية هانئة
فنون الحياة الزوجية: شكرا عمرو