تحياتي لكم وشكري الخاص للقائمين على هذا الموقع، أنا شاب في السنة الأخيرة في الجامعة، وقد تعرفت على إنسانة أظنها تناسب حياتي وتناسبني؛ لكي تكون زوجة لي، تعرفت عليها من خلال قريبة لي، وكانت زميلتها في مهنة التدريس، أعرف أنه سيضحك عليّ الكثيرون لأنني تزوجت من تكلمني بالهاتف مثلما فعل بعض الأصدقاء عندما حاولت معرفة رأيهم في ذلك، وقد أعجبني في هذه المرأة أدبها الجم ودينها وبراءتها في هذه الحياة، وأنها لا تعرف في حياتها السابقة إلا العذاب الذي عانته مع زوجها السابق، مشكلتي أنني أواجه مشاكل كثيرة لإتمام هذا الزواج، من ذلك مثلاً العادات والتقاليد التي تتبرأ من كل شاب يتزوج مطلقة، وكذلك مشكلة العمل، حيث إنني طالب إلا أن هذا الموضوع أهون من الموضوع السابق.
أرجو إفادتي بمقترحاتكم القيمة.
وهل تنصحوني بإتمام هذا الزواج، أفيدوني.
23/7/2025
رد المستشار
دعنا نتفق قبل كل شيء على مبدأ مهم، وهو أن العاطفة رغم أنها مهمة جدًّا في الزواج؛ لكنها ليست هي كل شيء؛ لأن الزواج اتفاق ضخم وصفقة عملاقة، لا يمكن بأي حال أن تبنى على العاطفة وحدها، وكل التجارب التي قامت على العاطفة وحدها باءت بالفشل الموجع، وأحسب أنك تتفق معي في احترام كل هذه التجارب؛ لأنه ليس من الرشد تجاهل نتائجها، فإذا قال لك شخص: إن هذه الزجاجة بها مادة كجداة فليس من العقل أن تقول له: دعني أجرب!!
إذا أردنا أن نفكر في الأمر بعقل وموضوعية نجد أن هناك ثلاث نقاط علينا أن ندرسها لنأخذ القرار السليم:
النقطة الأولى: هل الزواج من مطلقة عيب؟ والجواب أنه بلا شك ليس عيبًا، ولو كان عيبًا ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم جميعًا،
ولكن بما أنه أصبح مستغربًا ومستنكرًا بالنسبة للمجتمع يصبح السؤال هو:
هل أنت من القوة وتحمل المسؤولية والنضج بما يكفي لمواجهة هذا المجتمع؟ وهل أنت قادر على تحمل أي ضغوط نفسية تمارس ضدك من قبل هذا المجتمع مهما كانت؟! أم أن هذا الزواج سيفرض عليك عزلة اجتماعية وضرائب نفسية لن تستطيع تحمل تبعاتها، فتسخط على هذا الزواج مع مرور الوقت وتصبح غير راضٍ عنه بعد فوات الأوان؟!
النقطة الثانية: هل الزواج وأنت طالب عيب؟ والجواب بالطبع لا، فالعبرة ليست في كونك طالبًا أم لا، ولكن العبرة بقدرتك على تحمل مسؤولية الزواج نفسيًّا وماديًّا، فهل أنت قادر على تحمل هذه المسؤولية؟!
إذا كنت قادرًا فلا مانع من الزواج، أما إذا كنت غير قادر فلا يصح أن تتزوج من هذه الفتاة أو من غيرها؛ لأن إقدامك على الزواج حاليًا سيكون مشوبًا بعدم التكافؤ.
النقطة الثالثة: وهي الأهم، هل أنت متأكد من حسن اختيارك لهذه الفتاة؟ أم أن عاطفتك تجاهها هي التي تزيّن لك خصالها وصفاتها؟ هل تعاطفك معها بسبب زواجها السابق له دور في إشفاقك عليها وزيادة عاطفتك نحوها؟! هل وازنت بين عيوبها وميزاتها؟! هل تأملت في ظروفها متكاملة بعقلك كما تحرّك نحوها قلبك؟!
أنت الآن تمتدح أدبها الجم وبراءتها، فهل سيستمر رأيك هذا؟! أم أنك في يوم من الأيام ستسأل نفسك سؤالاً: ألا يتعارض هذا الأدب مع كونها تحادث شابًّا هاتفيًّا بهذا الشكل؟!
والسؤال الأخير: هل هي من التميز الخلقي والإنساني إلى الدرجة التي تجعلك تغامر أو تقامر بهذا الزواج، وأنت طالب وتواجه المجتمع بما لا يألفه!
إذا أجبت على النقاط الثلاثة السابقة بموضوعية وحكمة أحسب أنك ستصل للقرار السليم، ولا تنس أن تكثر من الدعاء والاستخارة واللجوء إلى الله تعالى لعله يهديك للصواب، ولا تتعجل في اتخاذ قرارك على كل حال، وكن على صلة بنا.
واقرأ أيضًا:
الزواج من مطلقة!
الزواج من مطلقة، ومنهج الاختيار!
الزواج من مطلقة... مبروك
الزواج من مطلقة صديقي يخاف المقارنة!