من أنا ومن هو ومن نحن
السلام عليكم، أود بداية أن أشكركم على موقعكم الرائع الذي أتابعه من سنين طويلة واستفدت من استشاراته كثيرا جزاكم الله خير الجزاء
بداية سوف أكتب معلوماتي كاملة ثم أتبعها بالمشكلة
عمري 40 عازبة سبق لي الخطوبة من قبل من عائلة كبيرة وممتدة حاليا والدي متوفيان وأعيش وحيدة ومستقرة في عمل جيد جدا وفي منزل جيد جدا أيضا وعلاقتي بعائلتي ممتازة الآن الحمد لله
سبق أن تم تشخيصي بالاكتئاب بعمر ال 32 واستمرت فترة العلاج سنتين تحسنت كثيرا الحمد لله لكن العلاج أوضح أنني عانيت من الاكتئاب منذ سنين طويلة ممكن من عمر 18 ولم أستغرب ذلك لأنني أعرف شعوري
درست جامعة وأكملت دراسات عليا لكن طوال ذلك الوقت مررت بمراحل مختلفة مرضت عضويا بعمر 18 لعمر 22 ليس مرض مزمن لكن أثر على حياتي.. أثر على نفسيتي وعلاقتي بأهلي وعلاقتي بالمجتمع بشكل كبير وجعلني شخصا منعزلا اجتماعيا... للأسف في ذلك الوقت أيضا أدمنت مشاهدة الأفلام الإباحية وكنت من قبل منذ فترة بلوغي أمارس العادة السرية ولا أعرف أن هذا أسمها.. الآن أستطيع أن أربط المرض والاكتئاب بإدمان الأفلام الإباحية وهروبي من الواقع.. ربما كانا مرتبطان بشكل ما.. لا أستطيع أن أؤكد ذلك أو أنفيه..
لكن أستطيع أن أؤكد أن المرض العضوي والاكتئاب والأفلام سويا أثروا على نفسيتي وحياتي واندماجي الاجتماعي وعلاقتي بالرجال وصرت شخصا معزولا تماما لكن نجحت في تخطي بعض المواقف الاجتماعية والدراسية الصعبة بلطف الله
تخرجت ولم أعمل لمدة 3 سنوات كانت فترة سيئة جدا جدا وأيضا أدمنت الأفلام أكثر لسبب لا أعرفه ربما لأني كنت وحيدة جدا ولا أعرف ماذا سأفعل بحياتي وليس لدي الحياة الخاصة ولا القدرة المادية.. لم يكن لي طوال هذا الوقت أي علاقة عاطفية وكنت أريدها بشدة ولكن أخاف منها ولا أسعى إليها... شاء الله أن يهديني وفجأة قررت أن أعتزل هذا الأمر وأركز على نفسي ونجحت وتزامن ذلك مع حصولي على عمل جيد.. ثم ارتبطت تقليديا بشخص وكانت تجربة سيئة جدا.. اتضح لي لاحقا أنه مدمن أفلام إباحية أيضا إن صح التعبير. لم أحكم عليه كم هذه الناحية لكن شعرت بتأثير ذلك علي سلبا خاصة أنه كان هناك عقد شرعي بيننا وشعرت بكل سلوكه الخاطئ إضافة لأشياء أخرى شخصية.. انتهت العلاقة أثرت علي بشكل سلبي لكن حياتي استمرت الحمد لله وأكملت بعمل جيد جدا لكن تلك التجربة السيئة آذتني... كنت أشعر أنني مستغلة جنسيا لا مستمتعة إضافة لأشياء
أخرى لا مجال لذكرها... أحب أن أضيف أن طوال فترات حياتي كنت أحس برغبة جنسية لوجود رجل حقيقي لكن لم أحصل على هذه الفرصة وعندما كنت أقترب منها يمنعني الحرام والحلال والخوف والمشاكل الاجتماعية كله سويا.. لكن أيضا كنت أشعر أنني غير قادرة على رسم الحدود الواضحة بيني وبين الرجال.. العلاقة التي أبدأها لا تستمر لسبب ما لكن ليس بسبب أنني حازمة بل أشعر أنني أسمح للرجال بأن يتعدوا حدودهم معي بدون رغبة مني... المهم بعد الانفصال أتتني فرصة عمل جيدة في بلد آخر وكنت قد تعالجت لمدة عامين تقريبا من الاكتئاب بدون أدوية وتحسنت كثيرا.. هناك تعرفت على شخص وأصبح بيننا علاقة جسدية.. كنت أعرف تماما أنها حرام ولم أحاول أن أبررها لنفسي لكن كنت راضية بها وأشعر أنني أخذت شيئا أريده... كانت علاقة عاطفية وجنسية ومرضية جدا شعرت باستقرار ما بعدها وانتهت ولم أدخل بعدها بأي علاقة.. بالعكس قررت قرارا حازما أن لا أفعل.. شعرت أن علاقتي بالله أفضل (لا أستطيع التفسير) لكن حتى بكل أفعالي شعرت أنني موقنة أكثر عندما أفعل أو لا أفعل شيئا وشعوري بالرضا عن كل حياتي ازداد ولم أعد أفكر حتى لماذا لم أتزوج ولماذا أنا عازبة وتوقفت تماما عن مقارنة حياتي بغيري.. شعور غريب لكنه حقيقي.. الرضا
منذ ذلك الوقت تعرفت على أشخاص بغرض الارتباط وكنت أعرف رسم حدودا واضحة بالنسبة لي وكونت علاقات جيدة مع مجتمع الذكور أو دعنا نقول صداقات أو علاقات واضحة بدون تجاوز وكان هذا شيء جديد تماما على شخصيتي
لكن لاحظت النمط المتكرر من الشباب الذي يبحث دوما عن علاقة سريعة عابرة بدون مجهود.. هذه النمط المتكرر قابلته منذ العشرينات للآن مع أشخاص وصلوا منتصف الأربعينات وهم عزاب..
المهم الآن أريد أن أذكر الشق الثاني من المشكلة أو الاستشارة الحقيقية.. كل ما سبق هي مقدمة عني كما طلبتم في موقعكم..
تعرفت منذ فترة قصيرة على شخص عازب من عمري.. كان تعارفا لطيفا وكان بيننا تواصل جيد جدا والكثير الكثير من الحوارات.. هو طبيب يملك عمله الخاص وضعه المادي فوق المتوسط.. لمدة أسبوعين كان الحوار جيدا جدا وسعدت به.. أنا لدي مشاكل بالإنجاب ولم يبدي أي مشكلة بذلك بل قال لي أنه لا يريد الإنجاب أو لا يهتم إن حصل أو لم يحصل.. خرجنا سويا مرتين فقط وكان الوضع جيدا.. الشاب متعلم ومثقف كان سابقا من رواد المساجد حافظ نصف القرآن والآن دعنا نقول لم يعد نفس الشخص... بعد أسبوعين أخبرني أنه يريد أن يصارحني بأنه يمارس العادة السرية 3 مرات يوميا وأنه يشاهد الأفلام الإباحية كل يوم ليفعل ذلك.. يعلم أنها مشكلة وأنه مدمن كما يقول لكنه لا يستطيع التوقف بسبب أنه أعزب ويعمل في مجتمع مختلط جدا ومنفتح ولا يريد فعل الحرام (هذه أقواله)
يقول أنه يشاركني لأنه يشعر أنه يجب على شريكته أن تعلم مسبقا أنه يعاني من مشكلة ما (هو لم يفكر بأثر ذلك على زوجته بل بمدى تقبلها له وقدرتها على مساعدته)
استمعت للقصة بدون أي رد فعل ولم أشعر أنه من حقي إبداء أي رد فعل سلبي لكن أعطاني هذا الشخص إيحاء كبير أنه لم يخض علاقة عاطفية حقيقة وربما أكون مخطئة
بعد ذلك خرجنا سويا وطلب مني أن يمسك يدي ورفضت بشدة ورفضي كان نابعا من قراراتي وليس بسببه أو بسبب أفعاله..
هذا الشخص أخبرني أنه تواصل مع مختصة أوروبية بهذا السلوك وعقد معها جلسة وكيف ممكن يتخلص منه بعد الزواج ولم يبد رغبة بالتخلص من هذه السلوك قبل الزواج
بعدها أخبرني بشكل شخصي أنه يرغب في كثيرا كامرأة وأن رغباته تحولت لي أنا بدلا من الأفلام وأنه متوتر بسبب ذلك.. وضعت حدا لذلك التمادي معي برأيي وأنا لا أعرف حقيقة ما يقول ولا أستطيع الآن الحكم عليه
أخر مرة قطعت التواصل معه بسبب أنه لا يستطيع الوقوف ويتمادى علي بهذا الموضوع وأخبرته أنه إذا أراد علاقة حقيقية يستطيع أن يخطبني
لكن أنا لدي مخاوف كثيرة.. أولها من نفسي لأني تسامحت مع الموضوع ربما بسبب تجاربي السابقة.. لا أعرف حتى لو تقدم لخطبتي هل هذا الشخص ممكن الحياة معه عاطفيا وجنسيا.. تعلقه بي لا أعرف إن كان حقيقي أو لا لكن إذا كان صادق بالشعور هل منبع الشعور حقيقي أو منبعه الوحدة والإدمان وغياب الفتاة الواقعية
بصراحة أيضا أشعر أنني لا أستطيع التعامل مع الموقف.. كأنني مررت به مسبقا وأنني هو.. شعرت بالأسف الشديد أنني أريد شخصا جيدا لا شخصا كان حافظا للقرآن ثم أنتكس وعلى الرغم من أخطائي السابقة جميعها إلا أنني لم أشعر بالندية.. بالعكس تماما لا أريد أن أكون أنا وأمثالي هم الصفة الغالبة في المجتمع بل أتمنى أن يكون الجميع أفضل مني بمراحل..... لكنني حزنت جدا على نفسي وعليه.. أريد أن ألتقي بالشخص الأفضل لكن لم أجده أبدا.. وإذا كان هذا الشخص الأفضل موجودا فكيف سأتعامل معه؟؟ انتقاله السريع من مرحلة الإعجاب للرغبة أشعرني وأشعره هوه نفسه بالخوف.. ثم أصبحت لا أعرف أضع له حدا لنتعرف على ذواتنا الحقيقية..... أقصد أن الإدمان أثر على علاقته الشخصية بي كأفراد (إن كان اسمه إدمان فعلا)
لا أعرف لم يقوم شخص مستقر ماديا جدا بفعل ذلك بدل الارتباط الحقيقي الذي يقدر عليه منذ سنوات
لدي أيضا تساؤلات (حتى حول نفسي إذ أني لا أحكم عليه) حول الصح والخطأ والحرام والحلال ومدى تأثير ذلك في حياتنا وعلى قراراتنا
تكلمت مع هذا الشخص بأشياء متعددة ولاحظت بشكل عام أنه وبالرغم من رفضه لبعض الأنماط الاجتماعية إلا أنه لا ينكرها مثل قيام بعض أصدقاءه بدفع زوجاتهم لترك الحجاب عندما يكونوا في بلاد أجنبية وتبريره لهذا الشيء أو عدم استنكاره بل تقبله بشكل كبير بأنهم يرغبون بتجربة شيء جديد ولا أحد في الخارج يهتم
لم يقل أبدا أنه لديه نفس النمط لكن أصبح لدي عدم فهم لمن هو هذا الشخص أو ما هي مراجعه
يقول أنه دوما يشعر أن في داخله شخص لم يظهر للعلن وأنه لم يكن حرا أبدا ولم يعش حياته بمعنى لم يكن له حياة خاصة به خارج النمط الاجتماعي المعروف عنه... طول عمره الطفل العاقل والمراهق المهذب (عشت فترة طويلة بهذا الإطار أنا أيضا)
لا أعرف كيف سأتعامل مع هذا الشخص أو هذا الوضع المتكرر بشكل أو بآخر.. تكرر الحالة أو هذه التجربة مع أكثر من شخص لكنها واضحة أكثر مع هذا الشخص أشعرني أنه لا يوجد رجل جيد..... وأن الجميع يريد من يداويه لا من يعيش معه وأنا بطبعي شخص متعاطف وهذا على ميزاته إلا أنه له الكثير من السيئات من اعتماد الآخر علي أيا كان هذا الآخر (زوج صديقة أخت)
أطلت الحديث لكن أرجو أن أكون وصفت الحالة كما هي
أرشدوني أرشدكم الله
12/7/2025
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
مشاركتك الموقع بحد ذاته خطوة إيجابية نحو الفهم والاستشفاء. كذلك لا بد من الإشارة إلى أنك واجهت تحديات كبيرة وتعاملتِ معها بشجاعة وإصرار.
بالنسبة للشخص الذي تتحدثين عنه، يمكن أن تكون له نوايا حسنة، ولكنه أيضًا يعاني من مشاكل تحتاج إلى معالجة قبل الارتباط بشكل جدي. من الأمور الأساسية في أي علاقة هي التواصل المفتوح والصادق، وهناك إشارة إلى مثل هذه الخطوة في الوقت الحاضر.
في بداية الأمر عليك التفكير إذا ما كنتِ مستعدة للتعامل مع التحديات التي قد تنشأ عن الارتباط بشخص لديه نفس مشاكله. هناك حدود لدعم الآخرين نفسيا وأنت في نفس الوقت في حاجة لدعم نفسي وهل هو قادر على ذلك في المستقبل. فكري بعمق في القيم التي تهمكِ في الحياة وما إذا كان هناك توافق مع قيم الشخص الآخر
هناك الحاجة إلى رسم والحفاظ على الحدود الشخصية. ما هو واضح أنكِ قادرة على وضع هذه الحدود، وتأكدي من أن تظل ثابتة.
لا يوجد حرج في الحديث مع معالج نفساني قد يساعدكما في فهم أعمق لمشاعركما وتقديم توجيهات عملية.
وأخيرا تذكري الأمور الجيدة تحتاج إلى وقت للظهور. كوني منفتحة على التجربة، ولكن بحذر وحكمة.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
الحياة هي: اختيار (بالياء) الاختبار (بالباء)
للاختيار غير الموفق تبعات.. وفتن
ما بين القلب والمنطق.. معادلة الاختيار