زواج الأقدار: الدعاء ابتذال أم التزام؟ مشاركة
السلام عليكم ورحمة الله..
تعليقا على رسالة زواج الأقدار: حدث في مثل هذا اليوم بصراحة وبدون زعل، فلقد ضحكت على هذه الرسالة والرد أيضًا إلى أن دمعت عيناي؛ وذلك لأنني طالما فعلت ذلك، ولكن ليس لسبع سنوات؛ فهذا التصرف ما يسميه الكثير من البنات إخلاصا وأسميه أنا سطحية وسذاجة -لا أقصد إهانة بالطبع- ولكني أرى هذه السطحية والسذاجة أو ما أسميه هيافة موجودًا في أغلب البنات، والمشكلة أنني أرى من لا تملك هذه الهيافة ماكرة... ولكن هذا ليس موضوعنا الأصلي.
أما ما أرغب بشدة في نقله لكم ولكل البنات على الموقع هو من واقع تجربة شخصية حدثت لي ولثلاثة من أصدقائي -على فكرة إحدى هذه القصص حدثت من 15 سنة- أما الباقيات فحديثات، وبدون الدخول في تفاصيل فإن ما يحدث عندما تبدأ البنت بمصارحة الشاب بحبها حتى لو رأت أن هذا ضروري بسبب خجله الدائم دائما ما يأتي بنتائج سيئة فيحدث الآتي:
1- يشعر الشاب بسعادة غير عادية.
2- يقرر الشاب -ويا لبراءته- أن هذه البنت ممتازة، ولكنه للأسف لا يحبها ولا يرغب فيها وهذا ما حدث معي بالتفصيل، مع العلم أنني كنت قبل أن تصارحني لمدة 3 سنوات أتوق إلى كلمة منها إلى أن فقدت الأمل نهائيا وتماما بسبب خجلي وجاءت هي وبدأت بالكلام وحدث ما حدث.
وأنا أرى أنها زوجة مثالية، ولكنني غير قادر على الارتباط بها -لا أريدها أعني-. وقد توصلت لهذه النتيجة بعد أن سمعت قصة أصدقائي الثلاثة واللاتي جئن مطابقات لقصصي.
وهنا أطلب من هذه الفتاة وغيرها ألا يستعجلن وينتظرن أن تأتي الخطوة أولا من الشاب،
فإذا كان يحبها فعلاً فإنه سوف يأخذ الخطوة المناسبة في وقتها المناسب.
02/5/2025
رد المستشار
الأخ المشارك..
شكرًا لك على تعليقك ومشاركتك لنا بخبرتك، والحقيقة، أنني ما وجدت نفسي أقرب إلى الضحك أو حتى الابتسام تفاعلا مع رسالة الأخت صاحبة السؤال الأصلي، ولكنني أشفقت عليها، وعلى إخوتي من صنف حواء العربية التي تعاني من صنوف الضغوط المتعددة فيما يخص الزواج.
وبعض هذه الضغوط ناشئ عن نقص وهشاشة في تكوين الفتاة العربية، وهذا ما فصلناه في إجابات سابقة كثيرة، ولكن كثيرًا من الضغوط أيضًا يتعلق بالطبيعة الملتبسة المترددة للشاب العربي الذي لا أقتنع أنه نضج إلا بعد أن يتلقى دروسًا مؤلمة وقاسية، وصدمات موجعة من تصاريف الدهر بأيامه ولياليه؛ لأنه غالبا يظن نفسه عالما بكل شيء، وقادرًا على كل شيء تقريبًا، وجديرًا بأفضل البنات بينما حصيلته من المعرفة والنضج والقدرة على تحمل المسؤولية، كزوج وأب وقوام تكاد تكون صفرًا إلا من رحم ربك، وقليل ما هم.
وقد ترد علي قائلا:
ولماذا لا تلتمسين العذر للشاب فهو أيضًا لم يتربَّ ولم يتكون، وأرد:
أن هذا صحيح، ولكن فرصته في الحركة والاحتكاك تكون أكبر بحكم السياق الثقافي والاجتماعي الذي يضع قيودًا واستحكامات -بعضها تعسفي- على حركة الفتاة لا لشيء إلا لأنها.. فتاة!!
ولست من القائلين بالمساواة الميكانيكية بين الجنسين، ولكنني ضد التمييز على أساس الجنس فيما يخص الحركة في المجال الاجتماعي العام أما المجال الأسري الخاص فله قواعده الأخرى، وصيغه المختلفة التي لا يتسع المقام هنا لشرحها.
أقـول: أتعبنا حواء العربية فتارة نحبسها وراء الجدار تلو الجدار؛ بدعوى التحرر والتقدم والتنوير والتطوير، وتارة نفرض عليها اختيارنا، في شئون الحياة جميعًا من ملبس ومأكل ومشرب، وزواج ودراسة، وإقامة أو سفر، وعمل أو بقاء بالمنزل، ورغم أن "الاختيار" هو مناط التكليف، والحرية هي شرط الاختيار بين بدائل، وأن هذا كله هو جوهر فلسفة ديننا وموقفه فيما يتعلق بالعلاقة بين الإنسان وربه، بل والحياة باتساعها.. على الرغم من هذا فإننا نجد "حواء" محرومة عندنا –غالبًا- من ممارسة أبسط ما منحه الله البشر.. "الاختيار".
وعلى ذلك فعليها هنا مثلا أن تنتظر الخطوة الأولى من الشاب، فإذا كان يحبها فإنه سيتقدم لها، وحذار أن تتقدم هي الخطوة الأولى؛ فالحب عندنا عكس الحرب يخسر فيه من يبدأ بالخطوة الأولى!! وربما فإن حواء خاسرة خاسرة.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وفي مجتمعات أخرى فإن حواءنا محرومة أصلا من أن ترى رجلا أو يراها رجل، والآخرون يختارون لها، وقد يصيب اختيارهم توفيقًا، وقد لا يصيب فتتحمل هي نتائج اختيارات غيرها فنكسر أصلا من أصول ديننا العظيم {ولا تزر وازرة وزر أخرى}.. فعندنا قد يدفع إنسان ثمن أخطاء أو غفلة أو عجلة غيره، والثمن هنا بسيط وهين.. حياة حواء ومستقبلها الضائع لسوء اختيار ذويها!!
سامحني يا أخي الكريم.. قد يكون في تكوين حواء عندنا هشاشة مكتسبة مثل التي في تكوين آدم الشاب المتسرع الأرعن؛ لأنهما في ضعف الخلفية والخبرات ومهارات الحياة سواء بسواء، وفي حالة الفتاة تكون الهشاشة أكبر ربما بحكم عاطفتها الجياشة، وفرصتها المقيدة في الاحتكاك والحركة، والاختيار.
ولكن هذا لا أسميه تفاهة ولا هيافة -بالتعبير المصري الدارج- ولا سطحية ولا سذاجة، وإنما هو خطأ في اختيار التعبير المناسب عن الرغبة في الاقتران بشاب ترى أنه مناسب، وإذا كنا نتفق معك في رفض هذا الأسلوب في مصارحة الشاب مباشرة ووجهًا لوجه فإننا لا نرى السكوت والسكون باسم الخجل المصطنع أو لأنها فتاة... إلخ، وموقفنا في هذه الجزئية، واضح وأكرره:
من تجد في المحيط الذي حولها شابًّا تراه مناسبًا كزوج ننصحها أولا بمراجعة هذا الحكم فقد لا يكون بالفعل هو الأنسب لها من أية ناحية من النواحي الجديرة بالاعتبار، ولها أن تستعين بما ومن تريد في جمع المعلومات عنه، والأفضل أن تكون المساعدة من أحد ذويها، ثم لما
تجتمع مشاعر القلب مع مقاييس العقل وتفاصيل المعلومات تكون الخطوة القادمة بتوسيط طرف خارجي، وقلنا إن أفضل وسيط هو "امرأة حكيمة كبيرة بالسن"، وتفاتح هذه المرأة، أو الوسيط المناسب، الشاب لتستطلع رأيه فإن وافق فبها ونعم، وإن لم يوافق فلا بأس، ولا حرج ولا جرح لمشاعر الفتاة، وأرجو مراجعة إجاباتنا السابقة الخاصة بهذا الموضوع.