في البداية أريد أن أتوجه بالشكر للقائمين على هذا الموقع لما فيه من جهد كبير.
أنا طالبة في الفرقة الثالثة بإحدى الجامعات، بفضل الله ورحمته على قدر من التدين وأنتمي إلى أكثر من جمعية خيرية، ولي نشاطات أخرى كثيرة وأتطلع إلى استثمار طاقتي بشكل أفضل دائما، وهذا بفضل الله ليس أكثر.
المهم تقدم لي أكثر من شخص يحملون من الصفات الجيدة والالتزام قدرا كبيرا، ولكني كنت أرفض لأنهم من جهة لم يكونوا ينتمون لنفس الدعوة التي أنتمي إليها، والسبب الآخر عدم استعدادي لدخول تجربة غير ناجحة.
وفي الأيام الأخيرة تقدم لي شاب يصغرني بشهور وغير ملتزم، ولكني أسأل أهي محاولة فاشلة مني إذا حاولت معه في أن يصبح أكثر التزاما ووعيا بأمور القضايا المهمة التي تشغل بال المسلم الغيور على دينه ووطنه، أم أن الزواج هو علاقة اجتماعية في الطراز الأول ولها مقاومات أخرى لنجاح العلاقة؟
مع العلم أنه على قدر كبير من المسؤولية كما يبدو عليه الرغبة في التغيير،
وأخيرا هو يحبني بشدة.
28/3/2025
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله، أشكرك لتقديرك عمل الصفحة وجهد القائمين عليها.
يستطيع الناس أن يشكلوا معطيات الرحمن في الحياة حسب حاجتهم الخاصة في إطار الحلال، ولأنهم مختلفون جعل الله لنا سعة في الاختيار لما نريد.
فالبعض يرى في الزواج كما قلت علاقة اجتماعية وضرورة حياتية، وهناك من يرى فيه أكثر من ذلك؛ فهو يراه حياة وشراكة كاملة في الفكر والاهتمامات، والمعيار الوحيد لهذا الاختيار هو رغبتك.. فما نوع الزواج الذي ترغبينه؟ هل تريدين أن يكون زوجك صديقك وشريكك؟ إذن فلن يكون هذا المتقدم زوجا مناسبا، ولماذا بذل الجهد في تحويل اتجاهاته دون ضمان لتحقق هذا التغيير بالفعل أو حبه وتمسكه بهذا التغيير إن استطاع تحقيقه؟
الناس تتغير على طول الحياة متى شاءت هي أن تتغير، بينما التغير المدفوع بعوامل خارجية نادرا ما يكون قويا وثابتا. أما إن كنت تريدين حياة تشاركين فيها مشاعرك دون أفكارك فلن تكون هناك حاجة لحثه على بذل وعود كي يتغير قد يعود ليدركها بعد قليل من الوقت كعبء يحاول التملص منه.
في الزواج لا نستطيع أن نجد ما نريد تماما كما لو كنا نختار من السوق؛ ولهذا لا بد لك من تحديد أولوياتك في نوعية الزواج والحياة التي ستترب على هذا الاختيار.
لا تقعي ضحية لضغط عواطفه عند اتخاذك القرار؛ فالطبيعي أن يكون المقبل على الزواج مفعما بالمشاعر القوية.
أخيرا أقول لك إنه لا ضمانات عموما لنجاح أي تجربة في الحياة إلا بحسن التوكل على الله بعد الأخذ بالأسباب؛ فالحياة جميعها تأتي بلا ضمان؛ فلا تترددي كثيرا في حياتك خوفا من الفشل فتضيعي على نفسك الوقت بحثا عن شيء لن يتحقق، وهو النجاح الدائم والتام.
مع دعائي لك بأن يسدد الله خطاك، ويثيبك خيرا على حسن استغلال شبابك ووقتك.
اقرأ أيضًا:
بعد الزواج اضربي سوء خلق خطيبك×10
إستراتيجيات تغيير شريك الحياة.. تجربة ناجحة
في اختيار شريك الحياة.. الصورة الكلية أهم
خريطة طريق لاختيار شريك الحياة